ارتبطت تصورات العلماء الدارسين لهذا الكوكب بوجود شبكات المياه على سطحه حتى أن الخرائط الاولية التي قاموا برسمها تضمنت وجود مثل هذه الشبكات فكان الاعتقاد السائد بوجود ماء يجري على سطح كوكب المريخ وقد قام العالم جيوفاني شيباريللي بتقديم خارطة تعهد على إعدادها منذ عام 1877 واستغل ظاهرة التقابل عام 1879 ثم أعلنها عام 1881 أدهش فيها الجميع لأنها توضح القنوات المائية على سطح المريخ والتي وضع عليها 62 اسما معظمها أسماء أسطورية ومنها أسماء عربية كالليطاني والفرات والنيل وغيرها.
أما برسيفال لويل وهو دبلوماسي ثري ترك السياسة واتخذ الفلك هواية وبنى مرصداً في ايرزونا لرصد المريخ وكان ممن آمنوا بحضارة المريخ فقد أقنع عامة الناس بأن القنوات التي ترى بوضوح هي قنوات ري تمد الكوكب بالماء من منطقة الاقطابوكل هذا بالطبع أوهام ولكن بعد اقتراب المركبات غير المأهولة من الكوكب والهبوط على سطحه تأكد الجميع بعدم وجود الماء على المريخ بشكله السائل الآن ولكن هناك علامات لا يمكن الاغفال عنها تلمح على أن الماء كان يجري على سطحه في الازمنة الغابرة وهذه الاشكال عبارة عن مجاري انهار و أخاديد جافة تبدو بوضوح تدل على أنه ولا بد أن هذه المياه قد قامت بعملية حت للأودية وهي المسؤولة عن هذه الاشكال التي تشبه مجاري الانهار منابعها ومصابها على الارض وقد بدأت هذه الدلالات مع صور مارينر لسطح الكوكب ولكن أين ذهب هذا الماء الآن.
القطبان هما مخزون الماء على المريخ اما في الشتاء يتكاثف غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ويتجمد ويهطل على سطح الكوكب ويساعد في زيادة حجم القبة الجليدية حيث تصل إلى 30% من حجم نصف الكوكب عند كل قطب وفي الصيف المريخي يقل حجم القباب إلى 1% ويظن أن القطب الشمالي للكوكب يتكون من جليد ماء يتصعد مع حرارة الصيف إلى الجو ويساعد في وجود نسبة من بخار الماء في مكونات الجو ولكن أين الجزء الاكبر من هذه المياه لا بد وأنها محجزوة تحت التربة أو قد يكون الماء محصورا في طبقات متجمدة متراكمة مثل القطب الجنوبي للارض وهو ما يدعى بالجمد السرمدي أي تراكم طبقات متجلدة من الماء يصل سمكها إلى حوالي 1 كلم فمن المتوقع أن يكون معظم وجود الماء على المريخ في الاقطاب على شكل هذا الجمد أو قد يكون تحت التربة من أين جائت هذه المياه وأين ذهبت لا يزال لغزا يستدعي البحث عن حله ومع كل هذا الحديث عن المياه المتدفقة على سطح الكوكب سابقا إلا أن سطح الكوكب الآن جافا تماما.
وهناك بعض الاشكال السطحية التي تفسر وجود الماء على سطح المريخ سابقا مثل أشكال بعض الفوهات الغريبة والتي تدل على أنه لا بد من وجود الماء على المريخ بشكل جليد عند تشكلها لشرح سبب غرابة شكلها فالفوهات ذات القطر الكبير تختلف عن تلك الموجودة على عطارد والقمر فإن الاصطدامات عملت على توليد حرارة أدت إلى انصهار الجليد المتجمد في أرض الكوكب وهذه المياه لعبت دور المزلّق للحطام الناتج وانساب حول الفوهة على شكل موجات حتى جفت وتيبست أو بردت وتجمدت ويمكن رؤية آثار الانسياب السائل حول الفوهة. وقد تمت دراسة صور تتضمن على أشكال تبين وجود مجاري مياه فيضية أي اندفاعات أو فيضانات مفاجئة أدت إلى تشكيل بعض التضاريس مثل تشكيل جزيرة الدمعة والتي يقدر وجودها بثلاث بلايين سنة وتدل على أن الاندفاعات من المرتفعات الجنوبية إلى الاراضي الشمالية إن كوكب المريخ يحتاج إلى دراسة مستفيضة للاجابة على الكثير من التساؤلات ومن أهمها قضية وجود الماء على المريخ فغلافه الجوي خفيف وضغطه الجوي قليل مما يؤكد على عدم وجود الماء على المريخ سائلا الآن ولعله قبل أربعة بلايين سنة كان له جو كثيف ودافئ جعل احتمال وجود الماء السائل على المريخ ممكن ثم حدث تغير مناخي أدى إلى تجمد هذه الانهار الجارية ثم لسبب ما ارتفعت درجة الحرارة وانصهر الجليد مشكلا اندفاعات هائلة أدت إلى تكون بعض الاشكال على السطح كما وصفنا ثم أصبح المريخ مرة ثانية جافا ومتجمدا والله تعالى أعلم.