حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام المرأة المسلمة :: واحة المرأة المسلمة

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :04 - 10 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 Emptyموضوع: سلسلة / هذه هى زوجتى

سلسلة / هذه هى زوجتى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سلسلة: هذه هي زوجتي

لــ

أبو أحمد

عصام بن محمد الشريف

رحمه الله

تقديم
فضيلة الشيخ
أبو بكر جابر الجزائري
كلمة تقريظ لكتاب
(هذه هي زوجتي)

حمدًا لله وصلاة وسلامًا على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد... لقد وفقني الله عز وجل لقراءة كتاب "هذه هي زوجتي" لمؤلفه المحب/ عصام بن محمد الشريف حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفع بدعوته، فوجدت الكتاب بغية كل مؤمن ومؤمنة، وإني لا أبالغ ـ ويعلم الله ـ إن قلت إنه خير ما ألف في هذه الأيام.
وإني أدعو كل مؤمن ومؤمنة إلى قراءته والعمل بما فيه، إنه حاجة كل زوج من ذكر وأنثى من بني الإسلام اليوم، وأدعو أهل البر والإحسان إلى نشر هذا الكتاب في ديار الإسلام كافة لأنه علاج أمراض قد استعصى علاجها، وقصرت بالأمة عن طلب كمالها وسعادتها.

وكتبها
أبو بكر جابر الجزائري
المدرس بالمسجد النبوي الشريف

نبذة من مقدمة الكتاب


كتب أحدهم عن أوصاف الزوجة المثالية فقال:

"هي الناظرة في عيبها، المفكرة في دينها، المقبلة على ربها، الخفي صوتها، الكثير صمتها، اللينة الجناح، العفيفة اللسان، الظاهرة الحياء، الورعة عن الخنا، الواسعة الصدر، العظيمة الصبر، القليلة المكر، الكثيرة الشكر، النقية الجيب، الطاهرة من العيب، الحبيبة، الكريمة، الرضية، الزكية، الرزينة، النجيبة، السهلة الخُلُق، الرقيقة، البريئة من الكذب، النقية من العُجب، التاركة للقذى، الزاهدة في الدنيا، الساكنة، الستيرة، لا متفاكهة، ولا متهتكة، قليلة الحيل، وثيقة العمل، رحيمة القلب، خليصة الوَد، إن زُجرت انزجرت، وإن أُمرت ائتمرت، تشنأ الصلف، وتبغض السرف، وتكره المكروه، وتمقت الفخر، وتتفقد نفسها بطيب النساء والكحل والماء، قنوعة بالكفاف، ومستترة بالعفاف، لها رحمة بالأهل، ورفق بالبعل، تضع له خدها، وتخلص له ودها، وتملكه نفسها، ولا تملأ منه طرفها، وتترك لأمره أمرها، وتخرج لآرائه عن رأيها، وتوكله عن نفسها، وتأمنه على سرها، وتصفيه غاية الحب، وتؤثره على الأم والأب، لا تلفظ بعيبه، ولا تخبر بسره، تحسن أمره، وتتبع سروره، ولا تجفوه في عسر ولا فقر، بل تزيده في الفقر ودًا وعلى الافتقار حبًا، تَلْقى غضبه بحلم وصبر، تترضاه في غضبه، وتتوقاه في سخطه، وتستوحش لغيبته، وتستأنس لرؤيته، قد فهمت عن الله ذكره وعلمه، فقامت فيه بحق فضله، فعظم بذلك فاقتها إليه، ولم يجعل لها مُعولاً إلا عليه، فهو لها سمع ولُب، وهي له بصر وقلب".

الخنا: الفحش في القول.
الجيب: كناية عن العفة.
الصلف: من معانيه قلة الخير.

أولاً: ليس معنى أن أي امرأة ليس فيها كل هذه الشروط العشرين مجتمعة، أنها ليست بصالحة، وإنما أعني بكل هذه الشروط صفة الكمال للزوجة الصالحة ـ وهي في قدر استطاعتها إن شاء الله ـ فلابد أن تتوافر فيها هذه الشروط كلها ما وسعها ذلك ولو أنها تضرب بسهم في كل صفة، إلا الصفات الواجبة كطاعة الزوج في غير معصية، فإنها من الصفات التي لا يسع المسلمة تركها، أو التقصير فيها.

ثانيًا: لا يحتج أحدٌ بعدم وجود مثل هذه الزوجة الصالحة بكل هذه الصفات؛ لأنها من وجهة نظره صفات مستحيلة أو صعبة، وإنما موجودة بنسب، وكلٌ على قدر اجتهاده وعطائه.

ثالثًا: وحتى لا يحتج الزوج على زوجته كل وقت، بأن يقول لها عليك كذا، ويجب عليك كذا، وأين أنت من الصفة كذا، فقد آثرت أن أكتب في النهاية صفات الزوج الصالح، حتى لا تبقى المرأة وحدها في الميدان، لا تجد من يدافع عنها، أو يأخذ بيدها إلى طريق الأمان والهدى والصلاح، وحتى تكون الصورة متكاملة، والحقوق متساوية إلى أن ييسر الله عز وجل كتابته إن شاء.

وسأحاول عرض مواضيع الكتاب

على شكل سلسلة حتى يسهل قراءتها

أسأل الله عز وجل أن ييسر لي ذلك

وان ينفعني وإياكم بها



الموضوع الأصلي : سلسلة / هذه هى زوجتى // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410


الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:11 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة العاشرة


شاكرة لزوجها على الدوام على ما يكد فيه من العمل ويتعب، ليكفيها وأولادها مؤونة العيش، وتشكره أيضًا على ما يجلب لها من طعام وشراب ونحوهما، وتدعو له دائمًا بالعِوَض والإخلاف، ولا تكفر نعمته عليها.
وذلك انطلاقًا من قوله : "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه"( ).


(إن مجرد تناسي الزوجة فضل زوجها وجحوده، قد سماه رسول الله  كفرًا وجعله الله سببًا لدخول فاعلته نار جهنم.


فعن أسماء ابنة زيد الأنصارية رضي الله عنها قالت: مرَّ بي النبي  وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا وقال: "إياكن وكفر المنعَّمين"، فقلت: يا رسول الله وما كفر المنعَّمين؟ قال: "لعل إحداكن تطول أيِّمتُها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجًا، ويرزقها منه ولدًا، فتغضب الغضبة فتكفر، فتقول: ما رأيت منك خيرًا قط"( ).


وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله  قال للنساء: "يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن وتكفرن العشير..." الحديث( ))( ).


فما أسوأ هذا النوع من النساء، التي لا تشكر لزوجها باللسان وبالجوارح في كل وقت وفي كل مكان، على ما يقوم به من الجهد والمشقة والتعب، في سبيل كفاية زوجته وأولاده مؤونة العيش.


أين كلمة "جزاك الله خيرًا"، "لا حرمنا الله منك"، "بارك الله لنا فيك"، "أطال الله عمرك في طاعته"، وغيرها من الكلمات التي تدل على شكر الزوجة لزوجها بلسانها، وهي لا تكلفها شيئًا.


وأين الشكر بالجوارح، بقيامها بكل حقوقه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، بطاعته وخدمته وطلب رضاه.


يقول الشيخ عبد المتعال الجابري رحمه الله: كل إنسان يحب أن يرى تقدير إحسانه، وما أجمل كلمة "شاكرة" أو "جزاك الله خيرًا"؛ إنها تُغري بالمزيد من التفضل والإحسان، والإحسان بريد المودة ورباط القلوب.
وشكر المرأة زوجها، والثناء عليه في غيابه، يزيده إعزازًا لامرأته؛ إذ إنها بثنائها عليه في غيبته عند أهلها وأصدقاء الأسرة، تغلق الباب على الشيطان.


وأثنت امرأة لأمها على كرم زوجها فقالت: يا أماه، من نشر ثوب الثناء، فقد أدى واجب الجزاء، وفي كتمان الشكر جحود لما أُوجب منه، ودخولٌ في كفر النعم.


