حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام القرآن الكريم و السيرة النبوية :: واحة القرآن الكريم و علومه

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :05 - 09 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18320
السٌّمعَة : 24
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
وقفة مع المعوذتين Emptyموضوع: وقفة مع المعوذتين

وقفة مع المعوذتين
وقفة مع المعوذتين




د. مأمون فريز جرار










إذا كانت سورة الإخلاص تقرر حقيقة التوحيد التي تحدد وجهة الإنسان في الحياة حين يعرف ربه وإلهه سبحانه فإن المعوذتين ترسمان للإنسان خريطة للشر الذي يلقاه في حياته وتبينان له أهم تلك الشرور ، وتحددان له سبل الوقاية منها ، وكأن هاتين السورتين اللتين هما ختام القرآن تمثلان وصية مهمة للإنسان عليه ألا ينساها ليضمن لنفسه النجاة في الدنيا والآخرة ، ولذلك جاء في مطلع كل منهما أمر تعليمي توجيهي هو : ( قل ) وبدًئت كل سورة ببيان أن الاستعاذة بالله تعالى بصفات محددة في السورة هي سبيل النجاة .




في سورة الفلق أمر بالاستعاذة بالله ولكن ليس بلفظ الجلالة بل ب ( رب الفلق ) وهذا أمر يلفت النظر إلى فاعلية أسماء الله الحسنى وكيفية التعامل معها استجابة لأمر الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ففي هذه السورة أمر بالاستعاذة ب ( رب الفلق ) والمستعاذ به في هذه السورة اسم واحد من أسماء الله الحسنى والمستعاذ منه أربعة شرور هي : شر ما خلق ، وشر غاسق إذا وقب وشر النفاثات في العقد وشر حاسد إذا حسد ، فما علاقة ( رب الفلق ) بهذه الأمور المستعاذ منها ؟ أقرب الأقوال إلى فهمي بشأن الفلق هو المعنى العام للفلق لا المعنى الخاص ، فالمعنى الخاص لدى كثير من المفسرين هو : الصبح ، والمعنى العام هو : "كل ما انفلق من جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره" وأقول إن المعنى العام أقرب لفهمي لأن ذلك يكشف لنا عن سر الاستعاذة ب (رب الفلق ) أي الذي له الهيمنة على كل ما ينفلق من صبح وحب ونوى فأنت تستعيذ بالرب الذي خلق وله السيطرة على تلك المخلوقات ولا يقيك من شرها إلا هو .

ويلفت النظر أيضا في سياق السورة تكرار لفظة الشر مع الأمور الأربعة المستعاذ منها ، فلم يكتف السياق بذكر الشر مع أول مستعاذ منه ثم يعطف ما لحق على ما سبق بل كرر لفظ ( شر ) أربع مرات ، وفي هذا التكرار تأكيد لوجود الشرور وتنبيه عليها وبيان أهمية الاستعاذة منها .

الأمر الأول المستعاذ من شره هو ( ما خلق ) وهو تعبير يشمل عموم ما خلق الله تعالى من الكائنات التي لها بالإنسان صلة في عالم الأرض وفيها شر ، وهو المعنى الأقرب وقد رأيت أن بعض المفسرين ذهب في معنى ( شر ما خلق ) إلى اعتبار ( شر ) اسم تفضيل ولذلك ذهب إلى أن معنى ( شر ما خلق ) هو : إبليس أو النار ، وهو معنى خاص وإن كان استفتاح الاستعاذات الأربعة بالمعنى العام أولى ، والله أعلم .

