السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جلطة القلب تصيب شباب العشرينات والثلاثينات فالحذر, الحذر ..
لوحظ في السنوات الأخيرة تقدم عمر الإصابة بمرض جلطة القلب إلى عقد الثلاثينيات بل العشرينيات من العمر، وامتد ليشمل فئات كانت بعيدة عن الإصابة بهذا المرض، وتعد الجلطة مرض القلب الأول القاتل في أميركا وأوروبا رغم التطور الهائل في مجالات الطب والجراحة.قال الدكتور فادي التهامي أستاذ أمراض القلب والشرايين: إن جلطة القلب الحادة لها أعراض كثيرة إلا أن أغلبها يظهر على شكل ألم شديد بالجهة اليسرى من الصدر أو منتصف الصدر في معظم الأحيان، وقد يمتد للرقبة والفك السفلي والذراع اليسرى، ويصاحب الألم شعور بالغثيان والتعرق وضيق التنفس. الطبيب هو الوحيد القادر على تمييز الأعراض التي يشعر بها المريض حيث أن آلام الصدر تنشأ عن أمراض كثيرة غير الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية ولكن يفضل قضم حبة أسبرين بالأسنان عند حدوث مثل هذه الأعراض لحين الوصول لمكان العلاج. إن السبب الرئيسي كما هو الحال في الذبحة الصدرية، وهو تصلب الشرايين الذي ينجم أساساً عن عوامل عديدة أهمها التدخين وارتفاع كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، وهناك عوامل عديدة مهيئة لهذا المرض كالبدانة، وقلة الحركة، والتعرض الشديد للضغوط النفسية، والإفراط في تناول الدهون وغيرها، فقد أصبحنا الآن نرى شبابا في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر وقد أصيبوا بجلطة القلب وأكثر الأسباب شيوعاً عند هؤلاء هو التدخين وارتفاع كوليسترول الدم، وهناك أبحاث حديثة تشير إلى أن ارتفاع مادة في الدم تدعى «هوموسيستين» يزيد من حدوث تصلب الشرايين في القلب والدماغ والأطراف، ويشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد في الصدر يستمر عادة لأكثر من نصف ساعة، ويتم التشخيص بتخطيط القلب الكهربائي وإجراء فحص دم لإنزيمات القلب، وينبغي الإسراع في نقل المريض إلى المستشفى. ويضيف: إن جلطة الدم في الشريان تؤدي إلى جلطة عضلة القلب، الأًولى أن يوصف ما يحدث في القلب بالنوبة القلبية لكن غالباً ما تستخدم كلمة جلطة القلب، المهم هو أن جلطة القلب يقصد بها أن جزءاً من عضلة القلب توقف تزويده وإمداده بالدم اللازم لحياته، وسبب التوقف هنا هو أن الشريان المغذي لهذه العضلة قد حصل فيه انسداد نتيجة تكون جلطة دموية على هيئة كتلة تمنع مرور الدم، والإصابة بجلطة القلب أو النوبة القلبية تعني التعرض لأنواع من المضاعفات ذات الخطورة العالية على الحياة، بما لا يمكن مقارنته بأي نوع آخر من الأمراض، فهي السبب الأول للوفيات في العالم بلا منازع حتى اليوم. وأكثر حالات الوفاة تحصل في الأيام والشهور الأولى بعد الإصابة، ويرجع ذلك إلى أسلوب العلاج في الساعات الأولى، وأبرز الأساليب العلاجية هي إزالة السد الذي أصاب الشريان والذي أدى إلى جلطة القلب، وقد أثبتت الدراسات أن فتح الشريان أفضل ما حل في ساعات الساعات الثلاث الأولى من حصول الجلطة، يليها العلاج المذيب للجلطة دون توسيع الشريان بالقسطرة هو الأفضل، ولا تجري عملية فتح سد الشريان إلا في حالات معينة كأن يستمر ألم الصدر ولا تفلح الأدوية في تخفيفه، أو أن حالة المريض تدهورت إلى حد الإصابة بحالة الصدمة. ويقول د.إبراهيم السيد أستاذ القلب والشرايين: هناك عوامل لا يمكن التحكم فيها كالعمر والجنس والوراثة، وعوامل يمكن السيطرة عليها كالتدخين وارتفاع كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والسمنة، والقيام بالرياضة وتجنب الضغوط النفسية، وتكمن الوقاية من هذا المرض بالتحكم في عوامل الخطر الأخيرة والسيطرة عليه أو تجنبها. وإذا أردنا تجنب حدوث مرض شرايين القلب التاجية فعلينا التوقف عن التدخين فوراً، والالتزام بنظام غذائي سليم تقل فيه الدهون، وتكثر فيه الخضروات والفواكه، والقيام بنشاط بدني منتظم كالسير السريع أو السباحة أو الجري، وتخفيف الوزن، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم ومرض السكر معالجة حكيمة وبإشراف طبيب فإذا ما فعلنا ذلك جنبنا أنفسنا الجلطة. أما د. أحمد ابرإهيم سليمان أستاذ أمراض القلب فيقول: أن من أهم مبادئ العلاج هو التشخيص الدقيق للداء وأسبابه، وقد أظهرت الدراسات العلمية بما لا يدعو للشك أن علاج هذه العوامل الخطيرة والمهيئة لتصلب الشرايين والسيطرة عليها يؤدي بالضرورة إلى خفض واضح لخطورة مضاعفات المرض، كما اتضح من الدراسات الموثقة والتي استخدمت فيها القسطرة التاجية وجود تناسب طردي بين عدد الشرايين التاجية المتصلبة وبقاء المريض على قيد الحياة، كما أظهرت هذه الدراسات وجود علاقة تناسب بين مدى تصلب الشرايين التاجية وحدة الأعراض الناتجة عن هذا التصلب. ويضيف: إن الأهداف العامة لعلاج الجلطة القلبية تتضمن إزالة آلام الذبحة الصدرية والوقاية منها، وتخفيف خطورة المرض ومن الأدوية التي تعطى بشكل عاجل تلك المذيبة للخثرة الدموية والأدوية المنظمة لضربات القلب، والأدوية المستخدمة في حالة حصول سكتة قلبية. تم نقل هذا الموضوع للاستفادة .