الرسالة (6( "الغيب لله": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:- سألت سيدي الوالد: هل الغيب عند الله وحده؟، وهل بعض أفراد الأمة يطلعون على الغيب؟. فأجاب، قائلاً: الحمد لله وكفى، ((وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى))، ((سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)). أمّا بعدُ: فالغيب بيد الله تعالى وحده لا يعلمه إلا هو؛ كما قال تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً))، وإذا شاء ـ جلَّ وعلا ـ وحده علم عبده بعض الغيب، وأما الإحاطة فلا يعلمها إلا الله سبحانه؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: ((وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء))، وهذه المشيئة الإلهية أذن الله تعالى لها ببعض الغيب؛ بأمور ثلاث: بالوحي، والإلهام، والقلم. "أي سادة": جاء أحد الرجال إلى بعضنا فقال: ألا تعلم بقضيتي؛ فقلنا له: إذا قلنا لك نعلم بها، فقد علمنا الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، وإذا قلنا: لا نعلم بها فقد كذبنا، والكذب ليس من الإسلام، فقد علمنا الله تعالى بها، والعبد لا حول ولا قوة له إلا بتوفيق العليم الفتاح؛ قال هرم بن حيان: رأيت أويس بن عامر القرني ـ رضي الله عنه ـ فسلمت عليه، فقال: وعليك السلام يا هرم بن حيان، فقلت: كيف عرفت اسمي واسم أبي؟، فقال: "عرفت روحي روحك بنور معرفة ربي"، قلت: أوصني، قال: أوصيك بالله سبحانه، فإنه عوض عن كل ما فاتك. اللَّهم؛ إنا مشهرون بالجهالة، وأنت مشهور بالعلم، فارحمنا بعلمك لجهالتنا، وتولنا بما يرضيك عنا يا ربنا، وصلِّ يا ربنا على الغالي نبينا وحظنا، وعلى آله وأصحابه، ومن والاه، آمين. والحمد لله ربّ العالمين. ابنه وتلميذه محمّد