والأمر الثاني المستعاذ من شره هو : ( غاسق إذا وقب ) وتعددت أقوال المفسرين في الغاسق ولعل أقرب المعاني هو الليل إذا دخل واستحكم ظلامه ، والليل بوابة من بوابات الشر لدى كثير من الناس ففي الليل تكون الموبقات والمنكرات في الملاهي والخمارات ، وفيه تقع السرقات وينطلق أهل الشرور المختلفة بين مدبر لليوم التالي ومنفذ لشر خطط له من قبل ، وفيه تنطلق كثير من الحشرات السامة أو المؤذية لتنشر شرها ، وفي الاستعاذة من شر الليل استعاذة من كم كبير من الشر وأهله . والمستعاذ منه هنا ظاهرة كونية تكون ميدانا للشر البشري .

والأمر الثالث المستعاذ من شره هو السحر الذي تصنعه : (النفاثات في العقد ) ونسبة النفث في العقد إلى النساء يبدو أنه من باب التغليب وإلا فالرجال يتعاطون السحر كالنساء ، إلا إذا فسرت (النفاثات ) بالأرواح الخبيثة التي تصنع السحر سواء أكانت من الرجال أم النساء ، ومن المشاهد والمعلوم قديما وحديث أن من الناس من يلجؤون إلى السحرة ليقضوا أمورهم ، ويحققوا مطالبهم ، فالسحر باب عظيم من أبواب الشر ولذلك جاء الأمر بالاستعاذة منه . والمستعاذ منه هنا عمل بشري من نفوس خبيثة .

والأمر الرابع المستعاذ من شره هو : ( حاسد إذا حسد ) والحسد عمل نفسي لنفوس مريضة أنانية لا تحب الخير لغيرها بل تريد أن تستأثر به وحدها وأن يزول عن سواها .

هذه الأمور الأربعة المستعاذ بالله من شرها هي أصول الشر في حياة الناس ولذلك جاء التوجيه الرباني إلى المؤمنين بالتحصن بالله رب الفلق منها

وفي سورة الناس التي هي ختام كتاب الله عز وجل يأتي الأسلوب نفسه بالبدء ب ( قل ) وبالتوجيه إلى الاستعاذة من شر شيء واحد هو ( الوسواس الخناس ) أو شيطان الجن والإنس ، وأقول : شيء واحد من حيث الصفة والعمل مع تعدد الشياطين من حيث الكثرة وتنوعهم بين شياطين إنس وشياطين جن ، وإذا كان المستعاذ به في سورة الفلق هو ( رب الفلق ) مع تعدد المستعاذ منه ، فإن المستعاذ به في سورة الناس من أسماء الله تعالى متعدد فالسورة تأمرنا أن نستعيذ ( برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ) وفي تكرار ذك ( الناس )وذكر الربوبية والملك والألوهية في هذا السياق إشارة إلى خطر فعل الشياطين وإضلالهم للناس ، وإضافة رب وملك وإله إلى الناس إشارة كذلك إلى خطر شياطين الإنس الذين يبلغ الواحد منهم من إيقاع الشر ونشر السوء أكثر مما يبلغه شيطان الجن ، ولعل من مظاهر ذلك ما يكون في شهر رمضان من تصفيد مردة شياطين الجن ولكن شياطين الإنس ينوبون عنهم في ما يعجزون عنه .

اختتام القرآن الكريم بهاتين السورتين يمثل جرسَ إنذار وتنبيه للإنسان إلى ما في دنياه من الشرور وأسبابها وإلى ضرورة التحصن بالله منها ، وحين نرجع إلى ما ورد من فضائل هاتين السورتين وأثرهما والدعوة إلى قراءتهما بعد الصلوات وعند النوم وفي أحوال شتى حينها ندرك بعض مقاصد ختم القرآن بهما ، والله أعلم .


الموضوع الأصلي : وقفة مع المعوذتين // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



وقفة مع المعوذتين 2410


الثلاثاء سبتمبر 06, 2016 1:29 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

الشيماء

البيانات
عدد المساهمات : 1417
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/08/2016
العمل/الترفيه : لا تعمل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://habebty-egypt.ahlamontada.com

مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع المعوذتين


وقفة مع المعوذتين File1013273646









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير