"روابا" .. هل هم أكثر جرأة ؟
"روابا" .. هل هم أكثر جرأة ؟
يعتبر فن " الراب " واحد من الأصناف الموسيقية المستحدثة ، في المشرق على الأقل ، الموسيقى التي خرجت من قلب معاناة "السود" من الإضطهاد في الولايات المتحدة ، ليجتاح بعدها العالم بأسره ، ليكون بذلك موسيقى الواقع بإمتياز بعيدا عن حنان و لطف باقي الطرب .
و ككل شيئ جديد ، واجه فنانوا الراب بالمشرق مقاومة قوية من لدن " مراقبي الذوق " كل واجههم بحججه ، هناك من رفع شعارة العمالة للخارج في وجههم متناسي العملاء الحقيقيين ، و هناك من وصفهم بالإنحطاط متناسي بأن من يعري واقع الإنحطاط لا يشارك فيه بقدر ما يعترف به تمهيدا للتعامل معه ، كل قدم وصفته للإطاحة بالوافد الموسيقي الجديد لكنه بقي ، لكن لم ينهزم ، و الأسباب التي جعلته يصمد في وجه القوى المحافظة كانت عديدة ، لعل أبرزها على الإطلاق تبنيه لغة مشاكل الشارع بشجاعة ، إعلان التضامن الكلي مع الفئات المقهورة و هو ما لم يستطع رواد الموسيقى فعله ، " حلفاء الشعب " هكذا يطلق عليهم محبونهم ، كيف لا و أخيرا بات هناك من بإمكانه إيصال صوت المقهورين .
ككل حركة جديدة ، لا بد أنه كان هناك من يركب عليها ، هناك من امتطاها للتقرب من دوائر السلطة ، فحب المال لا دين له ، و الخونة في كل مكان ، لكن هذا لا يمنع أنه هناك من دفع من عمره سنوات في السجون ثمنا لمناصرته الضعفاء ، هناك من هو اليوم لاجئ بعيدا عن أهله هربا من التنكيل ،بين من يخدم القضية و من يخدم قضيته مسافات مديدة ، مسافات تكرس تاريخا يعيد نفسه بين مناضل و خادم .
شباب في عمر الزهور ، بوجه مكشوف يقولون رأيهم بدون حرج ، يقولون ما يتلامز به الناس فيما بينهم ، لقد خلقوا ثورة في الرأي ، رفعوا مساحة الحرية ، قلصوا من المقدسات ، عندما تسمعهم قد تبكي لشجاعة لا يمتلكها سياسي جشع ، عندما أسمع " محمد " " بسيكو م " أحس بوعي كبير يمتلكه هذا الرجل و لا أنسى كيف بكى الحاضرون في بلاطو التلفزة و هو يؤدي"Mensonges " أو " الأكاذيب " ، أحس بحرقة لا تصلني للأسف عندما أستمع " للرواد " ، ذكرت محمد كمثال فقط و ذلك ردا ، مستبقا من سيقول لو كان الراب بكلمات منتقية كان سيكون أفضل !
قد أجد صعوبة كبير في إقناع من هم أكبر مني سنا بكلامي هذا ، بأن الراب هي موسيقى الشعب
هناك من يحاربه ، هناك من لا يريده أن يصل للناس ، يحاربونه بشتى الطرق ...
مال ، سيارة ، منزل ، رفاهية و هو ما جعل عدد من "روابا " ينسحبون تباعا ...
محاولات " التمييع " مستمرة ، لكن ببساطة من يبحث عن الحقيقة بإمكانها إيجادها ، أما من يبحث عن سبب جاهز لرفض " الراب " سيجد بسهولة الكثير من الأسباب ،،
ختاما ، فليتفضل من يريد نقاشا مفيدا ،،
مرحبا بكل الأراء .. سواء أ كانت محبة لهذا اللون الموسيقى أو رافضة له
الإختلاف رحمة أولا و أخيرا !
دمتم بود .