هي آخر دولة إسلامية حكمت بلاد المسلمين ، واستمر حكمها حوالي ستمئة سنة ، بعد أن أسسها عثمان الأول بن أرطغرل ، وتعود أصولها إلى الأتراك ، وبلغت أوج قوتها وعزها ومجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وامتدت إماراتها لأهم قارات العالم القديم وهي آسيا وإفريقيا وأوروبا ، وأطلق عليها عدة أسماء أخرى مثل السلطنة العثمانيّة والدولة العلويّة.
ينتسب العثمانيون إلى العرق المغولي ، أي أنّ أصولهم تركية ، وكان منهم أرطغرل الذي انتقل مع عائلته إلى إزرينجان التي كانت نقطة الاشتباك بين السلاجقة والخوارزميين ، ليحارب تحت إمرة السلطان علاء الدين سلطان قونيه ، وعند نجاحهم في معاركهم كافأه السلطان بتمليكه بعض الأراضي في أنقرة ، وعاش هو وعائلته هناك ، حتى إنّ السلطان أطلق على أرطغرل لقب محافظ الحدود ، ولكنه كان ذا آمال أكبر من ذلك ، فبدأ بمهاجمة الولايات البيزنطيّة المجاورة لهم والسيطرة عليها حتى توفّي ، واستلم الإمارة من بعده ابنه عثمان ، فأظهر هو الآخر شجاعة وحنكة سياسيّة كبيرة ، حيث تمكّن من فتح مجموعة من الإمارات ، وعقد تحالفات مع جيرانه ، وعندما استطاع المغول القضاء على السلاجقة أعلن استقلاله عنهم ، وبذلك بدأت الدولة العثمانيّة.
بدأ عثمان بن أرطغرل بالفتوحات ، وتبعه في ذلك ابنه أورخان وخضعت له آسيا الصغرى ، ومقدونيا ، والدردنيل ، وعندما استلم الحكم السلطان مراد الأول الذي كان فارساً شجاعاً قرر أن يشنّ الحرب على الدول الأوروبية التي تطاولت على الدول الإسلامية في الحروب الصليبية ، فوصل إلى أدرنة وجعلها عاصمة له ، وفتح بلغاريا ، وجزءاً من اليونان ، وعزم على فتح القسطنطينيّة ، وأرغم سلطانها على دفع الجزية ، وتبعه في شجاعته وسرعته في الفتوحات ابنه بايزيد الذي انتصر في معركة نيقوبولس التي أعلنت بعدها الكنائس الحداد العام ، وحاصر القسطنطينيّة ، ولكن هولاكو بدأ بشن هجمات على الدولة العثمانية فاضطر إلى فك الحصار عنه. وكان من أكبر الانتصارات التي حققتها الدولة العثمانية هي فتح القسطنطينية بقيادة محمد الفاتح في القرن الخامس عشر للميلاد ، بعد محاولات كثيرة سبقته لفتحها والتي بدأت منذ القرن السابع الميلادي ، وأصبحت قوة عظمى في عهد السلطان سليمان الأول.