محاسن الإسلام في مجال الحقوق العامة
1- يمنع الاسلام التعدي على مخلوقات الله سواء كانت بشراً أو حيواناً أو نباتاً
"... وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة190).
عن النبي "دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض".
وعنه "بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا فقال في كل ذات كبد رطبة أجر".
وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن قطع الأشجار بدون سبب...
2- يعتبر المسلم شمعة تنير الطريق أمام الناس فيُحمل تابعيه مسؤولية دعوة الناس لدين الله إنقاذاً لهم من النار"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران110).
3- يطالب الإسلام بالتكافل الاجتماعي وأداء الحقوق لأهلها فيفرض الزكاة ويشجع الصدقات ويعتبرهما من حقوق الفقراء "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ " (الذاريات19).
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة:60).
4- يأمر بالرأفة والإحسان إلى الضعفاء والمساكين والأقارب والجيران وابن السبيل وملك اليمين"وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (النساء36).
5- يفرض الإسلام الصيام على المسلمين شهراً كاملاً في العام ليعلمهم ضبط النفس، والإحساس بما يشعر به الفقراء من الحرمان فيدفعهم ذلك إلى الصدقات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "( البقرة183).
6- يحذر الاسلام من أكل أموال اليتامى "وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً" (النساء2).
"وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " (الأنعام152).
7- يساوي بين الفقير والغني في المعاملة "عَبَسَ وَتَوَلَّى *أَن جَاءهُ الْأَعْمَى *وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى " (عبس 1-3).
محاسن الإسلام في المجالس
1- يساوي بين الفقير والغني في المجلس بما في ذلك المساجد لقوله عليه الصلاة والسلام "إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به".
2- يحرم التفريق بين الجالسين لقوله عليه الصلاة والسلام " لا يحل للرجل أن يفرِّق بين اثنين إلا بإذنهما ".
3- تحريم التناجي بين اثنين مع وجود ثالث لقوله عليه الصلاة والسلام " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه".
4- يوجب الإفساح للناس في المجالس"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (المجادلة11).
5- ينهى عن إقامة شخص من مكانه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا . وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه.
6- ينهى عن إيذاء المارين في الشوارع . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال : إياكم والجلوس بالطرقات ، قالوا يا رسول الله لا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقه ،قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
محاسن الإسلام في رعاية الإنسان قبل وبعد ولادته
1- حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه يعتبر حقاً من حقوق الطفل التي أمر بها الإسلام ، فتختار المرأة الرجل ذا الخلق والدين عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" .
2- يختار الرجل المرأة صالحة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ".
3- توجيه الآباء باتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزغات الشيطان حيث قال : " أما لوأن أحدكم يقول حين يأتي أهله بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما في ذلك وقضي ولد لم يضره شيطان أبداً " .
4- واجب رعاية الأم للجنين وذلك بالعناية بصحتها أثناء الحمل تحت إشراف طبي لئلا يتعرض الجنين للمشاكل، وعدم تعريضه للأذى، وتتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لتكوين الجنين وحمايته واكتمال نموه .
5- أباح للمرأة الحامل الفطر في رمضان ويلزمها القضاء والفدية ( وهي إطعام مسكين عن كل يوم) لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " قَالَ
كَانَتْ رُخْصَةً لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ وَهُمَا يُطِيقَانِ الصِّيَامَ أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعِمَا مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا وَالْحُبْلَى وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا قَالَ أَبُو دَاوُد يَعْنِي عَلَى أَوْلادِهِمَا أَفْطَرَتَا ).
6- من شدة حرص الشارع على تعهد الجنين أنه قرر تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وذلك حماية له ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على عدم جواز القصاص من الحامل قبل وضعها ، سواء كانت حاملا وقت وقوع الجناية أو حملت بعدها ، وسواء كان القصاص في النفس أو في طرف من أطرافها ، كل ذلك صيانة ووقاية لهذا المخلوق الضعيف الذي يقطن أحشاءها .
