قصيدة: شمسُ الأحرار بقلم: محمد أبو حديد/ سجن أريحا
قصيدة:
شمسُ الأحرار
بقلم: محمد أبو حديد/ سجن أريحا
يـا مـــوجَ بَحـرٍ فـانْتَفـضْ من ظُـلمنـــا ** طالَ الظلامُ فهل تجلّى صبحُنا
ليْـــلان فَــاقْـتَـسَمــا يُـزيـلا أَمْرَنـــــا ** لَيــلُ اليَهــودِ وَقدْ مَحتْــهُ حَمـاسُـنَــا
وَاحَسْــرتَـــا عَـن آخــرٍ منْ قَـوْمِنــــا ** سُلــِـخَ المــُروءة فـامْتَطـــاهُ عَــدوُّنـــا
زَعَــم الـمُقــامَ وأنَّ هـــذا جَــزْرُنــــا ** منْ بَحْـــرِنــا مــدٌّ تَـجيَّشَ مَـوْجُـنــــا
لا تَـحْسَبَـنـَّـــا صــامِتُــينَ لِـعَجْزنــــا ** الَـجَمْــرُ فـيْنــــا والـــدَّليـــلُ لَـهيْبـُنــــا
إِنَّـــا لُيــــوثٌ قَــدْ نَهـــــــاكَ زَئِــيرُنـــــا ** أَسْدُ الشَّرىْ لا تَقْتَرِب ذا حَوْضُنـا
حــدُّ الحُسـامِ وَمُصْحفٌ هَاديْ لــهُ ** المَـوْتُ عَـيْشٌ والرَّســـولُ زَعِـيْمُنـــا
هَــلْ يَسْتـــوي مَـن عِـــزُّهُ في دِيْـنـــــهِ ** فَالعـزمُ صَلــبٌ والنُّجــومُ رِكـابـُنـــــا
والبَــائِسُ المَخْمــورُ بالــذُلِّ انْـتَشَى ** عَـبَـدَ الهـــوانَ وَبِالعــدوِّ فَسَـامَـنـــا
هلَّا صَحــوتَ أَما عَلِمت بِخطْبِنـــا ** فَـجبـالُـنـا خُــضْرٌ وهـا قَـسَّـامُنــــا
يَطـوِي البـلادَ فَأبْشِـري يا قُدْسَنَــــا ** زَحْـــفُ العُـــلا خَـفَّــاقـةٌ رَايـــاتُنَـــا
العَهـــدُ فينـا أنْ نُكَـفْكِــفَ دَمْعــــةً ** منْ عيـنِ قـدسٍ طَوَّقَـتْ عُرْبـانَنـَــا
إِنــــا حَـلَفــنــــا أن نُزيـــلَ بـدرْبِــنــــا ** ذَنـَبــــاً تَعــوَّدَ يَـقْـتَــفـي أَعـداءَنــــا
فَالأرضُ طُـهـرٌ والسَّمـــاءُ عَـــزيـزَةٌ ** والقُدسُ تَشْدو أنْ يَطيبَ هَواؤنـــَا
سَــبَّـــابـةٌ مـرفوعةٌ فَـــوقَ الــــذُّرَىْ ** تَهـدي الــوَرَى قـدْ ثَـبَّـتَتْ أرْكــاننـــا
قُـبـطانُنــا إسلامُـنـــا فـاستَـبــشِروا ** لُـجـجُ البِحـــارِ تَـسلَّمتْ لِـقيـادِنَــــا
الــــدَّهــرُ مـــوارٌ يُــدِيـــلُ بِــريحِــــــــهِ ** رُكــنَ الظَّــلامِ تَـدوُسُــهُ أقْدامُنَــــــا
الشَّـــــامُ دِرْعٌ والقـلــــوبُ كــنـانــــــةٌ ** قِـرطَــاجَةٌ لـبَّـتْ فِدىً أَرواحُنـــا
بِنْغـــازِ يا صَنعاءُ لبـِّـي قُـدْسَنـــا ** فَـنِــداءُ مكَّــةَ مـنْ حِـراءَ أَجـابَـنـــا
يـا لاهِـثـاً لِـعـدوِّنـــا تَـرْجــو النَّـجـــا ** أَقصِر لَقَد كَسَبَ السِّباقَ جَـوادُنــا
هـلَّا تَـعـُدْ فالصفـحُ مِـنَّـا ســابـقٌ ** إِلَّا أَبَــيـْـتَ فَـتـعْـتَـليـــــكَ نِـعـَـالـُنــــا
أَبـوابُـنـَــا بالعِّــز قــدْ دَنَـتِ السَّـمــــا ** أصواتُـنــا قَـدْ طَـوَّحَتْ ظُـلَّامَــنــــا
أَفْراسُـنَـــا مِـلْءَ الفَضَـاءِ صَـهـِيلُهـــا ** المجــدُ سَـرْجٌ والـدِمــاءُ دَلـيـلُـنــــا
مـن رامَنـــا بالـــذِّل هَـــوْلاً فلْـتَــــرى ** زِلــزَالُـنــــا قَـصْـمٌ لَـظـىً بُركـانُـنـــَـا
إِنّـــا بَنـيْـنَـــا بِـالجِـهــــادِ سَــلامَـنـــــا ** ومن ارْتضى بالضَّـيمِ ذا هدَّامُنـــا
إِنّـــا رأَيْـنَـا شَمــسَـنـــا تجـــلـو لـنــــا ** نـصـراً مُـبينــا والإلـــــهُ نَـصيـرُنــــا
تَـعْـــلو بـهِ هاماتُـنـــا فــوقَ الـعـُــــــلا ** فَنَؤُوبُ حِصْنـاً يَخْتَسِي حُسَّادُنـا
هذي الحُـروفُ لـحُـــــرِّنـا فَنَـزُفُّـهــــا ** الصِّــدق مهـرٌ والوفـــاءُ نَشـيـدُنــا