إن الأولاد حين ينشأون يسمعون كلمة "أشكرك" عند تقديم كلمة طيبة، أو أي مساعدة، فإنهم يعتادونها خارج البيت.


وعندما يسمعون كلمة "آسفة" و"أعتذر" عندما تسقط من المرأة خطيئة، فإنهم كذلك يعتادون هذا الخُلُق، ويتكون لديهم ميزان سليم، وحس مرهف، يقدرون به المواقف المختلفة( ).

للموضوع بقية







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:12 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة الحادية عشر


تبر أهل زوجها من والدين وأخوات، وتصل الرحم، لتُدخل على زوجها الفرح والسرور، وتتقرب إلى الله تعالى بهذه العبادة.


(إن من أدب الإسلام أن تؤثر الزوجة رضا زوجها على رضا نفسها، وأن تكرم قرابته خصوصًا والديه، ويتأكد هذا إذا كانت تقيم معهما، وفي إكرامهم إكرام لزوجها، ووفاء له، وإحسان إليه؛ لأنه مما يفرحه، ويؤنسه، ويقوي رابطة الزوجية، وآصرة الرحمة والمودة بينهما)( ).


وذلك انطلاقًا من قوله : "إن من أبر البر أن يحفظ الرجل أهل ودِّ أبيه"( ).


كما أنه من حسن خلق المرأة المسلمة إكرامها لهما لاسيما وهما في سن والديهما لقوله : "ليس منَّا من لم يُجلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"( ).


يقول الدكتور محمد الصباغ حفظه الله:

(إن على الزوجة الفاضلة أن لا تنسى منذ البداية، أن هذه المرأة التي قد تشعر أنها منافسة لها في زوجها، هي أم هذا الزوج، وأنه لا يستطيع مهما تبلَّد فيه إحساس البر، أن يقبل إهانة توجه إليها؛ فإنها أمه التي حملته في بطنها تسعة أشهر، وأمدته بالغذاء من لبنها، ووقفت على الاهتمام به حياتها حتى أصبح رجلاً سويًا.


واعلمي أيتها الزوجة أن زوجك يحب أهله أكثر من أهلك، كما أنك أيضًا تحبين أهلك أكثر من أهله، فاحذري أن تطعنيه بازدراء أهله أو انتقاصهم أو أذيته فيهم، فإن ذلك يدعوه إلى النفرة منك.


إن تفريط الزوجة في احترام أهل زوجها تفريط في احترامه، وإن لم يقابل الزوج ذلك بادئ الأمر بشيء، فلن يسلم حبه إياها من الخدش والنقص والتكدير.


إن الرجل الذي يحب أهله، ويبر والديه، إنسان صالح فاضل، جدير بأن تحترمه زوجته، وترجو فيه الخير)( ).


والزوجة التي تعتقد أنها بإيقاعها بين زوجها وبين أهله، ليتفرغ لها وحدها، ويكون لأولاده وحدهم، امرأة ساذجة، تدفن رأسها في الرمال، غير صالحة ولا تقية، فيكفيها بهذا العمل معصية الله تعالى، وعونها زوجها على عقوق أهله لا على برهم، فبئست هذه الزوجة.


(إن عقوق الرجل والديه دمار عليه وعلى زوجته وأولاده؛ لأن العقوق من المعاصي التي تُعجل عقوبتها في الدنيا:

فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال رسول الله : "اثنان يُعجلهما الله في الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين"( ))( ).


إن الزوجة الصالحة التي تخاف الله تعالى، الزوجة الطيبة الخيِّرة، هي التي تكون عونًا لزوجها على كل خير، فتنصحه وتدُّله على كل خير، وتوصيه بالتزام حكم الله في كل شيء، وتحرضه على بره لوالديه وإكرامهما والإحسان إليهما.


وهي بهذا الخلق العالي والسلوك القويم ستجد ثماره في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى، ببر أولادها لها لاسيما عندما تهرم وتكبر، وفي الآخرة بالأجر العظيم عند الواحد القهار.


(حكى الإمام أبو الفرج ابن الجوزي عن عابدة كانت تصلي بالليل لا تستريح، وكانت تقول لزوجها: قم ويحك إلى متى تنام؟ قم يا غافل، قم يا بطَّال، إلى متى أنت في غفلتك؟ أقسمت عليك ألا تكسب معيشتك إلا من حلال، أقسمت عليك أن لا تدخل النار من أجلي، بِرَّ أمك، صل رحمك، لا تقطعهم، فيقطع الله بك)( ).

للموضوع بقية







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:12 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة الثانية عشرة

امرأة عاقلة وحكيمة، لا تشكو زوجها لأحد حتى لوالديها، لا تُخرج مشاكل البيت عن حدود البيت، وإذا استفحلت مشكلة كان الحكمان من أهل العلم والتقوى والصلاح وفي أضيق الحدود, لا تفشي أسرار بيتها، ناصحة لزوجها بأدب جم وتواضع وحب وحسن خلق.


زوجتي تحسب لكل كلمة ألف حساب، ولكل عمل ألف حساب، ولكل موقف ألف حساب، ولذلك فلا تتكلم بأي كلمة، ولا تعمل أي عمل، ولا تقف أي موقف، بل عاقلة حكيمة، متزنة غير منفعلة ولا متهورة، ناصحة مؤدبة.


ومن ثمار ذلك أنها لا تجعل مشاكل بيتها في بيوت الآخرين، ولو حتى بين يدي والديها؛ لأنها ـ إن شاء الله ـ أقدر على حلها واستيعابها وسترها من الآخرين. "والمرأة المجنونة" هي التي تقدم منشورًا يوميًا لوالدتها أو أختها أو غيرهما بما حدث داخل بيتها من الأفراح أو الأحزان.


وكم من مشكلة قامت بين الزوجين بسبب هذا التصرف الأرعن من الزوجة، وكم من زوج يشتكي زوجته بسبب هتكها لستر البيت، حتى انتهى الأمر بينهما بالطلاق.


وإذا استفحلت أي مشكلة، كان اللجوء بعد الله تعالى لأهل العلم والتقوى والصلاح ـ في أضيق الحدود ـ حتى لا تخرج أسرار البيوت إلى الناس، والناس يزيدون في الكلام وينقلون الأحداث من وجهة نظرهم، حتى يصبح هذا البيت مرتعًا خصبًا لكل منافق وصاحب مصلحة.


(إن نقل المشكلات خارج نطاق البيت يعني بقاءها، وازدياد اشتعال نارها، وخصوصًا إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين؛ لأنهم لا يدركون أبعاد المشكلة وأسبابها، وغالبًا ما يسمعون القضية من طرف واحد، هو خصم، والخصم لا يُسمع كلامه إلا بحضور خصمه، فيحكمون حكمًا جائرًا أعور، وقد تأخذهم الحمية لإنقاذ ابنهم أو ابنتهم، فيُضرمون نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضرامًا يُذهب بالبقية الباقية من أواصر المحبة بينهما.


وغالبًا ما يحدث من منازعات بين الزوجين، إنما هي أمور طفيفة لأسباب تافهة، تقوم لسوء مزاج أحدهما في وقت معين أو نحو ذلك، ثم تُصور للآخرين بألفاظ أضخم من حقيقة المشكلة، فيظن السامع لها الذي لم يعايشها أنها كبيرة ومستعصية، فتأتي على إثر ذلك حلول شوهاء، يذهب ضحيتها الزوجان.


ولذلك كان من المستحسن أن يتواصى الزوجان، ويتعاهدا على عدم نقل مُشاكلاتهما خارج عش الزوجية، وأن يحرصا كل الحرص على ألا تبيت المشكلة معهما ليلة واحدة)( ).