7- أثبت الشرع أهلية الجنين غير أنها أهلية ناقصة، فأثبت حقه في الإرث إن خرج إلى الدنيا حيا وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، وعلى أن يوقف توزيع التركة قبل الولادة لحين ولادته حتى يتضح أهو ذكر أم أنثى ، وهل هو مفرد أم متعدد وذلك فيما إذا لم يكن معه وراث أصلا أو كان معه وراث محجوب به.
8- حق الأذان والإقامة في أذن المولود حيث أن هذا الشعار متضمن لكلمة التوحيد التي يدخل بها العبد في دينه ، ولما كانت الشهادة هي أول ما ينطق به الداخل في الإسلام ، فكان ذلك كتلقين الطفل شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها .
9- تحنيك المولود أي وضع التمر ودلك حنك المولود به وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع وإدخاله في فم المولود ، ثم القيام بتحريكه يمنة ويسرة بحركة لطيفة ، وهذه من سنة النبي .
10- فرض المولى سبحانه على الأم أن ترضع طفلها حولين كاملين ، وجعله حقاً من حقوق الطفل "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف"( البقرة233).
وقد أكد علماء النفس أن الرضاعة ليست مجرد إشباع حاجة عضوية إنما هو موقف نفسي اجتماعي شامل ، تشمل الرضيع والأم وهو أول فرصة للتفاعل الاجتماعي .
11- يحرم على المرأة إخفاء حملها عن زوجها حين وقوع الطلاق، وذلك حفاظاً على مصلحة الجنين حتى يثبت نسبه "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ " (البقرة228).
"ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً" (الأحزاب5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "لا ترغبوا عن آبائكم؛ فمن رغب عن أبيه فهو كفر" .
وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول: "ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادّعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار".
12- من ضمن حقوق الطفل على والديه أن يحسنا اختيار اسمه الذي سيدعى به بين الناس مستقبلا ولقد جاء توجيه رسول الله في قوله: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم".
13- عقيقة المولود أي ذبح شاة عن الأنثى وشاتين عن الذكر يوم السابع من ولادته والحكمة هي إظهار البشر والسرور بالنعمة ونشر النسب بالمولود وهي سنة نبوية.
14- استحباب حلق شعر الرأس والتصدق بوزنه فضة على الفقراء والمستحقين وفي هذا فتح ينبوع من ينابيع التكافل الاجتماعي ، وفي ذلك تحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكامل في ربوع المجتمع . ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه أنس ابن مالك أن رسول الله أمر بحلق رأس الحسن والحسين رضي الله عنهما يوم سابعهما فحلقا وتصدق بوزنه فضة .
15- ختان المولود لقول رسول الهدى : " الفطرة خمس الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط ".
16- حق الطفل في الحضانة والنفقة ، فقد أوجبت الشريعة للطفل على أبويه رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه ، ولكي يكتمل نمو هذه النبتة الغضة فقد جعل للأم الحق في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلافات الزوجية حتى نهاية طفولته التي يكون الطفل قد اجتاز فيها المرحلتين ، مرحلة المهد و مرحلة الطفولة المبكرة إذ تعتبر هاتان المرحلتان من أهم المرحل في حياة الطفل ، حيث يقرر بعدها بقاءه مع أمه أو أبيه ويترك له حرية الاختيار بينهما ، فهذا منتهى العدل والرحمة الإلهية التي تضع الأمور في نصابها .
17- حق الطفل على أبويه في رعايته جسدياً ونفسياً وعلمياً وروحياً ، فيقدما له الغذاء الصحي والملابس المناسبة للجو ، ويعملا على توفير ما يبعث على راحته النفسية، ويلحقانه بمدرسة يتعلم فيها ما ينفعه في دينه ودنياه بل يعلماه أمور دينه منذ اليوم الذي يستطيع فيه إدراك معنى ما يُقال له
18ـ تحريم قتل الأولاد وإجهاض الحوامل"َلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" (الأنعام : 151).
"وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً" (الإسراء : 31).
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (الممتحنة:12).