القاهرة ـ منير أديب: من جديد ينعقد مؤتمر السكان في القاهرة، ولكن هذه المرة بحشد مصري وعربي، وبأجندة غربية كما كان في السابق، فالهم الوحيد لهذه الأجندة هو الأسرة العربية، فمرة تعرض هذه الأجندة بشكل صريح، ومرات كثيرة تعرض بشكل خفي، كما جاء في هذا المؤتمر الذي جاء تحت رعاية الحكومة المصرية، حيث أعلن الهدف منه وضع استراتيجية للحد من الزيادة السكانية والتي قيل أنها تعرقل التنمية، حتى أنه أعلن رسميا أن كل أسرة ليس لها سوى طفلين وما يزيد هو عبء على كاهل الدولة.
العجيب أن المشاركين في المؤتمر استفادوا من الهجوم الذي سبق وشنه العلماء والدعاة سواء كان في مؤتمر الصحة والسكان بالقاهرة أو بكين، ولذلك جاء الحديث منصبا وبشكل أساس على الحد من التناسل وربط ذلك بالتنمية من واقع قومي.
أعلن المشاركون في المؤتمر الذي استمر ليومين بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر بضرورة صدور تشريع يحد من التناسل الذي أدى إلي تراجع معدلات التنمية.
جاء هذا الكلام علي لسان الدكتور حاتم الجبلي – وزير الصحة والسكان – الذي قال إن الدولة لا تتحمل تكاليف علاج أكثر من اثنين لكل أسرة، مطالبا بصدور تشريع في ذلك، بحيث الرعاية الصحية التي تتحملها الدولة لا يزيد عن أكثر من طفلين، وغير ذلك تتحمله الأسرة التي تريد الزيادة في الإنجاب.
كما طالب بأن تكون المسافة بين كل إنجاب وآخر حوالي خمس سنوات لتأثير ذلك على الأم الحامل، وعلاقة ذلك بالتنمية، مضيفا أنه ليس من المعقول أن يكونا الحملين متواليين، مما يكون له دور الإعاقة علي مسار التنمية.
وأكد المشاركون أنهم بصدد حملة قومية للحد من الزيادة السكانية تتكلف ملايين الجنيهات لزيادة جرعة الوعي لدى الأسر بأن هذه الزيادة لها تأثير أكبر على الأسرة ومستوى معيشتها من جانب، ولها تأثير على الكيان المجتمعي الذي يعاني من قلة الحاجيات.
وفي هذا الإطار طالب المشاركون بدور أكبر للجمعيات النسوية الموجودة في مصر والعالم العربي، وطالبوا المجلس القومي للمرأة بضرورة تكثيف دورة نحو أسرة لا تزيد عن طفلين، بحيث يتم ضبط الزيادة بما لا يعوق الإنتاج.
وفي التوصيات الختامية، كلف المشاركون هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بالقيام بدورها نحو القضاء على الأمية بين الإناث، لأنها حسب ما أشار المسؤول الأول عن هذه الزيادة المضطردة.
وطالب بتكاتف كافة منظمات المجتمع المدني وكذلك المجلس القومي للمرأة في الحملة ضد الزيادة السكانية، كما أوصوا بصدور تشريع يحد من هذه الزيادة التي قالوا عنها أنها مخيفة للغاية.
ومن جانبها هاجمت الدكتور عبلة الكحلاوي ـ أستاذة الشريعة الإسلامية والفقه السياسي و عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية "بنات" بجامعة الأزهر ـ المؤتمر وما تمخض عنه من توصيات واصفة أن محاربة هذه الزيادة يتعارض ما قرره الله وما ورد في السنة من أن الله يباهي بنا الملائكة يومي القيامة.
وأضافت أن قاطرة التنمية لن تكون إلا بالبشر، فمن الأولي البحث عن استثمار هذه الطاقة البشرية قبل البحث عن الحد من هذا التناسل. وحذرت من محاربة الإنجاب أو الزيادة بشكل عام، التي رأت فيها ضرورة لبقاء النوع البشري.
وطالبت بميكنة أكبر للطاقة البشرية التي تمتاز بها والتي تعتبر أحد أهم أضلع الإنتاج والتخطيط، فالثروة البشرية لم نستخدمها حتى الآن بشكل جيد، بالتالي أصبحت عائقا بدلا من أن تصبح ذات فائدة وميزة.