قصيدة قالها الشاعر محمد التهامى بعد وفاة الامام الشعراوى
قصيدة قالها الشاعر محمد التهامى بعد وفاة الامام الشعراوى
أيها المقنع من ذا اقنعك *** فالتزمت الصمت كي لا أسمعك وارتضيت البعد عن أنظارنا *** فحملت الصبر والسلوى معك وتركت الكون قفرا موحشا *** فتمنى كلنــــا ان يتبعك هذه أرواحنا نفدى بها *** إن يكن فى طوقها أن ترجعك هل وهذا الهول فى أيامنا *** أيها العملاق تخلى موقعك ؟ جئت بالتبيان نورا ساطعا *** فتحرت كل عين موضعك تعبر الغيم وتضوى فوقه *** ما إستطاعت غيمة أن تمنعك سرت بالإيمان نهرا جاريا *** فرضاء الله أجرى منبعك وقد قضيت العمر طوافا به *** وعيون الخلق ترعى مطلعك وقسا الدهر ووافاك الضنى *** حاولت آلآمه ان تخضعك فقهرت الهول لم تعبأ به *** لم ترد يا شيخنا أن يقطعك تقطف الورد وتهديه لنا *** وعضوض الشوك يدمى أصبعك وتصب الشهد فى أفواهنا *** قانعا من نحله ان يلسعك وعرضت الثغر بساما لنا *** وكتمت الجرح مهما أوجعك تطلق البسمة فى أفواهنا *** وتغطى فى شموخ أدمعك وترد الهم عن أضلاعنا *** حين يكوى فى عضال أضلعك فشفيت الجرح فى أعماقنا *** بعدما أعملت فيها مبضعك ودعاك الله فاشتدت خطى *** كنت فيها واثبا ... ما اسرعك !!! قد جمعت الدين والدنيا معا *** نلت فى الدارين فيها مطمعك كيف نحيا دون قول ملهم *** صاغه الرحمن لما أبدعك تعرف الحق صوابا كله *** ماتركت الزيف حتى يخدعك كم توالى باطل مستحكم *** ثم ولى عاجزا أن يقنعك أغلق الحق على أسراره *** وعليها فى جلاء أطلعك أترى أرهقت من آلآمنا *** وطغى الإرهاق حتى ضيعك قل لنا بالله يا قنديلنا *** كيف يحيا فى الدجى من شيعك