هل يتمتع ابنك بالفضول؟الخيال؟ الإبداع؟الحكمة؟الدعابة؟ المرونة؟ حب اللعب؟الابتهاج؟التعجب؟ حب الاختراع ؟النشاط؟التفاعل مع الأحداث؟ " إيقاظ العبقرية في الفصل الدراسي" عنوان كتاب ألفه توماس آرمسترونغ ويقرر فيه – بُشرى – أن كل طفل عبقري! طفلك عبقري ولكن عبقريته ليست مُكتشفة . وسمات العبقرية ما ذكرته في البداية. فما الذي يعيق العبقرية بعد ذلك؟ يقول المؤلف في أول الكتاب"إن مما يدفعني لكتابة هذا الكتاب هو قلقي من أننا فقدنا في تعليمنا بهجة تعلم الجديد. راقب الطفل في العملية التعليمية. ستلحظ تفجر الإثارة وتصفيق الأيدي وبريق العيون ونوعا من رقصة الحياة. يزعجني أن المعلمين الجدد أصبحوا أسرى لعالم المقاييس والمناهج والتقييم والانضباط والإدارة والميزانية والسياسات التعليمية والبيروقراطية لدرجة أنهم فقدوا القدرة على رؤية بهجة التعلم كأساس لكل شئ آخر في التعليم" العجيب أن آرمسترونغ يتحدث عن التعليم في الولايات المتحدة وكتابه هذا نشر في عام1998 . ولا شك أن هناك معيقات كثيرة لهذه العبقرية ، معيقات في المنزل وأخرى في المدرسة وثالثة في الإعلام ولا شك كذلك أن هناك ما يدعم ويثري هذه العبقريات في البيت والمدرسة والإعلام والبيئة التي يعيش فيها الإنسان بصفة عامة. يختم المؤلف كتابه بتقرير أن العبقرية تعبر عن نفسها بأساليب كثيرة جدا وأن الإنسان يتفاعل مع الحياة والأحياء عبر قنوات عدة وجسور مختلفة وأن روح الإنسان الوثابة التي تهبه الحياة وحب الحياة تمد أيديها إلى ما أودع الله في الدنيا من معارف وأسرار وكنوز وهذه القنوات والأيدي هي الذكاءات الثمانية التي وُهبها كل إنسان. والأدوار التالية تمثل قائمة جزئية لأشكال من العبقرية في الفصل الدراسي: الذكاء اللغوي: الشاعر- القصاص- الروائي- المتحدث- كاتب المقالة. الذكاء المنطقي – حسابي:مبرمج الكمبيوتر- العالم- المنطقي- لاعب الشطرنج. الذكاء الصوري: الفنان- رسام الكاريكاتير- المصور- المصمم. الذكاء الجسمي-حسي:الرياضي-الراقص-الممثل-الحِرَفي-النحّات. الذكاء الموسيقي: المغني- كاتب الأغنية-الملحن. الذكاء الاجتماعي: القائد-المفاوض-المرشد الاجتماعي-. الذكاء الذاتي:المفكر-مستشرف المستقبل- راسم الأهداف الذكاء البيئي:خبير الدلافين أو غيرها-الصيّاد-الكشاف والقائمة لا تنتهي.وصور العبقرية كثيرة جدا وتعليمنا وثقافتنا حجّرا واسعا وألغيا الطيف الإنساني الواسع.
طفلك عبقري
• لا يوجد اختبار يثبت عبقرية طفلك الدليل على عبقريته تراه كل يوم أمامك. انه طفلك.
• يركز الناسُ كثيرا اليوم على الجانب السلبي للنمو العقلي للطفل مع الكثير من الحديث عن المعيقات والصعوبات والمشكلات ولا حديث أبدا عن نقاط قوته وقدراته ومواهبه.
• الأطفال يُولدون راغبين في التعلم وإلا لانقرض جنسنا منذ زمن بعيد.
• يقترح عالم الأنثروبولوجي Ashly Montagn أن الأطفال يملكون سمات نفسية محددة نحتاج لإبقائها في الكبار إذا أردنا لجنسنا أن يبقى حيا.