فصل: تفسير قوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
[النساء: 128]
أي أن المرأة إذا علمت من زوجها نشوزًا، يعني استعلاء بنفسه عنها إلى غيرها أثرةً عليها وارتفاعًا عنها، إما لبغضه، وإما لكراهة منه بعض أسبابها:

إما دمامتها وإما سنِّها وكبرها أو غير ذلك من أمورها، أو انصرافًا عنها بوجهه أو ببعض منافعه التي كانت لها منه، وهو معنى الإعراض فلا حرج على المرأة أن تترك له يومها إن كان متزوجًا بأخرى ـ أو تضع عنه بعض الواجب لها من حق عليه ـ تستعطفه بذلك وتستديم المقام في حباله والتمسك بالعقد الذي بينها وبينه من النكاح.


ويقول الإمام القرطبي رحمه الله:
ونزلت الآية بسبب سودة بنت زمعة، روى الترمذي عن ابن عباس قال: خشيت سَوْدة أن يطلقها رسول الله ، فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي منك لعائشة ففعل، فنزلت الآية( ).


وما من شك أن المرأة المسلمة العاقلة إذا أحبت أن تستميل قلب زوجها خشية من فراقه لها وطلاقها، أن تُحسن من خُلقها، وتعدل عن سوء تصرفها، وتبتعد عن كل ما من شأنه أن يساعد على جفوته لها، وعليها كذلك أن تحاول تقويمه بأدب جم، وسلوك متزن، وما أجمل الكلمة الحلوة التي تخرج من فم الزوجة بحب وعاطفة فائرة، تَهدُّ من جبال الهم والغم والضيق عند الرجل.

للموضوع بقية







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:13 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



فصل: كيف تتغلب المرأة على مشكلات بيتها؟

(1) التروي والحكمة:
(إن من أعظم ما يجب الاستمساك به عند اندلاع نار الفتنة في بيت الزوجية هو أن يطفئ المرء نارها بماء الأناة والحكمة، وإلا فإن النار قد تزداد اشتغالاً فتُهْلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)( ).

فإذا ما دبت مشكلة داخل البيت، فإن الزوجة العاقلة لا تنفعل ـ ما وسعها ذلك ـ بل تتروى، وتحاول أن تُهدِئ من ثورة زوجها وغضبه، أو أن تؤجل الحديث والعتاب لوقت آخر، حتى تهدأ النفوس، فيكون العتاب عتاب تغافر وحب ومودة.


(2) التماس العذر وحسن الظن بالآخر:
وهذه من أقوى الأسباب المعينة بفضل الله تعالى على حل المشاكل بين الزوجين، فحسن الظن وحمل القول أو العمل على محامل الخير، وقبول العذر، يساعد على استمرار المناخ الطيب بين الزوجين.

إن كلا الزوجين قد عاش في بيئة تختلف عن بيئة الآخر، وترى بأسلوب مغاير الآخر، فاختلفت الطبائع والأذواق والأمزجة، ويستحيل حدوث التوافق الكامل بين الزوجين في خلال أيام أو أسابيع قليلة، لذا ينبغي للزوجين حسن الظن بالآخر، والتماس العذر له، فكم من مشكلة قامت في البيت، بل ربما انتهت بالطلاق بسبب خلو البيت من هذا الخلق الرفيع.


(3) ضبط اللسان:
فما من مشكلة إلا وكان اللسان قائدها، ولو أن كلاً من الزوجين اتقى الله تعالى في لسانه، ما كثرت المشاكل ولا استعظمت ولا وصلت إلى درجة الانفعال بينهما.

إن الزوجة الصالحة لو كان لسانها ينشغل دائمًا بذكر الله تعالى وقول الخير، ما استطاع الشيطان أن يجد له طريقًا، يفسد به العلاقة الزوجية.
إن تذكر المرأة قول الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، عند كل قول يخرج من لسانها، لهو من أكبر الأسباب المزيلة لسوء العلاقة بين الرجل وزوجته.

وصدق من قال:
احفظ لسانك أيها الإنسان
كم في المقابر من قتيل لسانه
لا يلدغنك إنه ثعبانُ
كانت تهاب لقاءَه الشجعانُ



(4) حفظ الأسرار:
ينبغي للمرأة الصالحة أن تتعاهد مع زوجها على حفظ أسرار البيت، وعدم الشكوى لغير الله ـ إلا لحاجة ـ وأن يحرصا حرصًا شديدًا على ألا تبيت المشكلة معهما طويلاً.


(5) استشارة أهل الذكر وأهل الاختصاص:
عند استفحال المشاكل، فإن الرأي الصائب يضيع، والتفكير السليم يتوه، فيحتاج الأمر إلى الاستناد إلى رأي الصالحين وأهل الخير من الناس، وكم من مشكلة حُلَّت بذلك، ولكن بشرط الاختيار الصحيح لمن يستشار.


(6) الرضا بالقضاء والقدر:
فقد تبتلى الزوجة برجل غير قادر على الإنجاب، أو سيئ الطبع والمزاج، أو فقير أو غير ذلك، فواجب عليها أن تصبر وترضى، وليكن شعارها دائمًا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق: 7].


للموضوع بقية











التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:15 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة الثالثة عشرة


تتخذ من وصية أم إياس منهج عمل لها:

فقد أوصت أم إياس ابنتها حين زُفت إلى زوجها فقالت: (أي بنية! إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب، أو لتقدم حسب، لزويت ذلك عنك، ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل.


أي بنية: لو أن امرأة استغنت عن زوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن النساء للرجال خُلقن، ولهن خُلق الرجال.


أي بنية: إنك قد فارقت الحِمَى الذي منه خرجت، وخلَّفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك مليكًا، فكوني له أمة يكن لك عبدًا وشيكًا، واحفظي له خصالاً عشرًا، تكن لك ذخرًا.


أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة للرب.


وأما الثالثة والرابعة: فالمعاهدة لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه على قبيح، ولا يشمّ منك إلا أطيب ريح.


وأما الخامسة والسادسة: فالتعاهد لوقت طعامه، والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.


أما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.


وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سرًا، ولا تعصين له أمرًا، فإنك إن أفشيت سرَّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.


واتقي مع ذلك كله الفرح إذا كان ترحًا، والاكتئاب إذا كان فرحًا، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.


وأشد ما تكونين له إعظامًا أشدَّ ما يكون لك إكرامًا، وأشدَّ ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة.


واعلمي يا بنية أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببتِ أو كرهت، والله يضع لك الخير وأستودعك الله.

ما من شك أن هذه وصية امرأة عاقلة حكيمة، قلَّما تجد مثلها في أيامنا هذه، ولست بصدد شرحها ـ فهي واضحة وسهلة إن شاء الله ـ ولكني أحذر المرأة أن تتخذ من هذه الوصية منهجًا نظريًا، لا منهجًا عمليًا. ما أسهل الكلام المنمق، والعبارات البرَّاقة، والألفاظ المعسولة، وما أصعب العمل، وهو الذي أنا بصدد التنبيه عليه.

إن صورة الإيمان ومظهره عند الكثير منا تعلو حقيقة الإيمان، ومظاهر التقوى عند الكثير أيضًا أهم من حقيقة التقوى، وهذه هي الطامة التي وقع فيها الكثير.


إن الإيمان الحقيقي هو الذي تظهر آثاره على جوارح وسلوك المسلم، وإن تقوى الله تعالى هي التي نلمسها واقعًا عمليًا في معاملاتنا مع الناس.


فالزوجة الصالحة التقية هي التي تتخذ من وصية أم إياس منهجًا عمليًا، وسلوكًا حقيقيًا مع زوجها، فهي لا تكتفي بالمظهر والكلام الطيب، بل يتعدى ذلك إلى أن يكون واقعًا حيًا يلمسه الزوج ويسعد به كل أهل البيت.
(إن سلوك الداعية هو الصورة الحية العملية لدعوته، يراها الناس في سكونه وحركته، ووقوفه ومشيته، وبكائه وضحكه.


إن القدوة العملية تصيب من قلوب الناس أكثر مما تصيب الكلمة، مهما كانت طيبة وجيدة ومؤثرة)( ).


