طريق الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم وفقك الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءهُ رجُل فقالَ لهُ أي الأعمال أفضل فقال له الرسول (( إيمانٌ باللهِ ورسوله)) فيفهم من ذلك إنهُ لا يوجدُ عملٌ أحسن من الإيمان لأن من سلم لهُ الإيمان مهما حصلَ منهُ من الذنوبما دام مات مسلما فإنهُ ينجو من الخلود الأبدي في جهنم
وأساسُ الإيمان معرفةُ الله وأساسُ معرفةِ الله هو تنزيهُ الله تعالى عن مشابهة الخلق بأي وجهٍ من الوجوه كما جاء في سورة الشورى (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.))أفادت هذه الآية أن الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شئ فهو الموجود الذي لا يتصور في الذهن ولا يتمثل في القلب وهذا موافق للعقل السليم لأن الشرع لا يأتي إلا بما هو جائز عقلاً , والشرع هو الأصل والعقل السليم شاهدٌ لهُ , فالله تعالى قال)): ولم يكن له كفواً أحد((معناه الله لا مثيل له ولا شبيه.
العقل السليم يقول إن خالق الشئ لا يجوز أن يكون مثله ,الله تعالى خلق كل شئ الأجرام والأجسام والأعمال فلا يجوز أن يكون الله كشئ من ذلك كذلك جاء في القرءان : ((فلا تضربوا لله الأمثال.))معناه: لا تشبهوا الله بخلقه ومن شبه الله بخلقه كفر لأنه كذب القرءان وكما أن الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه كالإنسان والملائكة والجن والنبات كذلك لا يجوز أن يتصف بصفة من صفات خلقه.
الله تعالى خلق هذا العالم وفيه أجسامٌ كثيفة تضبط باليدِ كالإنسان والنبات والحِجارة وخلق الأجسام اللطيفه كالظلام والنور والريح والجن والملائكة وجعل لهذه الأجسام صفات كالحرارة والبرودة واليبوسة والحركة والسكون وغيرِ ذلك فلا يجوز أن يوصف الله بشئ من هذه الصفات هذا ما يفيده القرءان والحديث والعقل والإجماع .
ومعلوم عند كل ذي عقل سليم أن الله الذي خلق كل شئ كان موجودا في الأزل وحده ولم يكن شئٌ من العالم لا الأرضون ولا العرش ولا الفراغ ولا الظلام ولا النور , ثم الله تعالى هو خلق كل شئ ولم يزل سبحانه موجودا أزليا أبديا لا يشبه الخلق بوجه من الوجوه فلا يوصف بأنه حجم كبير ولا بأنه حجم صغير ولا يوصف بصفات الأحجام كا الحركة والسكون والجلوس والاستقرار والجهة والمكان . روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((كان الله ولم يكن شئ غيره)) معناهكان الله وحده في الأزل. كان موجودا بلا مكان ولا جهة وبعد أن خلق كل شئ لم يتغير مازال موجودا بلا مكان ولا جهةلأن التغير هو أقوى علامات الحدوث .
منقول