ماهية الحج
الحجّ
الحجّ ركنٌ من أركان الإسلام ، وعبادةٌ أمر الله تعالى بها في قوله:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )،
وممّا يُدلّل على ذلك قول الرسول (ص):
(أيها الناسُ: قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا) ،
وجمع الله تعالى في الحجّ بين العبادة القلبية ، والفعلية ، والقولية ،
والمالية ، وفيه يتحقق أعظم ركنٍ من أركان الإسلام ؛ وهو
شهادة أن لّا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله (ص)،
ويجتمع في الحجّ إقامة الصلاة ، وإنفاق المال ، والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وجهاد النفس ، واجتناب المحرمات .
ومن الجدير بالذكر أنّ المفسّرين قالوا بأن الله تعالى لمّا شرع الحجّ ،
أمر خليله إبراهيم (ع) بأن يؤذّن في الناس بالحجّ فقال إبراهيم:
(يا رب: كيف أبلّغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟!)
فقال له الله تعالى : (نادِ وعلينا البلاغ) ،
فصعد إبراهيم على جبل الصفا ، وقيل أبو قبيس ، وقيل مقامه ،
وقيل الحِجر، ثمّ نادى وقال:
(إنّ ربكم اتخذ بيتاً فحجّوه) ،
فبلغ صوته أنحاء الأرض ، وأجابه كلّ شيءٍ سمعه من حجرٍ، وشجرٍ،
ومن كَتَب الله تعالى له أن يحُج إلى يوم القيامة ، قائلين (لبّيك اللهم لبيك).
ومن فوائد الحج أنّه يُدرّب المسلمين على تحمّل مصاعب العيش ، والصبر
على الشدائد ، وكذلك يُقوّي الحجّ الإيمان بالله تعالى ، ويُهذّب النفس ،
ويُكفّر الذنوب والسيئات إلا ما يتعلق بحقوق العباد ، بالإضافة إلى التطبيق
العملي للمساواة بين الناس ، فلا فرق بين غني وفقير، أو أبيض وأسود ،
أو رئيس ومرؤوس ، ويُرسّخ الشعور بوحدة المسلمين ، إذ إنّ دينهم واحد ،
ورسولهم واحد ، ولباسهم واحد ، وينادون بلسان واحد (لبّيك اللهم لبّيك).