إن الزوجة المسلمة الملتزمة بأحكام الشرع، والمستقيمة عليها، لابد أن تكون سبَّاقة للخير إذا ما دعت الناس للخير، فمطالبة الناس بتطبيق أحكام الشريعة ـ افعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا ـ تستوجب أن تكون المسلمة آخذه نفسها بذلك، وكذلك نهي الناس عن الشر والفساد، يحتم أن تكون المسلمة ملتزمة بذلك النهي، فلا تبيح لنفسها ما حرمته على غيرها.
إن مطابقة الصورة الحقيقية، ومطابقة العلم للعمل، من أهم ما يجب على الزوجة المسلمة الصالحة عدم الغفلة عنها، حتى لا نسمع كلامًا يسيء للإسلام في صورة المسلمة الملتزمة مثل:

لِمَ فعلتِ كذا، وأنتِ الملتزمة المنقبة؟!
كيف تقولين كذا، وأنت المحجبة قارئة القرآن؟!
إلى غير ذلك مما نعرفه ونسمعه أحيانًا.


إن الزوجة الصالحة الملتزمة، هي داعية في نفسها، وإن لم تدعُ الناس، فحجابها دعوة، وإيصاؤها الناس بتقوى الله دعوة، وتنبيه الناس على الحلال والحرام دعوة وهكذا؛ لذا فإنها مرآة دعوتها والنموذج المعبر عنها؛ لذا وجب عليها الانتباه لذلك وعدم التقصير، وعدم مخالفة عملها لقولها، وقولها لعملها.


وعندما تكون المسلمة بعيدة عن الالتزام بواجبات الإسلام وتكاليفه، فإنها تكون فتنة للناس، تصرفهم بسلوكها عن دين الله، وتقطع الطريق على الناس.


فالتي تدعو الناس إلى مكارم الأخلاق، وأخلاقها سيئة، لن تكون دعوتها مستجابة، ولن تلقى إلا الصدَّ والإعراض، والتي تحض الناس على الخير والبذر والتضحية والعطاء، وهي شحيحة، لن تلقى أذنًا صاغية في الناس أجمعين.


والتي تدعو الناس إلى التواضع وهي مختالة فخورة، وإلى الإيثار وهي صاحبة أثرة، وإلى الصدق وهي كذابة، وإلى الأمانة وهي خائنة، وإلى الاستقامة وهي منحرفة، وإلى الطاعة وهي عاصية، إن إنسانة كهذه قد تتمكن من خداع الناس حينًا، ولكنها لن تتمكن من خداعهم في كل حين، بل إن الخسارة الفادحة التي ستجنيها بردة الناس عن طريق الله تعالى، تتحمل منها النصيب الأعظم من الإثم، إن لم يكن كله، فضلاً عن سخرية العباد، وسخط رب العباد.

إن على المسلمة الحقة أن تترسم خطى الإسلام في كل شأن من شئونها، في أقوالها وأفعالها، في حياتها الخاصة والعامة، في نفسها وفي بيتها. (فالدعاة ينبغي أن يكونوا قدوة حسنة للمجتمع الذي يعيشون فيه، تبدو في حياتهم آثار الرسالة التي يدعون الناس إليها، وترتسم في خطاهم ملامح المبادئ التي يحملونها، وبذلك يحس كل من حولهم ويشعر بالوجود الحركي لهذا الدين، وبالتحرك العضوي له، وفي هذا ما فيه من أثر بالغ في مجالات الدعوة والتبليغ.

ولقد صفع القرآن الكريم أولئك الذين يعظون الناس ولا يتعظون، وينهونهم ولا ينتهون، فقال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف: 2، 3]( ).


للموضوع بقية







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:17 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



الصفة الرابعة عشرة

قارَّة في بيتها، وإذا خرجت خرجت لحاجة، لا للهو ولا لإضاعة الأوقات، إذا خرجت طلبت الإذن من زوجها، وخرجت في لباسها الساتر، غير متعطرة، تمشي متواضعة في أدب وحياء وسكينة، لا تسمع لها صوتًا في الطريق، ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء مما يضرب في الأرض.


من فساد أخلاق المرأة، كثرة خروجها من بيتها، واختلاطها بالرجال، وعدم تأدبها بالآداب الشرعية عند الخروج.


والمرأة المسلمة المستقيمة على شرع الله إذا خرجت:

(1) خرجت لحاجة، لا للهو ولا لإضاعة الأوقات، انطلاقًا من قوله : "أذن لكن في الخروج لحاجتكن"( ).

(2) وتستأذن زوجها أو وليها قبل الخروج، أما المرأة التي تدخل بيتها وتخرج في أي وقت دون مبالاة بأمر الزوج، فهي امرأة شقية تجلب لنفسها المشاكل والخراب.

(3) وتستتر بحجابها الشرعي الكامل، فلا تكون من الكاسيات العاريات، اللائي يرتدين من الملابس الشفاف أو الضيق أو المزركش، ولا تتعطر عند خروجها، أو تلبس ملابس الرجال، فالمرأة الصالحة المتدينة في منأى عن هذه الصورة السيئة.

(4) تغض من نظرها في سيرها فلا تنظر هنا أو هناك لغير حاجة، فضلاً عن النظر للرجل الأجنبي لغير حاجة، وإذا احتاجت إلى محادثته، تتحدث إليه بما تحتاجه فقط، ولا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيها من في قلبه مرض.

(5) تمشي متواضعة في أدب وحياء وسكينة، ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة، فيُسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة، وقد قال الله تعالى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور: 31].

(6) ولا تسافر سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها، لقوله : "لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها"( ).
والمرأة القارَّة في بيتها، التي لا تخرج إلا للحاجة، فيظن الناس أنها لا تخرج أبدًا هي المرأة الصالحة التي تتجنب مواطن الشُبه والفتن.

للموضوع بقية








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:20 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


فصل: في تفسير قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ[الأحزاب:33]:
قال ابن كثير رحمه الله:


وقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33]، أي الزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال رسول الله : "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن وهن تفلات"، وفي رواية: "وبيوتهن خيرٌ لهن".


وقال  أيضًا: "إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها".


وقال أيضًا: "صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها"( ).


قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: {وقرن}، قرأ الجمهور {وقِرن}، وقرأ عاصم ونافع بفتحها. فأما القراءة الأولى فتحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون من الوقار، تقول: وقَرَ يَقر وقارًا أي سكن، والأمر قِرْ، وللنساء قِرْن( ).

والوجه الثاني: أن يكون من القرار.

ثم قال رحمه الله: معنى هذه الآية، الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي ، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة. فأمر الله تعالى نساء النبي  بملازمة بيوتهن، وخاطبهن بذلك تشريفًا لهن، ونهاهن عن التبرج.


ثم قال رحمه الله أيضًا: ذكر الثعلبي وغيره عن عائشة رضي الله عنها، كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها.


وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين وتعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها، حتى أخرجت جنازتها، رضوان الله عليها.


ثم قال رحمه الله: ليس المراد بحكم وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، أن لا تتخطى النساء عتبة بيتهن أبدًا، بل الأمر أن قد أُذن لهن أن يخرجن لحوائجهن.


ولكن هذا الإذن ليس بمطلق غير محدود، ولا هو غير مقيد بشروط، فليس جائزًا للنساء أن يطفن خارج بيوتهن كما شئن، ويخالطن الرجال بحرية في المجالس والنوادي، وإنما مراد الشرع بالحوائج: هو الحاجات الحقيقية التي لابد معها للنساء من أن يخرجن من البيوت ويعملن خارجها.
ومن الظاهر أنه لا يمكن استيعاب جميع الصور الممكنة لخروج النساء وعدم خروجهن، في جميع الأزمان، ولا من الممكن وضع الضوابط والحدود لكل مناسبة من تلك المناسبات، غير أن المرء يستطيع أن يتفطن لروح القانون الإسلامي ورجحانه، إذا نظر فيما قرره النبي ، من الضوابط لخروج المرأة من البيت في عامة أحوال الحياة، وما تناول به حدود الحجاب من الزيادة والنقص بين آونة وأخرى، وأن يستخرج بنفسه حدود الحجاب للأحوال الفردية والشئون الجزئية، وقواعد الزيادة فيها والنقص منها تبعًا للحالات والملابسات( ).


