كان سوكة من اسرة يهودية تعيش باحدى الجزر الصغيرة المطلة على المحيط والتى تفصلها عن اليابسة مسافة شاسعة ...وفى ذات يوم عاد سوكة من حانوته ليجد زوجته قد حزمت كل ماخف حمله وغلا ثمنه بعد ان تخلصت من قطع الاثاث الكبيرة ببيعها لبعض الجيران وجلست لتنتظر عودة زوجها من عمله بالدكان... ولكن سوكة صرخ باعلى الصوت حين راى مافعلته زوجته وثار قائلا لها . اجننت يامراة؟ . فابتدرته زوجته قائلة كنت اعلم بانك ستثور وتهيج كالبحر الهادر ولكنى فعلت مافعلت حرصا على غدنا وعلى مستقبل ابنائنا ...فالقرية فقيرة ونحن نعانى فيها من شظف العيش وغيرنا من ابناء اليهود فى المدن الكبيرة يعيشون فى ثراء ونعيم نحلم نحن بهما هنا ...وظلت به الى ان هدأ وبعد ان مست شغاف قلبه بذكر المال والثراء اللذان يداعبان فكر وقلب اليهود فى كل مكان وزمان ...فوافق على ان تنتقل الاسرة الى المدينة الكبيرة .
انتقلا فى اتجاه المدينة الكبيرة وركبا مركبا بما تبقى لهما من المنقولات ومعهما ابنائهما ليعبر الجميع المحيط فى اتجاه المهجر المنشود .
استلقى سوكة على احدى الارائك بذلك المركب لتداعب احلام الثراء والغنى مخيلته فى نفس الوقت الذى داعبت فيه عيناه هبات النسيم التى عادة ماتداعب عين المسافرين فى مثل هذا الوقت من الربيع ...فغط فى نوم عميق .
نهض سوكة على هزات زوجته له قائلة : لقد استغرقت فى نوم طويل ياعزيزى ...بينما ينتظرك اعضاء ادارة البنك اللذين دعتهم لاجتماع طارىء.. انهض فهم فى انتظارك الان ....نهض سوكة متثاقلا وقال لزوجته اجعلى الخدم يعدون الحمام لاستحم قبل خروجى وليجهز السائق السيارة ولينتظرنى بخارج القصر .
دلف سوكة الى الحمام وادخل قدماه بالمغطس وبدأت برودة الماء تداعب جسمه ...وماهو الا قليل من الوقت حتى سمع صراخ زوجته ..انهض يازوجى المركب تغرق بنا ...نهض سوكة من المغطس ولكن عبثا ...فقد كان يغرق فى ماء المحيط .