حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة مواسم الخيرات :: واحة الحج و العمرة

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :12 - 07 - 2017
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
الإعجاز البلاغي في آيات الحج Emptyموضوع: الإعجاز البلاغي في آيات الحج

الإعجاز البلاغي في آيات الحج
الإعجاز البلاغي في آيات الحج
(1)
يقول الله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة 189.
بدأت الآية الكريمة بالفعل المضارع المسند إلى ضمير الجماعة (يسألونك)، وهذا يدل على أنه كان مِنْ شأنهم السؤال فيما لا يعرفون، وهو كناية عن حبهم للعلم، وعبادتهم لله على بصيرة، وهو كناية كذلك عن طهارة النفس بالسؤال، لإبعاد شبح الجهل وعدم المعرفة، كما أنه كناية عن طُهْر المجتمع، واجتماعه على قلب واحد، حيث لم يأتِ النص القرآني الكريم بالمفرد (يسألك)، وهو دليل على يقظة المجتمع، وسلامة عقله، وحضوره، وفي التعبير بالكاف في (يسألونك)، فيه من توحيد الجهة المسؤولة، وترشيد جهة التعلم ما فيه، وفي كناية عن صفة هي المحبة الصادقة للرسول - صلى الله عليه وسلم- حيث توجهوا إلى شخصه الشريف بالسؤال، وفيه حصر وتعليم لمَنْ بعدهم على أن يسألوا أهل العلم، وذوي الخبرة وأهل الثقة وأرباب الصدق، لا يتعدونهم إلى من دونهم، وفيه أيضا دليل على حِلِّ السؤال لمَنْ يجهل الجواب، وفيه كناية كذلك عن سعة علم الله في أنه أخبر أنهم سيسألون، وبالفعل جاؤوا وسألوا، وفيه إعجاز قرآني بالإخبار بالغيب الذي تأيد بحصول السؤال منهم، واستعمال الأهلة فيه ربط بين المعنى اللغوي والاصطلاحي؛ حيث إن الأهلة جمع هلال كأعنة وعنان، وهو من الفعل المضعف الثلاثي: هَلَّ وعَنَّ، والهلال هو القمر في ليلتين أو ثلاث من أول الشهر على الأشْهَر في ذلك، فهو مأخوذ من قولهم: استهل الصبي: إذا صرخ حين الولادة، وذلك أنهم كانوا يرفعون أصواتهم عند رؤيته للإعلام بها، يقولون: الهلال والله، وأهلَّ الرجل: رفع صوته عند رؤية الهلال، وأهل بالحج: رفع صوته بالتلبية، وكذا أهلَّ بذكر الله، وباسم الله، وأهلَّ القوم، واستهلوا: رأوا الهلال، وفي ذلك كناية عن فرحهم وسعادتهم بحضوره؛ لأنه يعلمهم بمواقيت عباداتهم في صيامهم، وحجهم، وعِدَدِ النساء وآجال العقود من المعاملات، فإن التوقيت بها بسهل على العالم بالحساب والجاهل به، وعلى أهل البدو، والحضر، فهي مواقيت لجميع الناس. (قل هي مواقيت للناس والحج)، جاء الأسلوب هنا إنشائيا أمرا للنصح والبيان، والتوضيح والإرشاد، وفيه دلالة على أن الرسول وحده هو الذي له حق التشريع، وتبصير الناس بمطلوب الله فيلتزمون به؛ ويعضُّون عليه بالنواجذ، كما أن فيه علو صوت الحق بدلالة القاف المجهورة، واللام التي تخرج من جوانب الفم، ومن ثم فإن يتوجب على الداعية ومن يتصدر الإفتاء أن يكون قوي الحجة، لسنا، فصيح اللسان، واضح البرهان، ثابت الجنان.
والتعبير بـ"هي" فيه ربط بين الجمل، وهو إحدى وسائل الربط اللغوي اللفظي، حيث تقدَّم الاسم الظاهر، وهو ما يسمَّى بالإحالة بالضمير، وكلمة (مواقيت) صيغة منتهى الجموع، وهذا فيه دلالة على كثرة ارتباط الأهلة بحاجات الناس التي لا تنتهي، وعلاقة الخلق بالكون وتفاعلهم معه، و(أل) في (الناس) جنسية، أي جنس الناس على اختلاف لغاتهم وأجناسهم، وألوانهم، وأقضياتهم، وتعاملاتهم، أو عهدية، أي الناس المسلمون الذين هم أصحاب منظومة عقدية واضحة، وسؤالاتهم، تتعلق بعبادات الإسلام المحددة المعهودة المفروضة المشهودة. ثم عطف قوله: (والحج) من قبيل عطف الخاص على العام لبيان قيمة ومزية الخاص، وعلو شأنه، وفيها كناية عن قيمة الحج، وسمو شِرْعته، و(أل) في الحج عهدية، فهو الحج المسنون المفروض، الموضَّح من قِبَل الشرع الحنيف. وهذا في البلاغة يُسَمَّى الأسلوب الحكيم الذي هو في أبسط مفاهيم تَلِقِّي المخاطب بغير ما يترقبه؛ إما بترك سؤاله، والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد، إشارةً منه إلى أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال، أو يقصد هذا المعنى، ففي الآية نجد أن صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم- كانوا قد سألوه عن الأهلة: لِمَ تبدو صغيرة، ثم تزداد حتى يتكامل نورها، ثم تعود فتضاءل حتى لا ترى؟