دروس عظيمة من غزوة بدرأسمى الله غزوة بدر بـالفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل، يقول الله تعالى: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ} [الأنفال: 41]،
ظلت صفة "بدري" أي من شهد بدرًا تعني التقدير الكبير لصحابة النبي، يقول صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَ الله اطَّلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ » وكونوا الطبقة الأولى من الصحابة. [رواه أبوداود: 2650]
الغزوة كانت مصداقًا لقول الله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
غزوة بدر درس ثمين في الأخذ بالأسباب المادية، والمعنوية، مع التوكل على الله.
الغزوة تبرز حقيقة النصر من الله، رغم وجود الملائكة، لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126]
الغزوة تعلي من قيمة الولاء لله وحده، وقد كان شعار المسلمين فيها «أحد أحد» فلا العصبيَّة، ولا القبلية، ولا الثأر، هو الباعث والمحرِّك؛ إنما الإيمان بالله وحدَه) كان أبو بكر الصِّدِّيق في صفِّ المسلمين، وكان ابنه عبد الرَّحمن في صفِّ المشركين.وكان مصعب بن عمير حامل لواء المسلمين وأخوه أبو عزيز بن عمير في صفِّ المشركين، وكلاهما اشتد في طلب ذي قربته في دفع الفدية فضلًا عن القتال) [المغازي 1/ 19 – 152، نقلا عن الصلابي مرجع سابق].
يظهر من الغزوة صفات النبي محمد العظيمة كقائد عسكري ومن ذلك: مشاركة الرسول مع أصحابه في تعقب البعير رغم كونه قائدهم، كتمان أسرار الحرب، دفع الروح المعنوية الإيمانية للجنود، العدل في تقسيم الغنائم، والحكمة في تصفية الخصومات، الرحمة في التعامل مع الأسرى وحسن تقدير المواقف.