الملك إدوارد السادس و قضية فصل كنيسة انجلترا عن كنيسة روما
تولى إدوارد الحكم سنة 1547م حتى سنة 1553م. و كان هذا الملك صغيرا يبلغ التاسعة من عمره عندما تولى الحكم. و لكن والده هنري الثامن كان قد رباه تربية بروتستانتية، و ذلك عندما عهد بتدريسه الى جامعة من المدرسين الذين يميلون للنهضة و العلوم و الاصلاح الديني كما أن الملك هنري كان قبل وفاته قد عين ﻻبنه مجلس وصاية من جماعة تؤيد الاصلاح الديني و الاستمرار فيه الى أبعد مما كان عليه في عهد هنري الثامن نفسه. و كانت هذه الإجراءات كفيلة ﻷن تحافظ على استمرار عملية الاصلاحات الدينية في إنجلترا بعد موت هنري الثامن. لقد ساعدت الظروف السياسية في انجلترا عملية الإصلاح الديني عندما تولى منصب حامي المملكة شقيق والدة الملك الدوق سوموست الذي كان يعتبر من مؤيدي الاصلاح الديني في البلاد، و كان سوموست ن الذين اعتنقوا مذهب كالفن، و تعاون سوموست مع كرانمر فسارا بالاصلاح الديني شوطا أبعد مما كان عليه زمن الملك هنري الثامن. فتناول التغيير العقيدة الكاثوليكية نفسها. و هكذا بدأت عملية الاصلاح بتحطيم الصور و التماثل الدينية، و بالغاء الطقوس الكاثوليكية و القداس و ابيج الزواج للقس، و تقرر قراءة الكتاب المقدس باللغة الأهلية
(الأنجليزية) الى جانب اللاتينية، و وضع كتاب جديد للصلاة سنة 1549م أعدته لجنة كانت تحت إشراف كرانمر، و أصدر البرلمان قانون العقيدة الواحدة سنة 1549م و يقول هذا القانون بالتزام نظام واحد للعبادة في إنجلترا، و كانت جميع هذه الاصلاحات تقوم على أساس المبادئ البروتستانتية. و لقد نتم عن هذه التغيرات في انجلترا في عهد الملك إدوارد السادس ما يلي:
أوﻻ:
قامت اضطرابات داخلية في انجلترا للتغيرات الدينية الجديدة و نتيجة لقيام حركة سميت “بحركة اغلاق المزارع” أي أن أصحاب المزارع فضلوا تربية الأغنام للاستفادة من صوفها بدﻻ من الاهتمام بالزراعة. فأخرجوا الزراع الصغار من اراضيهم و احاطوا بأسوار من حولها حتى ﻻ يدخلها الزراع الصغار.
ثانيا:
قامت فوضى أخرى نتيجة لسيطرة كبار الملاك على املاك الأديرة المحلولة. كما تغير النبلاء و كبار الملاك و الأغنياء على سوموست ﻷنه حاول العطف على صغار المزارعين. فتآمروا عليه مما أدى الى سقوط حكومته في أكتوبر سنة 1549م و انتهى الأمر باعدامه سنة 1552م. و بسقوط سوموست نقلت الوصاية من بعدها الى دوق نورثمبرﻻند الذي أنهى نظام الوصاية، و تسلم الملك سلطاته الاسمية ﻷن السلطات الفعلية كانت بيد دوق نورثمبرﻻند.
سار نورثمبرﻻند على منهج الاصلاحي نفسه الذي سار عليه الملك هنري الثامن. فاستصدر قوانين برلمانية جديدة ككتاب الصلاة الجديد. و امر باتلاف كل كتب الصلاة القديمة و استصدر القانون الثاني للمذهب الواحد الذي يؤيد القانون الأول بنصه، و ينص هذا القانون على معاقبة كل من يخالف هذه التعليمات. و استمر في عملية تحطيم التماثيل و الصور. و أصدر البرلمان سنة 1552م قانونا يتهم بالخيانة كل من يعارض التاج الانجليزي و لو كانت المعارضة شفوية.
و كانت هذه الإجراءات من اجل ضمان سلطان الملكية في إنجلترا. واجه نورثمبرﻻند صعوبات منها، زياجة الإضطرابات الداخلية نتيجة لزيادة الاصﻻحات الدينية، و نتيجة ﻻستمرار عماية اغلاق المزارع هذا الى جانب مشكلة الوراثة، و هي أن نورثمبرﻻند أراد أن يغير قانون الوراثة من مارى و الياصابات ﻷنهما غير شرعيتين، الى جين جراي و هي حفيدة احدى شقيقات هنري الثامن. و من اجل اتمتم هذه الغاية أراد نور ثمبرﻻند أن يزوج جين بأحد أبنائه كوسيلة للسيطرة على الحكم. و لكن هذه المؤامرة كانت قط فشلت عند وفات ادوارد السادس في يوليو سنة 1553م و انقلب الوضع ضد جين جراي و نورثمبرﻻند و أعلنت ملكية الملكة ماؤي ثيودور الوريثة اشرعية بعد أن القى القبض على نورثمبرﻻند.