السلام عليكم ورحمة وبركاته جزاك الله خير وربي يزيدك من فضله سؤال شيخنا هـو : هل البر لوالديَّ أمي وأبي يكن برا لوالدي ؟ وهل عدم برهم يكون عدم بر للوالدين ؟ وهل عندما أقول بعض الصفات فيهم أمام الوالدين وتكون حقيقة فيهم أقع في عدم البر ؟ وجزاك الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نعم ، الأجداد يُنَزّلون منْزِلة الوالدين . وبرّهم مِن برّ الوالدين , وعقوقهم من عقوق الوالدين . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا النبيّ لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب . رواه البخاري ومسلم . قال ابن بطّال : وإنما هو ابن ابنه، وأجْمع العلماء أن حُكم الْجِدّ حُكم الأب في غير موضع . اهـ . ولأن الْجَدّ هو أصل النسب القريب .
وقد نصّ العلماء على أن برّ الأجداد مِن برّ الوالدين . قال رجل : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال : أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك ، ثم أدناك أدناك . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي : قال أصحابنا : يُستحب أن تُقدّم في البر الأم ثم الأب ثم الأولاد ثم الأجداد والجدات ثم الإخوة والأخوات ، ثم سائر المحارم مِن ذوي الأرحام ، كالأعمام والعمات والأخوال والخالات ، ويُقدَّم الأقرب فالأقرب . اهـ .
وفي الحديث الآخر : إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " وابن ماجه ، وصححه الألباني وحسنه الأرنؤوط .
ومِن هنا : قال أكثر العلماء بِتقديم الْجَدّ على الأخ . قال القاضي عياض : تردد بعض العلماء في الجد والأخ ، والأكثر على تقديم الجدّ . اهـ .
وعَيب الأجداد غيبة وطَعن في الوالِدين ، وعقوق لَهُما ؛ لِمَا فيه من إسماعهما – أو أحدهما - ما يَكرهان .
أيسرّ الإنسان أن يَذْكُر أحدٌ مِن الناس أحَدَ والِدَيك بِسوء ؟!
فإن قيل : ما يَقوله الحفيد في جدّه – مثلا – هو ذِكر بعض ما فيه من العيوب . فالجواب : أن هذا مِن الغيبة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما الغِيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكْرُك أخاك بما يَكره . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه. . رواه مسلم .
قال ابن حجر : لا فَرْق بين أن يقول ذلك في غيبته أو في حضوره . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : جاءت النصوص مِن الكتاب والسنة بتحريم عقوقهما ، أو إيصال أي أذى إليهما، وهذا مما أجمع المسلمون على تحريمه ، وأنه مِن أكبر الكبائر ، وأشد المآثم . ومِن العقوق : ترك البرّ بهما، والملل والضجر ، والغضب والاستطالة عليهما ، وبخاصة في حال الكِبَر . اهـ .