• البعض يريد أن يعلم الطفل القراءة والكتابة مبكرا. دع طفلك حرا يكتشف عالمه بطريقته، وأفضل طريقة لإكساب الطفل القراءة والكتابة هي طريقة "اللغة كلها" .
• الطفل ينتقل من محاولة التحدث في الشهر الثامن عشر إلى حيازته 1000 كلمة عندما يبلغ الثالثة والنصف من عمره.( بدون ترغيب وترهيب أو عصا وجزرة وبدون فصل دراسي واختبارات ورصد درجات .الخ)
• جذور المجاز والإحساس بالجمال والخيال والإبداع الفني محفورة في الفترة التي تسبق المدرسة من حياة الطفل.( أما بعد ذلك .......أنتم أعرف !!!!)
• يرى Erik Erikson ان الطفل من 5-7 ينبغي ألا يدفعه أهله لمزيد من الإنتاج لأنه في هذه الفترة ينطفئ بعض الأطفال أو يوقفون عبقريتهم لأنهم يحسّون بان غيرهم يحاكمهم بإنتاجهم وبالتالي قد يحسّ بالدونية وفي هذا السن ينخرط الطفل في الابتدائية في دراسة رسمية حيث تقيّم سلوكياته التعليمية بالدرجات والاختبارات ثم يُصنف موهوبا أم لا (زعموا) ثم تحصر عبقريته في قدرته على اجتياز الاختبارات أو يتم تصنيفه تحت" صعوبات تعلم" وبالتالي يفقد الثقة بقدراته. وصدق من قال"الطالب لم يُخفق، بل الاختبار الذي يزعم توثيق كفاءة الإنسان هو الذي اخفق"
• أكثرُ التعلم يحدث في سياق الحياة اليومية. التعلم يحدث عبر سلسة أحداث أثناء الكلام واللعب والعمل والغناء والبناء وحل المشكلات. وليس في أماكن تسمى "فصول دراسية"
• التعلم قيمته فيه ، فبهجة التعلم هي المكافأة، لا الحلوى وكلمات الإطراء.
• الحلوى والإطراء كمكافأة على الإنجاز دائما تعلم الطالبَ أنّ التعليمَ لا يستحق المتابعة من اجل التعلم ذاته بل من أجل الحلوى والمديح.
• لاحظ حالات التدفق لدى طفلك. أي عندما يكون منغمسا في ملاحظة شيء جديد . لاحظ تركيزه وسعادته وانفصاله عمن حوله واستغراقه في اللحظة واهتمامه البالغ.( استمتع بملاحظته واتركه يستمتع)
• قدّر طريقته في التعلم. ونوافذ التعلم كثيرة جدا والمدارس أغلقت معظمها ثم أطلقت على من لم يُطل عبر نافذتيها بأنه غبي. ولست أدري من الغبي هنا!!
• الطفل لا يتعلم بالقوة بل سيتعلم انه سيُعاقب إذا لم يحفظ أو يكتب. ( والنتيجة سيكره التعلم )
• البيت هو المركز الرئيس للتعلم ولذلك لا بد من محاولة توفير أجواء عائلية ايجابية: 1. تعلم نشط ( الأهل يتحملون أسئلة أطفالهم أو يعطونهم وقت لهذا) 2. قيم ايجابية ( الابتسامة والحب والتعاون مثلا) 3. علاقات قوية ومغذية ( ثقة متبادلة مثلا) 4. تقدير للذات ( لا تحطيم لها)
الأجواء السلبية: 1. سيطرة وتحكم 2. مثالية 3. لوم وعتاب دائمان ( الوالد مثلا كالمدّعي العام ) 4. لا اختيار ولا تفكير ( الأم مثلا كالمنقذ تريد أن تختار لابنتها كل شيء وتفكر بالنيابة عنها بحجة الحب والحماية مع أن كثرة الحماية تضعف المقاومة)
• احذر العائلة المستعجلة ( بكسر الجيم) التي تريد أن تتفتح زهرة ابنها قبل أوانه وبسرعة، فقط من أجل ما يقوله الناسُ عنهم فيتم الضغط عليه ويحاولون إخراجه من شرنقته قبل موعده.