- بين التراويح والتسابيح من نفحات رمضان الكريم ، ما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلوات النوافل بعد عشاء رمضان وكان لا يداوم عليها حتى لاتكون ملزمة للمسلمين فيروا فيها صعوبة عليهم ، والدين يسر لا عسر فيه ، ولا يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وسنها للمسلمين اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبة في ثواب الله بكثرة التقرب إليه في رمضان شهر الخير والإحسان. لذا فالتراويح من الصلوات المسنونة النافلة التطوعية وهي عشرون ركعة عند بعض الفقهاء وثمانية عند البعض الآخر خلاف الشفع والوتر بعد العشاء ، وتصلى مثنى مثنى قبل صلاة الوتر ويجلس المصلون بعد كل أربع ركعات قليلا للاستراحة يستمعون فيها إلى حديث ديني قصير يعلمهم قيمة من قيم الصيام ولهذا سميت التراويح ، وتسمى أيضا ( صلاة القيام ) ويجهر الإمام أثناء صلاتها جماعة ويجوز للنساء أو الرجال صلاتها فرادى أو في جماعة في البيت حتى وقت الفجر وهي تقرب إلى الله تعالى وفيها يتم تلاوة القرآن الكريم من أول الشهر إلى آخره حتى ختم القرآن ، وهناك من يختمه في ليلة القدر ، ومنهم من يختمه في الليلة السابقة لليلة عيد الفطر ، لأن التراويح لاتقام ليلة العيد ، وإنما تقام بداية من أول ليلة لشهر رمضان أو آخر أيام شعبان إلى آخر ليلة من أيام رمضان أي ليلة اليوم الأخير منه أما صلاة التسابيح فقد علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال شارحا لابن عمه العباس رضي الله عنه في شأنها : ( أن تصلي أربع ركعات ؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) خمس عشرة مرة ثم تركع فتقول عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقول عشرا ثم تهوي ساجدا فتقول عشرا ثم ترفع من السجود الأول فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع من السجود الثاني فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ثم تفعل ذلك في أربع ركعات ) والله تعالى أعلم نفعنا الله بثواب التراويح والتسابيح من فضله وكرمه وإحسانه آمين
ذكر الله تسبيح الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ،ألا بذكر الله تطمئن القلوب صدق الله العظيم والذكر : هو ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح الله تعالى، وتنزيهه ،وحمده والثناء عليه ، وقد أمر الله بالاكثار منه وأخبرسبحانه أنه سبيل النجاة فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل رواه أحمد وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان الى الرحمن ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم رواه الشيخان وعن أبي هريرة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله الا الله ، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس رواه مسلم والترمزي وعن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقيت ابراهيم ليلة أسري بي فقال : يامحمد أقرئى أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها، سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر وزاد ولا حول ولا قوة إلا بالله رواه الترمزي
تفتتح سورة الصف بقوله سبحانه وتعالى تعالى : ( سبَّح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) وفي سورة الجمعة تفتتح السورة بقوله سبحانه وتعالى : ( يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) وفي الآية (26 ) من سورة ( الإنسان ) يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( ومن الليل فاسجد له وسَبِّحْهُ ليلا طويلا .........) سبحـــــــان الله وبحمده سبحان الله العظيم في كل وقت وحين في الماضي ( سبَّحَ ) وفي الحاضر المستمر ( يُسَبِّحُ ) وفي المستقبل إلى آخر العمر ( سَبِّحه ) والضمير لله جل وعلا )
سبحان الله العظيم ....... ثلاث مرات يقولها المسلم في كل ركعة من صلاته المفروضة والتطوعية غير المفروضة كصلاة التراويح والنوافل والتسبيح تنزيه وعظيم واعتراف بقدرة الله تعالى واستحقاقه للعبادة وتقول كذلك مثلها ( سبحان ربي الأعلى ) في كل سجدة من سجودك في أي صلاة . وأقرب ما يكون العبد من ربه ( وهو ساجد )
ليستجيب الله لكم دعاءكم في الدنيا والآخرة فعليكم أولا بتسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وشكره على أفضاله ونعمه سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله نعبده ونشكره على نعمه وكرمه وفضله علينا ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ) قال الله تعالى في سورة الأعراف :الآية رقم (180) ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وورد في تفسير الطبري لهذه الآية الكريمة : قال ابن عباسولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، ومن أسمائه: " العزيز الجبار ", وكل أسمائه حسن. وعن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا،من أحصاها كُلَّها دخل الجنة " ومعنى أحصاها أي عرف قدر الله فيها وحفظها وعمل بصفاته فيها وأسمائة العلا عز وجل وتقدس وتنزه عن الشبيه والمثيل بكماله وجلاله.
ومعنى : وذروا الذين يلحدون في أسمائه : وهم المشركون .. اتركهم لعقاب الله على كفرهم وشركهم به .