ومن ذلك، الإذن في حضور المساجد وحدوده، وخروج النساء في الحج والجمعة والعيدين، وكذلك في زيارة القبور واتباع الجنائز، وكذلك شهودهن الحرب، ففي كل ذلك ضوابط وحدود، وفي أخرى موانع.


ومما يستدل به على جواز خروج النساء لحاجتهن، ما رواه مسلم عن عائشة قالت: خرجت سودة بعدما ضُرب الحجاب ـ لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تَخفى على من يعرفُها ـ فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة، ورسول الله  في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عَرْقٌ، فَدَخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ثم رُفع عنه وإنَّ العَرْقَ في يده ما وضَعه فقال: "إنه قد أُذن لكن أن تخرجن لحاجتكن"( ).


ويقول الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله: أما بالنسبة لحكم مسألة الباب: فاعلم أنه يكره خروج المرأة من بيتها لغير حاجة، لقول الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]، والخطاب وإن كان موجهًا لنساء النبي ، فنساء المؤمنين تبعٌ لهن في ذلك، ولكن محل خروج النساء عند أمن الفتنة وامتناع الفساد، وينبغي أن تكون حالة المرأة وهي خارجة على وفق ما يقتضيه الشرع، وما يلزم به من العفة والتستر الذي ينافي التبرج والسفور، وينبغي لها عند خروجها أن تمتنع من الطيب عند خروجها، وتترك مزاحمة الرجال، وتمشي على حافة الطريق، ولا تضرب بأرجلها ليُعلم ما يُخفى من زينتها، وتلزم الحياء في مشيتها، وبصفة عامة تتبع ما أمر به الله ورسوله عند خروجها( ).


قال ابن العربي: لقد دخلت نيفًا على ألف قرية، فما رأيت نساء أصون عيالاً، ولا أعف نساء من نساء نابلس، التي رُمي الخليل  بالنار فها، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلا الجمعة الأخرى( ).


ويقول الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله: ويقول التابعي والمفسر الشهير قتادة بن دعامة: إن مقامة المرأة ومستقرها في البيت، وما وضعت عنهن واجبات خارج البيت إلا ليلازمن البيوت بالسكينة والوقار، ويقمن بواجبات الحياة العائلية، أما إن كان بهن حاجة على الخروج، فيجوز لهن أن يخرجن من البيت، بشرط أن يراعين جانب العفة والحياء، فلا يكون في لباسهن بريق أو زخرفة أو جاذبية، تجذب إليهن الأنظار، ولا في نفوسهن من حرص على إظهار زينتهن، فيكشفن تارة عن وجوههن، وأخرى عن أيديهن، ولا في مشيتهن شيء يستهوي القلوب، ولا يلبسن كذلك من الحلي ما يحلو وسواسه في المسامع، ولا يرفعن أصواتهن بقصد أن يسمعها الناس. نعم، يجوز لهن التكلم في حاجتهن، ولكنه يجب أن لا يكون في كلامهن لين وخضوع، ولا في لهجتهن عذوبة وتشويق.
كل هذه الضوابط والحدود إن راعتها النساء، جاز لهن أن يخرجن لحوائجهن( ).


للموضوع بقية







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:27 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



الصفة الخامسة عشرة

تهتم بتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة الكاملة، لا يكفيها القشور ولا المظاهر، وإنما هدفها إعداد جيل صالح مجاهد يحمل لواء الدعوة إلى الله.

فانطلاقًا من مسئوليتها كراعية في بيت زوجها، وكأم رؤوم صالحة واعية تفهم دينها فهمًا سليمًا، فإنها تقوم بتربية أولادها تربية إسلامية صحيحة، تربية حقيقية، لها أصول واضحة، ووسائل شرعية، وأهداف سامية، فتربيهم على العقيدة الإسلامية الصحيحة وعلى حسن الخُلُق واستقامة السلوك.


فأما العقيدة الإسلامية: فهي تربي أولادها على أصول الإيمان، وأركان الإسلام الخمسة، باقتدار وعزيمة صادقة، فيتربى الأولاد على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وسائر المغيبات.


ويتربى الأولاد على تعظيم شعائر الله، فيتربون على الصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وعلى الارتباط بكتاب الله تعالى، والذهاب إلى المسجد حيث أهل الخير والرفقة الصالحة.


وكذا يتربون على إحياء سنة النبي  ومعرفة مغازيه، حتى يأخذ الأولاد منها العبر والعظات التي تُكوِّن شخصيتهم الإسلامية، وبها يستقيم سلوكهم.


أما حسن الخلق واستقامة السلوك: فيتربى الأولاد على المنهج الصحيح لذلك، وتظهر أهم ملامحه في:


(1) التحذير من التشبه والتقليد الأعمى.
(2) عدم الاستغراق في التنعم.
(3) الابتعاد عن اللهو الباطل من الغناء والموسيقى.
(4) عدم التخنث والتشبه بالنساء.
(5) عدم السفور والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات.
(6) عدم ارتياد أي مكان فيه منكر أو لهو باطل أو مضيع للأوقات.


وكذلك تقوم الأم ببيان أهمية حسن الخُلُق عند الأولاد، ومكانة من حَسُنت أخلاقهم واستقامت جوارحهم عند الله يوم القيامة.

وعليها أن تربي أولادها على الطهارة والنظافة والعفة والشجاعة والزهد في سفاسف الأشياء، وملاهي الحياة، وكذا تربيهم على التعاون والاحترام للكبير، والأدب مع الناس والعطف على الفقير والمسكين والمريض، كي ينشأوا مسلمين يعيشون للإسلام وبالإسلام.

للموضوع بقية








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:28 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



فصل:

(من آداب المرأة المسلمة أن تحسن القيام على أولاد زوجها من امرأة أخرى، كأنهم أولادها؛ فإن الزوجة الصالحة عون لزوجها على مصاعب الحياة، وأعباء المعيشة.


وتأمل ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: تزوجت امرأة في عهد رسول الله ، فلقيت النبي  فقال: "يا جابر، تزوجت؟" قلت: نعم. قال: "بكرًا أم ثيبًا؟" قلت: ثَيِّبًا، قال: "فهلا بكرًا تلاعبها؟" قال: قلت: يا رسول الله، إن لي أخوات، فخشيت أن تُدْخل بيني وبينهن. وفي رواية: إن أبي قتل يوم أحد، وترك تسع بنات، كُنَّ لي تسع أخوات فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن، لكن امرأة تُمْشُطُهن وتقوم عليهن. فقال: "ذاك إذًا، إن المرأة تُنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك"( ).


فتأمل كيف أقر رسول الله  جابرًا رضي الله عنه على نظرته التربوية في اختياره زوجة تنجز بعض المهام التربوية لأخواته الصغار، أليس بالأحرى أن تعين زوجها على بر والديه، والإحسان إلى أبنائه من غيرها)( ).

وحرص الزوجة المسلمة على حسن تربية أولاد زوجها من امرأة أخرى، إنما هو من صلاحها وتقواها لله عز جل، والتفريط في ذلك، إنما هو من ضعف إيمانها وقلة تقواها لله تعالى.

إن الزوجة الصالحة الواعية التي تحسن تربيتهم، كما تحسن تربية أبنائها، إنما تفعل ذلك لأنها تريد إنشاء جيل صالح من الأولاد، تريد زيادة الفئة المؤمنة المستقيمة على دين الله، وما أقلها الآن، تريد الأجر والثواب من الله، تعلم أنها لو ضيَّعت هؤلاء الأولاد، فإنما تضيع لبنة من لبنات إنشاء المجتمع المسلم الصالح.

