ثمَ يقولُ نبدأُ بما بدأَ اللهُ بهِ ثمَ يصعدُ على الصفا ويقفُ مستقبلَ للقبلةِ قائلاً اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا آله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ يحيى ويميتُ وهو على كلِ شيءٍ قديرُ لا آله إلا الله وحدَهُ أنجزَ وعدهُ ونصرَ عبدهُ وهزمَ الأحزابَ وحدهُ ثمَ يدعو ثمَ يعيدُ الذكرَ والتسبيحَ والدعاءَ ثانيةَ وثالثةَ ثمَ ينحدرُ منْ الصفا قاصداً إلى المروةَِ وهو يمشي حتى يأتي مسيلَ الوادي فإذا جاءَ إلى العلمِ الأولِ هرولَ حتى يأتي العلمُ الثاني ثمَ يمسكُ عنْ الهرولةِ ويمشي حتى يأتي المروةَ فإذا أتى المروةَ صعدَ عليها ووقفَ مستقبلاً للقبلةِ وَليأتي بالتَكِبِيرِ والذكرِ والدعاءِ الذي جاءَ بهِ علىْ الصفا ثمَ ينحدرُ منْ المروةِ قاصداً إلى الصفا ليأتي بالشوطِ الثانيِ وَيفعلُ فيهِ منْ المشي والهرولةِ ماْ فعلَ في الشوطِ الأولِ وهكذاَ حتى يكملَ سبعةَ أشواطِ يبدأُ بالصفا ويختمُ بالمروةِ فإذا أكملَ سبعةَ أشواطٍ فقدْ تمَ سعيهُ، عنْ جابرِ بنُ عبدالله قالَ سمعْتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ حينَ خرجَ منْ المسجدِ وهو يريدُ الصفا " نبدأُ بما بدأَ اللهُ بهِ".
عنْ جابرِ بن عبدالله قالَ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ رملَ إلى الحجرِ الأسودِ حتى انتهى إليهِ في ثلاثةِ أطوافِ فإذا صعدَ على الصفا كبرَ ثلاثاً ويقولُ لا آلهَ ألا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِ شيءٍ قديرُ وإذا نزلَ منْ على الصفا مشى حتى انحدرتْ قدماه في بطنِ الوادي سعى حتى يخرجُ منهُ ونحرَ بعضَ هديهِ بيدهِ ونحرَ بعضهُ غيرهُ" فعلى المسلمِ أنْ يكونَ مقتدياً برسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في كلِ أفعالهِ وعلى المسلمِ العاقلِ الكيسِ الفطنِ أنْ يكونَ خاشعاً في سعيهِ حاضرَ القلبِ مستحضراً في نفسهِ ذلهُ وفقرهُ وفاقتهُ وحاجتهُ إلى اللهِ عزَ وجل في هدايةِ قلبهِ وتهذيبِ نفسهِ وإصلاحِ حالةه متذكراً تلكَ المواقفِ التي وقفها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ داعياً إلى توحيدِ اللهِ عزَ وجل صادعاً بأمرِ اللهِ بينَ ضجيجِ الجاهليةِ وتحدياتِ الشركِ متزوداً من تلكَ المواقفِ زادَ التقوى واليقينَ ليصدعِ بأمرِ اللهِ ويدعو إلى طاعةِ اللهِ (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).