بحسب أينشتاين فإن الثقافة هي ما يبقى بعد أن ننسى ما تعلمناه في المدرسة، وأظن أينشتاين يعني السلوك الذي يتقدم على الكم الهائل من المعلومات التي صار الحصول عليها سهلاً وميسوراً بفضل العم «جوجل».
يخطئ الكثير من صناع الكلمة عندما يعتقد أن مهمته هي تثقيف المجتمع في حين انه انعكاس لثقافة المجتمع، أو كما قال فهد عافت لا أظن أن فناناً حقيقياً يمكنه أن يقول «أنْزِلُ إلى الناس لكي أرتفع بهم!».
فكل الذين ترفعنا عنهم صاروا بالنسبة لنا مصدراً رفيعاً للثقافة التي لم تصنعها دروس القسمة المطولة والجبر قدر ما صنعتها أغاني أم كلثوم الطويلة.
كان أهلونا يقولون لنا اتركوا عنكم المجلات الملونة، واحملو كتبكم المدرسية، لكن الذي تعلمناه من زكية الذكية فاق كل ما تعلمناه من دروس الاجتماعيات التي نكرهها حين نكره معلمتها، ونحبها حين نحب المعلمة.
التلفاز الذي نُحرم منه أيّام الاختبارات دوره أكبر من الاختبارات نفسها في الثقافة والوعي عبر برامج مثل سين جيم لشريف العلمي، ومع الطلبة لخالد الحربان ونورية الفرحان ولا ننسى ماما أنيسة .
ولن أنسى حكاية الطالبة التي سئمت من الدراسة ليلة الاختبار فسهرت تشاهد فيلم صلاح الدين، وفِي اليوم الثاني جاء سؤال الاختبار عن صلاح الدين فأبدعت وتفوقت على زميلاتها اللاتي حفظن الكتب.
ما الداعي لما كتبت؟
استنتاج قد لا يروق لكم إن صناع الثقافة الحقيقيين لهذا العصر هم نجوم السوشيال ميديا الذين سيتركون الأثر في تأثر متابعيهم لهم، وهذا الأثر هو ما سيبقى بعد تراجع السوشيال ميديا نفسها، وننساهم لكننا لن ننسى ما تعلمناه منهم مهما بلغت درجة جودته من سوئه.