للموضوع بقية








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:29 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



وهذا منهج مبسط مقترح لكل أم رؤوم يعينها ـ بعد فضل الله تعالى ـ على تعليم أولادها الدين: عقيدة وآدابًا وسلوكًا ومعاملات...

المستوى الأول:

أولاً: القرآن: حفظ جزء "عمّ".
ثانيًا: الحديث: حفظ العشرة أحاديث الأولى من كتاب "الأربعون النووية"( ).
ثالثًا: الأذكار: حفظ الأذكار داخل الصلاة، وبعد الصلاة، وبعضًا من أذكار الصباح والمساء.
رابعًا: السيرة: كتاب "السيرة النبوية للأطفال" لعبد اللطيف عاشور( ).

المستوى الثاني:

أولاً: القرآن: الحفظ من جزء تبارك من أول سورة "الملك" إلى آخر سورة "الجن".
ثانيًا: التفسير: تفسير جزء عمَّ( ).
ثالثًا: الأذكار: "مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة" لمحمد بن أحمد بن إسماعيل( ).
رابعًا: الحديث: كتاب "الأربعون النووية" 
خامسًا: الفقه: رسالة "وأقيموا الصلاة" لمحمد عبد الفتاح.
سادسًا: العقيدة: "تطهير الجنان والأركان" للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي.

المستوى الثالث:

أولاً: القرآن: الانتهاء من حفظ جزء تبارك، مع بداية مبسطة لتعلم أحكام التجويد.
ثانيًا: التفسير: تفسير جزء تبارك.
ثالثًا: الأذكار: "مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة".
رابعًا: الحديث: من كتاب "الأربعون النووية" من الحديث (26) إلى الحديث (40).
خامسًا: العقيدة: "الأصول الثلاثة وأدلتها" للشيخ محمد بن عبد الوهاب. "أركان الإسلام والإيمان" لمحمد جميل زينو.
سادسًا: "صور من حياة الصحابة" لعبد الرحمن رأفت الباشا.
كتب أخرى في مكتبة الطفل:
"سيرة خاتم النبيين" للأطفال، لأبي الحسن الندوي.
"أطفالنا في رحاب القرآن الكريم ـ آيات وقصة" للدكتور سعد شلبي.
"سلسلة الآداب والأخلاق الإسلامية".
"سلسلة تأديب الصغار بآداب الكبار".
"سلسلة العقائد المبسطة".
"سلسلة الفقه المبسطة".
"سلسلة الأحاديث المبسطة"، وكلها من نشر دار الصحابة للتراث بطنطا.
"صور من حياة التابعين" للباشا.

يتبع








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:30 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



الصفة السادسة عشرة

تحرص حرصًا شديدًا على وقتها، وتعرف في أي شيء توظفه. ليس لها مجالس غيبة أو دنيا أو لهو، وإنما مجالسها هي مجالس ذكر وإصلاح بين الناس، وأمر بمعروف ونهي عن منكر.

وذلك انطلاقًا من قوله تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الزمر: 54، 55]. وقوله تعالى: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ [الشورى:47].

وانطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قل هَرَمك، وصحتك قبل سِقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"( ).

وكذلك انطلاقًا من الأقوال السلفية والعظات النورانية:
قال الحسن البصري: يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك.
وقال أيضًا: أدركت أقوامًا كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه.

وقال عمر بن عبد العزيز: إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.

ويقول بعض العارفين: أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة والبلية والطاعة والمعصية، ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية.
فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنة من الله عليه، أن هداه لها، ووفقه للقيام بها.
ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، وهو فرح القلب بالله.
ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة والاستغفار.
ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا والصبر، والرضا رضا النفس عن الله، والصبر ثبات القلب بين يدي الرب.
من أجل ذلك كله فهي تحافظ على وقتها أشد المحافظة، ولا تنفقه هباءً منثورًا، ودائمًا تقدم الأهم على المهم، والأعلى على الأدنى، وتنظم وقتها بين الواجبات والأعمال المختلفة دينية كانت أو دنيوية، حتى لا يطغى بعضها على بعض.
فمما جاء في صحف إبراهيم: "ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب".
والزوجة الصالحة كيِّسة فطنة، تحرص على استباق الخيرات بتحريها الأوقات التي ميزها الله بخصائص روحية معينة، فضلها بها على غيرها، كتفضيل بعض الأمكنة على بعض، وتفضيل بعض الساعات على بعض، وتفضيل بعض الأيام على بعض، وتفضيل بعض الشهور على بعض.
وهي مع ذلك أيضًا تحذر آفات قتل الوقت من طول الأمل في الدنيا، والاغترار بالعمل، وحسن الظن بالنفس، وقرينات السوء، والغفلة والتسويف؛ لذلك فإن مجالسها مجالس علم شرعي أو ذكر لله تعالى أو نصح في الله، أو إصلاح بين الناس، أو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.

فصل: تذكرة:

عباد الله! لا شيء أغلى عليكم من أعماركم وأنتم تُضيعونها فيما لا فائدة فيه، ولا عدوَّ أعدى لكم من إبليس وأنتم تطيعونه، ولا أضرَّ عليكم من موافقة النفس الأمارة بالسوء وأنتم تصادقونها، لقد مضى من أعماركم الأطايب، فما بقي بعد شيب الذوائب.
يا حاضر الجسم القلبُ غائب، اجتماع العْيب مع الشيب من أعظم المصائب، يمضي زمن الصبا في لعب وسهو وغفلة، يا لها من مصائب.

يا غافلاً فاته الأرباح وأفضلُ المناقب، أين البكاء والحزن والقلق لخوف العظيم الطالب، أين الزمان الذي فرَّطت فيه ولم تخش العواقب.

كم في يوم الحسرة والندامة من دمع ساكب، على ذنوب قد حواها كتاب الكاتب، من لك يوم ينكشف عنك غطاؤك في موقف المحاسب، إذا قيل لك ما صنعت في كل واجب.

كيف ترجو النجاة وأنت تلهو وتلعب، لقد ضيَّعتك الأماني بالظن الكاذب، أما علمت أن الموت صعبٌ شديدُ المشارب، يُلْقي شرَّه بكأس صدور الكتائب، وأنه لا مفرَّ منه لهارب.
فانظر لنفسك واتق الله أن تبقى سليمًا من النوائب، فقد بنيْت كنسج العنكبوت بيتًا.
أين الذين عَلَواْ فوق السفن والمراكب، أين الذين عَلَواْ على متون النجائب، هجمت عليهم المنايا فأصبحوا تحت النصائب، وأنت في أَثَرِهم عن قريب عاطب، فانظر وتفكر 
واعتبر وتدبر قبل هجوم من لا يمنعُ عنه حرس ولا باب ولا يفوته هَرَبُ هارب.

وكيف قرَّت لأهل العلم أعينُهُم
والموتُ ينذرهم جهرًا علانية
والنار ضاحية لابد موردهم
قد أمست الطير والأنعام آمنةً
والآدمي بهذا الكسب مرتهن
حتى يُرى فيه يوم الجمع منفردًا
وإذا يقومون والأشهاد قائمةٌ
وطارت الصحف في الأيدي مُنشرةً
فكيف بالناس والأنباء واقعةٌ
أفي الجنان وفوز لا انقطاع له
تهوي بسكانها طَوْرًا وترفعهم
طال البكاء فلم ينفع تَضرعُهم
أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا
لو كان للقوم أسماعٌ لقد سمعوا
وليس يدرون من ينجو ومن يقعُ
والنونُ في البحر لا يُخشى لها فزعُ
له رقيب على الأسرار يطَّلعُ
وخَصْمُهُ الجلد والأبصار والسمعُ
والجنُّ والإنس والأملاك قد خشعوا
فيها السرائر والأخبار تُطَّلع
عمَّا قيل وما تدري بما تَقعُ
أم في الجحيم فلا تُبقي ولا تَدَعُ
إذا رَجَوْا مخرجًا من غمِّها قُمعوا
هيهات لا رقةٌ تُغني ولا جزعُ( )


يتبع








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:31 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى



الصفة السابعة عشرة

عابدة لله، كثيرة الذكر، متهجدة بالليل، متصدقة، صوَّامة خاشعة، عليها لباس الوقار والسكينة، همتها عالية كلما أدت عبادة طلبت ما بعدها، لا تمل ولا تكسل، قدوتها أمهات المؤمنين ونساء السلف العابدات الصالحات.

