كسر القيود .. لعلاقه ناجحه
هل ترغبون بعلاقة ناجحة كسّروا قيودكم
جميعنا نرغب في غالب الأحيان بإخفاء جوانب معينة من شخصيتنا، خصوصا تلك التي نعتقد أنها ستكون عائقا يحول دون نجاحنا باحتلال قلوب الأشخاص الذين نحبهم. لكن المفاجأة هي أن تلك الجوانب التي نجهد بإخفائها، هي التي تقربنا من الطرف الآخر وتحببه بنا
قد يكون الحب أحد الأشياء القليلة المشتركة لكل بني الإنسان، إن لم يكن الوحيد. فليس فينا من لا يرغب أن يـَعشق ويُعشق، وإن كنا في الغالب نواجه الكثير من الصعوبات بإيجاد المحبوب أو المحبوبة (هذا إن وجدناهم أصلا).
ولكن، هل تساءلتم مرة عن السبب الذي يجعل شخصين غريبين عن بعضهما يتقاربان ويتحابّا؟ هل فكرتم مرة بما هو الأمر المشترك بين جميع هؤلاء الناجحين بإنشاء علاقات حب ناجحة؟
اتضح أن السبب، بناء على المعطيات الإحصائية، هو بعض التصرفات وأساليب ردود الأفعال. فالبعض من هذه الأمور من شأنه أن يخلق استلطافا بين شخصين غريبين ويشجعهما على خلق اتصال عاطفي بشكل يعجل بناء العلاقة المستقبلية بينهما.x
الأخطاء الثلاثة الأولى...
تعتبر بعض أنماط التصرف، بالإضافة إلى الثقة بالذات، من أهم ما يؤثر على خلق المحبة، الثقة، التقارب وحتى الحب العميق. وكما تعلمون، فإن كل هذا متعلق بنا نحن.x
ينبع الخطأ الأول الذي نرتكبه عند محاولة بناء علاقة عاطفية، من ميلنا لجلد أنفسنا عندما نقيمها. فأول ما نقوم به خلال لقائنا الطرف الآخر هو محاولة إخفاء بعض الصفات وجوانب شخصيتنا التي نعتقد أنها غير مشجعة للطرف الآخر.x
أما الخطأ الثاني الذي من الممكن أن نرتكبه هو أننا نحاول أحيانا الظهور بشكل مطابق "للشخصية المتكاملة" المرسومة في خيالنا، حتى لو لم نكن نملك كل صفاتها، وذلك اعتقادا منا بأن الطرف الآخر يتوقع منا أن نكون كاملين.
ومن الخطأ الثاني لا بد من الانتقال بشكل حتمي إلى الخطأ الثالث، وهو الاعتقاد أن هنالك كمال في العالم. اعلموا أمرا واحدا لا لبس فيه: الكمال لله وحده، ولا بشر كاملين.
التحرر سر النجاح
إذا، ما الذي يجب عمله من أجل تحويل اللقاء الأول إلى لقاء أكثر أهمية يحمل في طياته إمكانية تطوير علاقة مستقبلية؟ سواء كانت هذه العلاقة عاطفية، عملية أو حتى اجتماعية.x
الأمر الأول الذي يجب علينا القيام به هو إظهار أكبر قدر ممكن من شخصيتنا الحقيقية. وليس القصد هو التحول إلى كتاب مفتوح أمام الشخص المقابل، ولكن المقصود إظهار بعض الجوانب والصفات التي تميزنا بشكل خاص.x
قد يستغرب البعض منكم ويتساءل عن الأمر الجديد الذي نضيفه لمعلوماتكم، خصوصا أن كل ما قلناه حتى الآن يبدو منطقيا وطبيعيا، إن لم يكن مفروغا منه. ولكن كم منا يقوم بما قلناه حتى الآن؟... الجواب هو: لا أحد تقريبا. فأغلبنا يسعى لإبراز ما يعتقد أنه يقربه من الكمال رغم أن الأمر يتطلب الكثير من الجهد للظهور بهذا المظهر.
أما تلك الصفات الحقيقية التي تتسرب وتظهر للعيان رغم كل محاولاتنا إخفاءها، هي التي تترك الأثر الأكبر والأفضل على الطرف الآخر. فقد أوضحت التجربة أن الناس الطبيعيين يميلون للتقرب من الأشخاص الشفافين، المتحررين من كل القيود والرسميات. ويبدو أن الناس يحبون هؤلاء الذين يسهل عليهم التصرف بطبيعية... وباختصار شديد، هؤلاء "ألأحرار" هم الناجحون.
التجربة الإنسانية أثبتت: كن كما أنت... تنجح.
ويبقى السؤال الأهم: لماذا يصعب علينا التغلب على هذه الحواجز وتخطيها؟ فبالمجمل نحن نتحدث عن أنفسنا وعن شخصيتنا وعمّا نحبه في هذه الشخصية.x
أما الإجابة البسيطة لهذا السؤال الهام، فهي أن أغلبنا يعتقد أن الناس لن تحبه إذا أظهر شخصيته الحقيقية.x
والحقيقة أن الواقع مخالف ومعاكس تماما لهذا الاعتقاد. والدليل على ذلك موجود في سجلات التاريخ الإنساني، فكل الشخصيات التي أثرت على مجرى التاريخ كانت شخصيات مميزة، ذات معالم واضحة لشخصيتها، وبالأساس... مخلصين لأنفسهم.
إذا ما هو الاستنتاج من كل هذه المعطيات؟ الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أنه إذا أردتم أن تبنوا ثقة بينكم وبين أي شخص آخر، لا تفكروا بما تعتقدون أنه يريد سماعه، بل فكروا بما كنتم ترغبون بقوله.x
إذا لم يتمخض اللقاء عن النتائج المتوخاة، فيبدو أن الأمر لم يكن ممكنا سلفا. وليس من أن هذا الفشل أن يعكس صورة عن ملاءمتكم أو عدم ملاءمتكم للطرف الآخر (سواء كان محبوبا أو عمل أو أي شيء آخر)، ولا من شأنه أن يقول شيئا عن مستواكم وقيمتكم... كل ما في الأمر هو أن الطرف الآخر لم يكن مناسبا لكم، لأنكما مختلفين... دون مفاضلة بينكما. والحقيقة هي أن صفاتكم الحقيقية مقابل متطلبات الطرف الآخر الحقيقية أيضا هي التي تحدد مدى نجاح أو فشل أي علاقة مستقبلية وليست القشور أو الأمور التي نجتهد بانتحالها