أوقفوا "الهولوكوست" في غزة
أوقفوا "الهولوكوست" في غزة
كتب عبداللطيف سيف العتيقي :
قضية فلسطين ليست قضية أهلها وحدهم، وإنما هي قضية العرب والمسلمين، بل قضية عقيدة تهوى اليها النفوس وتٌزهق لها الأرواح، وهي كذلك قضية انسانية، على دعائم الحق والعدل وتهتز لها مشاعر الانسانية، وتثور أحاسيسها أمة فلسطينية، سلاحها التصميم والارادة.. انه شعب لا يركع، لذلك سوف يجد صعوبة في الحياة وهذا هو ديدن من أراد أن يعيش بكرامة.
ما يحصل في غزة ليس قضية صراع بين "فتح" و"حماس"، إنما هي قضية صراع بين الحق والباطل.
الشعب الفلسطيني في غزة اختار الحق. وحماس والاسرائيليون والليبراليون اختاروا الباطل وفتح، وهذا هو لب الصراع الدائر داخل غزة.
اسرائيل تريد تركيع الشعب الفلسطيني في غزة من أجل أن يختار فتح.
حصار غزة عملية بربرية اسرائيلية، ومأساة شعب بكل فئاته: شيوخه ورجاله وشبابه وأطفاله ونسائه، فضلاً عن مرضاه الذين يرقدون الآن على الاسرة في انتظار موت محقق، بعد ان تعمدت الحكومة الصهيونية قطع الكهرباء، مما أدى الى وفاة 80 مريضاً فلسطينياً، وبسبب نقص الدواء ووسائل العلاج الأخرى. كما استشهد 40 شهيداً فلسطينياً بسبب تعرضهم إلى غارات جوية صهيونية، بخلاف الجرحى.
أما الدواء والطعام، فقد نفدا نتيجة توقف الكهرباء بصورة متقطعة، فضلا عن اغلاق 3500 مؤسسة صناعية وتجارية وحرفية، وهذا ادى الى فقدان اكثر من 65000 فلسطيني عملهم، وتقدر الخسائر للاقتصاد الفلسطيني بحوالي مليون دولار يومياً، فضلا عن خسائر 2000 مستورد فلسطيني نتيجة تراكم الحاويات في الموانئ الاسرائيلية، وتقدرالحاويات بـ 2000 حاوية بالإضافة الى رسوم أرضيات الميناء ورسوم التخزين وأجرة الحاويات..
وتبلغ الخسائر الإجمالية في قطاع غزة نحو 23 مليون دولار، يجب ان تتحملها الحكومة الصهيونية تعويضاً عن الضررين المادي والمعنوي عند هيئة الامم المتحدة.
وفي كل الدول العربية، رفع المواطنون اللافتات، احتجاجاً على اغلاق معبر رفح في غزة، وقد كتب على اللافتات "أوقفوا هولوكوست غزة"، والهولوكوست يعبر عن المحرقة الصهيونية في المانيا، ابان الحرب العالمية الثانية.
الاسرائيليون اليوم يتقمصون دور هتلر وشخصيته التي أبادت الملايين من اليهود في المانيا.
الاحتلال الصهيوني يرتكب ابادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة من خلال قذفهم بالقنابل، والمتفجرات فوق رؤوسهم وعلى مساكنهم ومصارفهم ومحلاتهم التجارية أشبه بالمجزرة.
اغلاق المعابر، يعني ابادة جماعية متعمدة تفضي الى الموت والمرض والجوع والحرمان.
وسوف تستمر أنهار الدم فوق هذه الأرض ما دام الشعب الفلسطيني في كل مكان يملك أقوى سلاح في العالم، وهو سلاح الارادة الحرة والتصميم على مواجهة العدو الصهيوني الجبان.. والنفسية الانسانية مهما واصلت الظلم والطغيان والحرب، فان الشعوب المغلوبة على أمرها والمحتلة سوف تقف يوماً عند تباشير الصباح الباكر وتسترد حقها.. وما دام رئيس الوزراء الاسرائيلي صرح بأن حلم اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ــ ما هي الا اسطورة لن تتحقق ــ فان الحلم الآخر، ان شاء الله، لن يتحقق في السيطرة على فلسطين ذاتها، وصدق الله العظيم إذ يقول: "وتلك الايام نداولها بين الناس"، إنها سنن الله في خلقه على مر التاريخ الانساني في الحياة.