 عن عروة قال: كنت إذا عزمت أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها، فأسلم عليها فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ رضي الله عنها: وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ [الطور: 27]، وتدعو وتبكي وترددها، فقمتُ حتى مللتُ القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي.
 وعنه قال: كانت عائشة رضي الله عنها لا تمسك شيئًا مما جاءها من رزق الله تعالى إلا وتصدقت به.

 وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: "ما هذا الحبل؟" قالوا: حبلٌ لزينب، فإذا فترت تعلقت به. فقال النبي : "لا, حُلُّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد".

 وقال عون بن عبد الله: كنا نأتي أم الدرداء (زوجة أبي الدرداء) فنذكر الله عندها.
 وقال يونس بن ميسرة: كنا نحضر أم الدرداء، وتحضرها نساء عابدات، يقمن الليل كله، حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.
 وهذه امرأة صالحة تسمى "عجردة" كانت تحيي الليل، وكانت مكفوفة البصر، فإذا كان السحر نادت بصوت لها محزون:

إليك قطع العابدون دجى الليالي، يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك، فبك يا إلهي أسألك لا بغيرك أن تجعلني في أول زمرة السابقين، وأن ترفعني لديك في عليين في درجة المقربين، وأن تُلحقني بعبادك الصالحين، فأنت أرحم الرحماء، وأعظم العظماء، وأكرم الكرماء، يا كريم، ثم تخر ساجدة فيُسمع لها وجبة (صوت)، ثم لا تزال تدعو وتبكي إلى الفجر.

 وعن عبد الله المكي أبي محمد قال: كانت "حبيبة العدوية" إذا صلَّت العتمة قامت على سطح لها، وشدَّت عليها درعها وخمارها، ثم قالت: إلهي قد غارت النجوم، ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك.

ثم تقبل على صلاتها، فإذا طلع الفجر قالت: إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقَبِلْتَ مني ليلتي فأهنأ، أم رددتها عليّ فأعزى؟ وعزتك لهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك لو انتهرتني عن بابك ما برحت، لما وقع في نفسي من جودك وكرمك.


 وقال الهيثم بن جماز: كانت لي امرأة لا تنام الليل، وكنت لا أصبر معها على السهر، فكنت إذا نعستُ ترشُّ عليّ الماء في أثقل ما أكون من النوم، وتنبهني برجلها، وتقول: "أما تستحيي من الله؟ إلى كم هذا الغطيط؟ فوالله إن كنت لأستحيي مما تصنع".


 وقال بعض الصالحين: خرجت يومًا إلى السوق ومعي جارية حبشية، فاحتبست في موضع بناحية السوق، وذهبت في بعض حوائجي، وقلت: لا تبرحي حتى أنصرف إليك، قال: فانصرفت، فلم أجدها في الموضع، فانصرفت إلى منزلي وأنا شديد الغضب عليها، فلما رأتني عرفت الغضب في وجهي، فقالت: يا مولاي لا تعجل عليّ، إنك أجلستني في موضع لم أر فيه ذاكرًا لله تعالى، فخفت أن يُخسف بذلك الموضع. فعجبت لقولها، وقلت لها: أنت حرة.


فقالت: ساء ما صنعت، كنت أخدمك فيكون لي أجران، وأما الآن فقد ذهب عني أحدهما( ).

إن الزوجة الصالحة العابدة، التي تسلك طريق العابدات الخاشعات، لهي القدوة الصالحة لأبنائها، وهي أم لجيل صالح عابد إن شاء الله تعالى.
إن خضوع المرأة لربها في محراب العبادة، معناه أنها عرفت الطريق، واستقامت عليه، وأنابت إلى دار الخلود، وتجافت عن دار الغرور.

إن كثيرًا من الزوجات اليوم كُتبن عند الله من المقصرات، إن لم يكن حالهن التفريط، وذلك بسبب غفلتهن وكثرة ذنوبهن وإقبالهن على الدنيا.

لقد شُغلت كثير من الزوجات بالعمل خارج المنزل، أو بالأمور الدنيوية، أو بالمشاكل العائلية، وجلسات اللغو والغيبة والنميمة وتضييع الأوقات، حتى لم يكن عندهن وقت للعبادة أو لتحسينها أو للاجتهاد في زيادتها، حتى كثرت ذنوبهن، وأصبحن أسيرات المعاصي.

أما النساء العابدات الصالحات المجتهدات في عبادة الله عز وجل، فلم يشغلهن شيء عن تحقيق العبودية الحقة لله عز وجل، رغم مشاغل الواحدة منهن في البيت، وحقوق زوجها وأولادها، وصلة رحمها، فهي توازن وتقدم الأهم فالمهم، فلا نجد عندها تقصير، وإن قصَّرت سارعت إلى التوبة والاستغفار.

قالت فاطمة النيسابورية رحمها الله تعالى:
من لم يكن الله عز وجل منه على بال، فإنه يتخطى في كل ميدان، ويتكلم بكل لسان، ومن كان الله منه على بال، أخرسه إلا عن الصدق، وألزمه الحياء منه والإخلاص.

وقالت معاذة العدوية رحمها الله تعالى لابنتها:
يا بنية، كوني من لقاء الله عز وجل على حذر ورجاء، فإني رأيت الراجي له محقوقًا يحسن الزلفى لديه يوم يلقاه، ورأيت الخائف له مؤملاً للأمام يوم يقوم الناس لرب العالمين.

فيا من صحيفتها من الطاعات خاوية، وبكبار الذنوب حاوية، هلمي في ركاب العابدات الصالحات سيري، وإلا فإن الهاوية مصير كل غاوية.
هيا جددي العهد مع ربك، فإن العمر قصير، والطريق إلى الآخرة طويل، ويهوِّن عليك الطويل إحسانك في القصير.

هلمي جددي العهد مع الصالحات العابدات، وابتعدي عن الطالحات الغافلات.

يتبع








التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:33 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة الثامنة عشرة

ذاكرة للموت، مستعدة للقبر، غير غافلة عن لقاء الله تعالى والدار الآخرة.

لو أن كل امرأة كانت فيها هذه الصفات الطيبة والهامة، لرأينا نساءً صالحات قانتات عابدات مجاهدات مؤمنات صابرات داعيات.

لرأينا رياحين من النساء تشتاق إليها النفوس، وتسعد بها القلوب.
لرأينا جيلاً فريدًا من النساء اللواتي خلت قلوبهن إلا من ذكر الله ودعائه والانشغال بعبادته ولقائه؛ لأنهن أدركن جلال الله وعظمته.

لرأينا جيلاً صالحًا من النساء، ازداد خوفًا وخشية، واجتهدن في طاعته والانصياع لأوامره، رجاء فضله وسعة رحمته.

نعم زوجتي، ذاكرة للموت، مستعدة للقبر، غير غافلة عن لقاء الله تعالى والدار الآخرة، حتى تدخل جنة ربها بسلام، وحتى لا تكون ممن قال الله فيهم: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم: 6، 7]، اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ. مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء: 1، 2]، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ. وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ. لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ق: 20ـ 22]، وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [مريم:39].


فصل: تذكرة:

فاتق الله يا أمة الله، وراقبيه، فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل ، واعلمي أن الإنسان لا يزال يلهو ويلعب حتى يأتيه الموت فينتبه، ولذلك قيل: فالعيش نوم والردى يقظة... والمرء ما بينهما كالخيال.
كيف بك يا أمة الله، إذا بلغت الروح الحلقوم، والتفت الساق بالساق، وفارقْتِ الزوج والأهل والأبناء والأحباب.

