كان النبي صل الله عليه وسلم صاحب أتقى القلوب وأفضلها كان يقول اللهم ثبت قلبي علي دينك حتى أن هناك رجل سمع هذا فوضعه داخل دائرة إستفهام وسأل الرسول فقال النبي صل الله عليه وسلم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كما يشاء وفي مسند الإمام أحمد من حديث عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرف كيف يشاء ثم قال رسول الله صل الله عليه وسلم
اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك "
فهذه براهين على أن قلوب العباد يصرفها الله كيفما يشاء فلابد من العمل علي زيادة الإيمان لأن الإيمان لن يبقي كما هو فالإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومن أسباب زيادة الإيمان :-
١- التفكر في آيات الله الكونية وهذه من الفوائد الجمة في زيادة الإيمان فعندما تنظر إلى مخلوقات الله تجد أن الله خلق كل شئ بحكمه وبأشكال مختلفة ومتنوعة وعندما تشاهد هذا لا يسعك سوى أن تقول سبحان الله وهذا يزيد الإيمان في القلب.
٢- معرفة أسماء الله وصفاته فعندما تعرف الله بمعرفة أسمائه وصفاته تشعر بزيادة الإيمان في قلبك لأنك كلما عرفت الله أكثر كلما إزددت خوفاً وخشية منه وبالتالي يزداد الإيمان في قلبك.
٣- زيادة الطاعات لأن الطاعات ترفع من مستواك الإيماني وتجعلك ترتقي في إيمانك وكلما إرتفعت في إيمانك وإرتقيت فيه كلما نظرت للأمور المحاطه من حولك بنظره تملؤها العمومية والشمولية وهذا يزيد من خشيتك لله وعلى إثر هذا يزداد الإيمان في قلبك.
ومن أسباب نقصان الإيمان :-
١- الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية فكلما أعرض الإنسان عن التفكر في مخلوقات الله أصبح قلبه مهجور إيمانياً لا خير فيه.
٢- الإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته من أسباب نقصان الإيمان ومن ثم قسوة القلب فمن أعظم أسباب قسوة القلب طول الأمد والإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته
٣- قلة الطاعات من أسباب نقصان الإيمان لأن الطاعات إذا بدأت في الهبوط فإعلم أن هذا إنذار لك أنك على خطر لأن الطاعات كلما قلت كلما أصبحت ضعيف الهمة وضعيف القدرة علي الإتيان بما يقربك من الله.
٤- زيادة المعاصي هي نتيجة مترتبة على قلة الطاعات لأنك كلما قلت الطاعات والسنن كلما أصبحت قريب من فعل المعاصي كلما أصبحت عرضة لجعل الشيطان عليك سبيل وهذه الأشياء كلها أسباب في نقصان الإيمان لديك. وروي الحاكم في مستدركه وحسنه الألباني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال
" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم "
فحديث الرسول هذا دليل على أن الإيمان يقل في القلب وذلك ليظل العبد في جهاد مستمر مع النفس التي تكون ضعيفة أمام الشهوات وبالتحديد في زمننا هذا وعصرنا هذا فأحد السلف الصالح قال
" مازلت أجاهد نفسي أربعين سنة حتي إستقامت فبلغ بعضهم قوله فقال طوبى له أوقد إستقامت ؟ مازلت أجاهدها ولم تستقم بعد أربعين سنة
" فما بالك بنا ونحن في عصر الشهوات والمغريات وعصر الكاسيات العاريات فلابد من إتباع بعض الطرق التي تعيننا على علو الهمة وتكون لنا عون في ثبات الإيمان لدينا بل والعمل علي زيادته :-
- الدعاء من أحد الأسباب التي تعمل علي ثبات الإيمان بل وزيادته فهو سلاح عظيم ولكن لمن يدرك هذا
فمثلاً لو أنك قمت في جوف الليل وصليت لله ركعتين والناس نيام ودعوت الله وصاحبت الدعاء بالبكاء من خشية الله لوجدت نفسك تشعر براحة لم تشعر بها من قبل وتشعر بحالة إيمانيه مرتفعة.
العوامل المؤثرة في تثبيت الإيمان
موضوع: العوامل المؤثرة في تثبيت الإيمان
