زوجي يفرّق بين الإناث والذكور في المعاملة فماذا أفعل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيت أسأل عن الزوج الذي يفرق بين أولاده في المعاملة والاهتمام ، عندي بنتان وولدان وأرى أن زوجي يفضل الأولاد على البنات في المعاملة والهدايا وكل شيء . وهذا يحز في قلبي ويحزنني وأخشى على بناتي أن يكرهوا إخوانهم في المستقبل . فماذا أفعل ؟ وما الحكم في هذا التصرف ؟ جزاكم الله خيرا _____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا .
لا يجوز التفريق بين الأولاد ذكورا وإناثا في المعاملة والهدايا إلاّ فيما كان مِن باب الحثّ على البِرّ والتعلُّم وحفظ القرآن ونحو ذلك ؛ فيُخصّ مثلا مَن حفظ القرآن بغض النظر عن كونه ذَكَرا أو أنثى .
وقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن تفضيل بعض الأولاد على بعض ، فقال : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام البغوي : وفي هذا الحديث فوائد ، منها : استحباب التسوية بين الأولاد في النّحَل وفي غيرها مِن أنواع البر حتى في القُبَل ، ذكورا كانوا أو إناثا ، حتى لا يَعرض في قلب المفضول ما يَمنعه مِن بِرِّه . اهـ .
وكان السَّلَف يَعدِلون بين أولادهم حتى في التقبيل ؛ فلا يُقبِّلون واحدا ويتركون الآخر . قال ابن قدامة : وَلا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي اسْتِحْبَابِ التَّسْوِيَةِ ، وَكَرَاهَةِ التَّفْضِيلِ . قَالَ إبْرَاهِيمُ : كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُسَوُّوا بَيْنَهُمْ حَتَّى فِي الْقُبَلِ . اهـ .
ولَنَا في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام عِبْرَة ؛ فإن مَا جَرَى ليوسف كان بسبب تفضيل يعقوب عليه الصلاة والسلام ليوسف وأخيه على بَقِيَّة إخوته حتى عَرَفوا ذلك ، بل ظهر هذا لَهُم بِقَولِه : (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) !