كيف بك إذا حُمِلْتِ على الأكتاف ووسِّدتِ التراب، فأصبحتِ في ظلمة الدجى وضيق اللحود. كيف بك إذا جاء منكر ونكير، فأجلساك وأقعداك وجدَّا في السؤال. كيف بك إذا خرجت من القبور، يوم البعث والنشور. 

كيف بك إذا تطايرت الصحف، ونُصب الصراط، ووضع الميزان.

الله الله يا أمة الله، هذا هو المآل وهذا هو المصير.

قالت صفية رضي الله عنها: عن امرأة اشتكت إلى عائشة قسوة قلبها، فقالت لها: أكثري ذكر الموت يَرقُّ قلبك، ففعلت فرقَّ قلبها فجاءت تشكر عائشة رضي الله عنها.

فيا أمة الله، تزودي للرحيل، فقد دنت الآجال. واجتهدي واستعدي للرحيل؛ فقد قرب الارتحال.

ومهدي لنفسك صالح الأعمال، فإن الدنيا قد آذنت بالفراق، وإن الآخرة قد أشرقت للتلاق. فتزودي من دار الانتقال إلى دار القرار، واستشعري التقوى في الأقوال والأفعال.

واحذري التفاخر والتكاثر في الدنيا بجمع الحطام واكتساب الآثام.
وإياك والاغترار بالآمال، فوراءك المقابر ذات الوحشة والغموم والهموم والكربات، وتضايق الأنفاس والأهوال المفظعات، فسوف ترين ما لم يكن لك في حساب، إذا نوديتي من الأجداث، ووقفتي بين يدي رب العباد، فإن لم تُعِدي لهذا اليوم عُدته، فإنما هو الهلاك والخسران.

هَوِّن عليك فما الدنيا بدائمة
ولو تصوَّر أهل الدهر صورته
وإنما أنت مِثلُ الناس مغرورُ
لم يُمْس منهم لبيبٌ وهو مسرورُ

يتبع







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:33 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى


الصفة التاسعة عشرة

مؤمنة مجاهدة صابرة، إذا ابتليت بشيء في نفسها أو مالها أو ولدها أو زوجها، تصبر وتحتسب الأجر عند الله، ولا تسخط أو تدعو بدعوى الجاهلية، ولا يرى منها الله تعالى إلا ما يحب. الإيمان بالقضاء والقدر عندها عقيدة راسخة في قلبها.

زوجتي صبورة في النوازل، وقورة في الزلازل، إذا ما وضعها الله تعالى في اختبار وابتلاء، صبرت وأظهرت للواقع عقيدتها الحقة بالقضاء والقدر.
صابرة محتسبة، ترجو ما عند الله لأنه خير وأبقى، تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن رحمة الله غالبة لانتقامه وغضبه، وأن لله تعالى حكمة فيما ابتلاها به، فلم يقدره عليها عبثًا ولا سدى، ولذلك فهي تحمد الله تعالى ولا تسخط، حتى تظهر بمظهر العبودية أمام سيدها ومولاها.

وهي أيضًا إذا ما ابتلاها الله تعالى في نفسها أو ولدها أو زوجها بشيء، نظرت إلى حال نساء السلف اللاتي ابتلين من الله تعالى بأشد مما ابتليت، فصبرن واحتسبن الأجر عند الله، ولم يسخطن، بل رضين بقضاء الله وقدره، فمن هؤلاء النساء الصالحات من كانت تُلقى ويُحمل لها مكاوي الحديد، ثم توضع بين أعطاف جلدها، ومنهن من كانوا يسقونها العسل ويوثقونها بالأغلال ثم يلقونها بين الرمال، ولها حَرُّ يذيب اللحم ويصهر العظم حتى يقتلها الظمأ.

ومنهن من كانت تضرب بالسياط فلا تلين ولا تجزع.
ومنهن الخنساء التي قالت لما قُتل أولادها في الحرب: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة.
ومنهن من كانت تشارك بنفسها في الجهاد والمعارك فتستشهد في سبيل الله أو تقطع أيديها أو تضرب بالسيف وغيره.


كثير من الزوجات للأسف لا يعرفن: قدر الله وما شاء فعل، لا يعرفن: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا يعرفن: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وإنما الويل والثبور والجزع، وربما السخط على قدر الله تعالى عند وفاة عزيز عليها من زوج أو ولد أو غيرهم، وهذا يضادُّ عقيدة المؤمنة التي يجب أن تُسلم بقضاء الله وقدره، وتهدم بذلك ركنًا أصيلاً من أركان الإيمان.


يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد:
أحدها: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

الثاني: مشهد العدل، وأنه ماض فيه حكمه، عدلٌ فيه قضاءه.

الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه.

الرابع: مشهد الحكمة، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدره سدى، ولا قضاه عبثًا.

الخامس: مشهد الحمد، وأنه له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.

السادس: مشهد العبودية، وأنه عبدٌ محضٌ من كل وجه، تجري عليه أحكام سيده وأقضيته، بحكم كونه ملْكه وعبده، فيصرفه تحت أحكامه القدرية، كما يصرفه تحت أحكامه الدينية، فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه( ).

فهل فقهت المسلمة موقفها الإيماني الصحيح من قضاء الله وقدره.

يتبع







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410



الثلاثاء أكتوبر 04, 2016 4:35 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
Admin
الرتبه:
Admin
الصورة الرمزية

wissam

البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://wahetaleslam.yoo7.com

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة / هذه هى زوجتى




ما من شك أن الصبر ضرورة دنيوية وفريضة شرعية، ومع ذلك فهو مرُّ المذاق، صعب على النفس، ولذا فأنا أذكر هنا جملة من الأمور التي تعين على الصبر، دفعًا لوساوس الشيطان، وحتى لا يستولي على قلب المؤمنة.

أولاً: معرفة طبيعة الحياة الدنيا:

فعندما تتذكر المسلمة دائمًا أن الدنيا ليست بجنة نعيم، ولا بدار مُقامه، وإنما هي دار ابتلاء وتكليف، فإن ذلك يساعدها على الصبر الجميل، وعدم الاستغراب بكوارثها وأحزانها.

ولله در القائل:
إن لله عبادًا فُطَنًا
نظروا فيها فلما علموا
جعلوها لُجةً واتخذوا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
أنها ليست لحي وطنا
صالح الأعمال فيها سُفنا


ثانيًا: اليقين بحسن الجزاء عند الله:

فكلما استحضرت المسلمة ذلك الأجر العظيم الذي ينتظرها عند الله تعالى، إذا ما هي صبرت ورضيت بقضاء الله وقدره، فإنها لا شك ستصبر وترضى بما قدره الله عليها، بل ربما تشكره على ذلك.
قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10]، وقال أيضًا: وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
[النحل: 96]

ثالثًا: اليقين بالفرج:

فإن ذلك يبدد ظلمة القلق، وشبح اليأس، ويضيئ نفس المؤمن بنور الصبر الذي لا يخبو، قال تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق: 7]، وقال أيضًا: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح: 5، 6].

رابعًا: الاستعانة بالله:

فمن كان معه الله كان معه كل شيء، ومن فاته الله فاته كل شيء. قال تعالى: اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا [الأعراف: 128].

خامسًا: التأسي بأهل الصبر والعزائم:
فالتأمل في سير الصابرات، وما لاقينه من ألوان الشدائد، وما ذقنه من صنوف البلاء، يعين على الصبر، ويطفئ نار المصيبة ببرد التأسي.
قال تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ
[الأحقاف: 35]

سادسًا: استصغار المصيبة:
فمهما كانت مصيبتك، فهناك من أصيبت بما هو أشدُّ منك.
قال : "إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب"( ).

يتبع







التوقيع: wissam



سلسلة / هذه هى زوجتى - صفحة 2 2410




الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير