ما هي النصيحة لامرأة أُصيبت بالجنون وتفكر بالانتحار لأنها لم تتزوج الشخص الذي تحلم به ؟
ما هي النصيحة لامرأة أُصيبت بالجنون وتفكر بالانتحار لأنها لم تتزوج الشخص الذي تحلم به ؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير شيخي الفاضل نرجو مساعدتكم يا فضيلة الشيخ في إقناع أخت لنا همت بإحراق نفسها بالبنزين لولا أن منعها إخوانها ، وتفكر بالانتحار وأصيبت بالجنون لأنها لم تتمكن من الزواج بشخص ترغب به وتحلم به حيث تلاحقه في كل مكان بأساليب منحطة ومائعة وذليلة حتى فقدت كرامتها وماء وجهها وعزة نفسها وهو لا يرغب بها ولا يريدها ولا يعيرها اهتماما . نرجو منكم نصيحتها وإرشادها وفقكم الله الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، ووفقك الله لكل خير .
هذا اعتراض على الله وعلى قضائه ، وهو مِن سُوء الأدب مع الله تبارك وتعالى ؛ لِقولِه تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) .
وعلى الإنسان أن يُسلِّم لله عَزّ وَجَلّ في مواقع القَدَر ؛ لأنه لا يدري أين الخيرة ، والخِيرة فيما اختاره الله . قال عمر بن عبد العزيز : ما بَقِى لي سُرور إلاّ في مواقع القَدَر . وقيل له : ما تَشْتَهي ؟ فقال : ما يَقضي الله . قَالَ محمدُ بنُ واسِعٍ : إني لأغبِطُ رَجُلاً مَعَهُ دِينُهُ ، وما مَعَهُ مِن الدنيا شيءٌ ، وهُوَ راضٍ .
والمؤمن إذا رأى تعسّر أموره ، رَجَع على نفسِه بالاتهام ، وأن ذلك بسبب ذنوبه وتقصيره ؛ فيَحمِله ذلك على التوبة وكثرة الاستغفار .
ورُب مطلوب فيه الهلاك والعَطَب ، ورُبّ امرئ حتْفُه فيما تَمنّاه .
وعليها أن تنظر إلى ما عندها مِن نِعَم ، وإلى ما أنعم الله به عليها مِن عافية وصِحّة . وهذه النِّعَم لا يَعدِلها شيء . كيف لو أُصيبت بأمراض تُعاني منها طيلة حياتها ؟ كيف لو كانت تتلوّى جوعا لا تَجِد ما تأكل ؟
وأفضل الْخَلْق صلى الله عليه وسلم كان يَخرُج مِن بيته مِن الجوع ! قال أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالا : الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا . رواه مسلم .
ويُقال لها أخيرا : لو افترضنا أنها خسرت كل ما في الدنيا ، فهل تنتحر لتخسر الدنيا والآخِرة ؟