، وهي مسألة من مسائل علم الفلك الذي لم يولدْ بعد، ونحتاج في فهمها إلى دراسات علمية دقيقة، وطويلة لم يَحِنْ أوانُها بعد، فصرفهم القرآن الكريم عن هذا، ببيان ما هو أجدى وأنفع وأولى بتوضيح أن الأهلة وسائل للتوقيت في المعاملات والعبادات، وفيه إشارة إلى أن الأولى بهم أن يسألوه عن هذا، وإلى أن البحث في مثل تلك العلوم والمفاهيم يجب أن يُرْجَأَ قليلا حتى تتوحد أركان الدول، وتستقر صخرة الإسلام على شاكلة: " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ"، وعلى نحو: "قال الملأ الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون"، حيث جعل المؤمنون قضية إرسال نبي الله صالح - عليه السلام - أمرا غير قابل للنقاش، وشأنا يجب التسليم الفوري به، فهو رَدٌّ حكيم، وجواب دقيق، وجِدُّ سليم، ثم أوضح القرآن في تذييل الآية أن سلوك قريش في الجاهلية كان سلوكا خاطئا، حيث روى البخاري عن البراء، قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلة أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله الآية، وروى الحاكم وصححه قال: كانت قريش تدعي الحُمْس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام، فبيْنما رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بستان إذ خرج من بابه، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله، إن قطبة بن عامر رجل فاجر، وإنه خرج معك من الباب فقال لي: ما حملك على ما فعلت؟ قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. قال: إني رجل أحمس. قال لي: فإن ديني دينك فأنزل الله الآية.
واستدرك ب(لكنّ) لإرساء المعنى الشرعي الصحيح: (ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها"، بهذا الأسلوب المؤكد أن البر هو تقوى الله بالتخلِّي عن معاصيه، والتحلِّي بطاعته، واتباع الحق بأن يكون بواطنكم عنوانا لظواهركم، بطلب الأمور كلها من مواضعها، ثم ورد أسلوب الأمر: (واتقوا الله) ليدل على مدى خوفه عليهم وحدبه بهم، ورعايته إياهم، رجاء أن يتحقق لهم الفلاح: (لعلكم تفلحون)، و"لعل" من الله موجبة، أي رجاء أن تفلحوا في حياتكم، وأعمالكم، وتبلغوا بالتقوى غاية أمالكم، "فمن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا"، ولعل استعمال المضارع وضمير الجمع ما يدعو إلى السعادة في أن التقوى سبيل السعادة للجميع، فالتَّقِيُّ يسعد به مَنْ حوله، والفلاح قمة الفوز، وتحقيق أرقى درجات الهناء، نسأل الله - تعالى- أن يرزقنا حجَّ بيته الكريم، والالتزام بضوابط الدين، وأن يسلكنا في عِداد المتقين، الذين أورثتهم التقوى طريق المفلحين المخلصين. وصلى الله وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. جمال عبدالعزيز أحمد
جامعة القاهرة - كلية دار العلوم
جمهورية مصر العربية


الموضوع الأصلي : الإعجاز البلاغي في آيات الحج // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



الإعجاز البلاغي في آيات الحج 2410


الأحد سبتمبر 03, 2017 8:13 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

رجاء

البيانات
عدد المساهمات : 339
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/08/2017

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: الإعجاز البلاغي في آيات الحج


جزاكي الله خيرا على الطرح


كتبه الله في ميزان حسناتك


في انتظار جديدك دوماً









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير