نماذج من رحمة النبي
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوانات
فقد تجاوزت رحمته بالبشر إلى رحمته بالحيوانات! فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيوان من أجل اللهو واللعب، وأوصى كذلك بالرفق بالحيوان، حتى عند ذبحه، فنراه صلى الله عليه وسلم يقول لمن أضجع شاة وهو يُحِدُّ شفرته: «أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَتَيْنِ؟ هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا».(رواه الحاكم).
وحكى صلى الله عليه وسلم لأصحابه كيف أن امرأة دخلت النار في هرة، فقال: «دَخَلَتِ امْرَأةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ - أي: قطة- رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ» (متفق عليه)
وأن رجلًا غُفِرَ له في كلب، فقال: «بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى -أي: التراب- مِنَ الْعَطَشِ»، فَقَالَ:« لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ! وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟» قَالَ: «فِي كُلِّ كَبْدِ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» (متفق عليه).
انتشرت في العصر الحاضر جمعيات الرفق بالحيوان، فكيف ترى سبق النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء في رحمته ورفقه بالحيوان ووصيته بذلك؟
رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجمادات
لمّا شقّ على النبي صلى الله عليه وسلم طول القيام، استند إلى جذعٍ بجانب المنبر، فكان إذا خطب الناس اتّكأ عليه.
ثم صُنع له منبر، فتحول إليه وترك ذلك الجذع، فحنّ الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمع الصحابة منه صوتًا كصوت البعير، فأسرع إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه حتى سكن، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: «لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»(رواه أحمد).
قال صلى الله عليه وسلم «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا».(رواه أحمد)
اذكر ثلاثة شواهد غير ما ذُكِر تبين رحمته صلى الله عليه وسلم.