تشهد المجتمعات المعاصرة اهتماماً متزايداً بالتربية الخاصة في الطفولة المبكرة ( Early Childhood Special Education ) أو ما يعرف على نطاق واسع بالتدخل المبكر ( Early Intervention ) . فبعد أن كان التربويون في الماضي يفترضون أن تعليم الأطفال المعوقين مضيعة للوقت وبعد أن كان أولياء الأمور دون أي أمل ، تغيرت الصورة جوهرياً .. ويعود بعض الفضل في ذلك إلى أولياء الأمور أنفسهم حيث رفض عدد كبير منهم قبول ذلك الوضع . ومع أن المطالب التي تقدموا بها إلى المتخصصين كانت غاية في البساطة إلا أنها انطوت على تحديات في ذلك الوقت لأنه لم يكن هناك مناهج تدريبية مناسبة ، أو أدوات تقييم ذات معنى ، أو طرائق تعليمية فعالة . وانتقل مجال التدخل المبكر تدريجياً من مجال دون مناهج ، أو أدوات للقياس ، أو استراتيجيات تعليمية للأطفال المعوقين في مرحلة ما قبل المدرسة إلى مجال يزخر بمناهج وأدوات واستراتيجيات عديدة ومفيدة .
وفي الوقت الراهن ، تتركز الجهود على تطوير أساليب وأدوات جديدة استناداً للأدلة العلمية .. وقد نجم عن الاهتمام بالتدخل المبكر اهتمام مماثل بالكشف أو التعرف المبكر ( Early Identification ) ، عن حالات الإعاقة وتأخر النمو . فثمة علاقة منطقية بين الكشف المبكر والتدخل المبكر .. إذ كيف يمكن تقديم خدمات التدخل المبكر دون التعرف المبكر على الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة ؟ وبالمثل ، ما الفائدة المرجوة من الكشف المبكر إذا لم تكن هناك برامج للتدخل المبكر ؟ وقد دعمت البحوث العلمية في العقود الثلاثة الماضية فاعلية التدخل المبكر بجلاء ، فهو يؤدي إلى تحسن مستوى تطور الأطفال خاصة إذا كان مبكراً ومكثفاً أكثر ، وإذا كانت مشاركة الأسرة أكبر . كذلك أصبح الكشف المبكر عن تأخر النمو أو اضطرابه أمراً ممكناً في الوقت الحالي ، إلا أن أسئلة عديدة لا زالت تُطرح حول أفضل النماذج لتنفيذه ، وكفاية أدواته ومصداقيتها ، والقرارات التي يتم اتخاذها في ضوئها .
.....ـــــ.....ـــــ.....ـــــ.....ـــــ
من كتاب / التربية الخاصة المعاصرة : قضايا وتوجهات للأستاذ الدكتور / جمال الخطيب
كل الشكر والامتنان على هذا الطرح الرائع بارك الله فيكم معلومات قيمة ومفيدة دائما التميز حليفكم في الانتقاء سلمتم على روعة طرحكم نترقب المزيد من جديدكم الرائع دمتم ودام لنا روعه مواضيعكم