دور الأهل في نجاح طلاب الاحتياجات الخاصّة أكاديميًّا
دور الأهل في نجاح طلاب الاحتياجات الخاصّة أكاديميًّا
يواجه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصّة إحباطًا وإخفاقًا أكاديميًّا أكثر من غيرهم من الأطفال الآخرين. ومع ذلك، يصبح بعضهم طلابًا ناجحين في الجامعات، ويتخرّجون في مجال التخصّص الذي اختاروه.
إلاّ أنّ معظمهم – يا للأسف- لا يصبح كذلك؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 75% تقريبًا من هؤلاء الطلاب يتخرّجون في المرحلة الثانوية، وأنّ ما بين (10% - 15%) منهم يتخرّجون في الجامعات.
فما بعض أسباب نجاح هؤلاء الطلاب في الجامعة؟ وكيف يمكن لأولياء الأمور مساعدة أبنائهم ليكونوا من بين أولئك الذين يحقّقون ذلك؟
توقّعات الأهل عامل رئيس
إنّ الأبناء الذين يعتقدون – منذ الصغر- بامتلاكهم المهارات اللازمة للالتحاق في الكليّة التي يرغبون، يملكون فرصة أفضل لمتابعة التعليم الجامعي. فهم يستعدون في أثناء مراحل حياتهم جميعها للتجربة الجامعيّة، ويقدمون خلال جميع سنوات تعليمهم المدرسي على اتخاذ قرارات جريئة ترسي الأساس اللازم للنجاح في الجامعة.
يدرس الطلاب الذين يعتقدون بتميّزهم وتفوّقهم في الجامعة على نحو أكثر، ويحصلون على علامات أعلى، ويسعون إلى الحصول على توجيه المعلّمين لتطوير مهارات متقدّمة، فضلاً عن بذلهم أقصى الجهود في المدرسة، وتصدّيهم للمهامّ الصعبة، وتطويرهم مهاراتهم الأكاديميّة باستمرار.
إنّ نوع التوجيه الفاعل الذي يتلقاه الأبناء من الأهل هو أساس معتقدات التأقلم الشخصي وعاداته الذي يضمن النجاح في الجامعة. يُخطِّط الأهل أساس الإنجاز الأكاديمي منذ اللحظة التي يولد فيها طفلهم؛ فالأهل الذين يوجّهون أبناءهم ويدعمونهم طوال مراحل حياتهم نحو الاعتقاد بذكائهم ومهاراتهم الفطريّة، يشجّعون نوع القرارات التي ينبغي للطلاب اتخاذها يوميًّا في أثناء تعاملهم مع تلك المجموعة الهائلة من الحقائق، والأعمال، والمهارات، والعادات التي تُشكِّل بمجموعها ما سيمتلكه الطالب من ثقافة أكاديميّة. وعليه، فحينما يُوجَّه الطالب ليكون ناجحًا، فإنّه سيُطوِّر خصائص شخصيّة تدعم نجاحه.
الخصائص الشخصية التي تدعم النجاح الأكاديمي
تتوافر لدى الطلاب الذين يمتلكون الخصائص الشخصيّة الآتية فرصًا أكبر للنجاح في الجامعة:
· الوعي الذاتي، وتقبّل الذات.
· روح المبادرة، والبُعْد عن السلبيّة.
· الإصرار، والمثابرة.
· مهارات تحديد الأهداف القصيرة وطويلة الأمد.
· استغلال أنظمة الدعم الفاعلة.
· استراتيجيّات خاصّة بالتأقلم الانفعالي الفاعل.
يجب أن يدرك الطلاب خطوات العمل اللازم اتخاذها لزيادة فرص دخولهم الكلية التي يرغبون، ومن ثَمّ التخرّج فيها.
يجب على الأهل والأبناء- إن أمكن- البدء باتخاذ خطوات عمل معيّنة مع وصول الطالب إلى الصفّ الثامن. وبالنسبة إلى الطلاب، فإنّ ذلك ينطوي على اختيار أصعب المسارات الأكاديميّة المتوافرة، مع المحافظة في الوقت ذاته على علامات جيّدة، واتجاه إيجابي نحو التعليم الأكاديمي. كما أنّ تنفيذ الطالب مهامّ وأنشطة إضافيّة يُعزِّز من ثقته بنفسه، ويكسبه روح المبادرة، ومهارات إدارة الوقت التي يتّصف بها الطلاب المتميّزون في نجاحهم.
يتعيّن على أولياء الأمور تشجيع أبنائهم على التعلّم من الراشدين الناجحين الذين يُمثِّلون مصادر غنيّة بالمعلومات فيما يخصّ طبيعة مهنهم، والتدريب الذي أتمّوه، والاستراتيجيّات التي يطبقّونها ليكونوا ناجحين. كما يُعَدُّ أصدقاء العائلة، والمعلّمون، والمدرّبون، والجيران، مصادر دعم قويّة للطالب المتحمّس لمعرفة أنواع الفرص المتاحة له عند تخرّجه في المدرسة أو الجامعة.
ينبغي للطلاب استكشاف عالم العمل من خلال الوظائف المعلنة، وفترات التدريب، والتطوّع، فضلاً عن تعرّف ظروف العمل في وظائف معيّنة، وتطوير روح المثابرة اللازمة لمواصلة الجهود الصعبة، وتعلّم مهارات التفاعل الشخصي القيّمة، مثل: التعاون، والعمل في بيئة تتطلّب تحقيق التوقّعات العالية.
يجب على الطلاب الإسهام بدور إيجابي فاعل في أعمالهم المدرسيّة. وعليهم أن يتعلّموا كذلك كيفيّة تواصل كلّ من نقاط القوّة التي يمتلكونها، واحتياجاتهم، مع الراشدين، فضلاً عن حضور الاجتماعات والندوات التي قد تُعزِّز - بصورة أو بأخرى- من قدراتهم وفرصهم، وتُوسِّع آفاقهم.
إنّ نسبة بسيطة من الطلاب ذوي الاحتياجات التعليميّة الخاصّة، هي التي تلتحق بالجامعة. ولكن، يملك الأهل دائمًا فرصة أن يكون ابنهم أحد أولئك المقبولين. أمّا أهمّ خطوة يمكن للأهل اتخاذها، فتتمثَّل في توجيه ابنهم لأن يكون مقتنعًا بذكائه ومواهبه، وأنّ بإمكانه التغلّب على العقبات التي تحول دون حصوله على مقعد جامعي؛ إذ سيدعم ذلك خطوات العمل الفاعلة التي سيُقدِم عليها الطلاب في أثناء دراستهم في المدرسة لضمان الحصول على شهادة جامعيّة.
منقووووول