الفوائد الاجتماعية لصوم رمضان يعد الصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها رب العزة على كل مسلم بالغ عاقل وغير مريض . حيث يقول رب العزة في كتابه الكريم:“يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر . وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” . ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:“بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” . ويعود هذا الشهر على العبد المسلم الذي يتقرب فيه إلى الله ويؤدي العبادات . وينفذ ما أمره الله تعالى به بالنفع في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويكون يوم القيامة من الفائزين . بالإضافة إلى هذا هناك العديد من الفوائد الاجتماعية لصوم رمضان والتي يتعلمها المسلم عند صيامه، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي: النظام من المعروف أن الإنسان في الأيام العادية يتناول الشراب والطعام في أي وقت يشاء . حيث يوجد القليل من الأشخاص فقط من يقومون بتنظيم أوقات طعامهم وشرابهم . ويكون ذلك بغرض تحقيق هدف معين مثل إنقاص الوزن فهم في تلك الحالة يتبعون حمية غذائية . ولكن شهر رمضان الكريم يختلف عن أي شهر من الشهور العادية ولا يمكن تشبيهه بأي نظام . فهو شهر متميز لا يوجد له مثيل، فعندما يأتي يتعلم العبد المسلم فيه الانتظام في كل شيء . فمنذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس يمتنع الإنسان عن تناول أي أطعمة أو مأكولات ويتجنب الشهوات وجميع الأشياء المفطرة . وبعد أن تغرب الشمس وحتى حلول فجر اليوم الجديد يتناول العبد ما يشاء من مأكولات ومشروبات . ولا يطبق هذا النظام على فرد واحد فحسب سواء كان من الأسرة أو المجتمع . بل يتم تطبيقه على جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم . وفي هذا الوقت تظهر قوة تعلق العبد بربه، ويغلب إيمانه وارتباطه بالدين جوعه وعطشه وشهواته . ويظل منتظر سماع صوت آذان المغرب كإشارة من الله تعالى للسماح لعباده المسلمين بتناول الطعام والشراب . حل الخصومات وتوحيد الأفراد عند قدوم هذا الشهر المعظم يجتمع كل أفراد الأسرة من أجل تناول وجبة الإفطار أو السحور مع بعضهم البعض . ولكن في الأيام العادية من النادر إذا اجتمع كل أفراد الأسرة على تناول وجبة واحدة بسبب اختلاف أوقات عمل ودراسة كل فرد منهم . وفي ذلك الشهر أيضًا تزداد العزائم وتقوم الأسر بدعوة بعضها البعض، وفي ذلك اتصال لصلة الأرحام . وعندما تجتمع الأسر والعائلات فإن هذا يساهم في إنهاء الخلافات والخصومات المتواجدة بينهم . ومن أهم فوائد التواصل بين الناس أنه يزيل الغل والبغضاء والحقد من النفوس . وبعد أن يتم الانتهاء من الإفطار يجتمع جميع أفراد الأسرة مرة ثانية من أجل إقامة صلاة العشاء وصلاة التراويح . لذلك شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي يجتمع فيه كافة أفراد الأسرة . حيث تعتبر تلك النقطة من أهم الفوائد الاجتماعية لصوم رمضان الكريم . الشعور بالآخرين والمساواة في شهر رمضان المبارك لا يفرق الدين الإسلامي الحنيف بين الناس فالجميع سواسية فلا يوجد فرق بين الأمير والمأمور . ولا يوجد فرق بين الغني والفقير، حيث يقول نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم:“لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى” . ومن أقوى الأدلة التي توضح لنا ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الصيام على فئة معينة من الناس . بل فرضه على جميع المسلمين، فالجميع متساويين والجميع يصومون من الفجر إلى المغرب . فلا يوجد نوع من الصيام الخاص أو المتميز الذي يعطي للغني مثلًا رخصة أن يصوم عدد أيام أقل . أو صيام عدد ساعات أقل خلال اليوم الواحد فعند الله سبحانه وتعالى لا يوجد تمييز . فإذا أراد الإنسان أن يميز نفسه فعليه أن يعمل صالحًا ويلبي جميع أوامر ربه . وعندما ساوى رب العزة بين الناس في هذا الأمر ففي ذلك حكمة . لأن عند صيام الشخص الغني طوال اليوم، فهو بذلك سوف يشعر بالمعاناة التي يشعر بها أخيه الفقير عندما لا يجد ما يتناوله من طعام أو شراب . لذلك يسارع الكثير من الأغنياء والمقتدرين في هذا الشهر لمساعدة الفقراء وتقديم الصدقات . وبذلك يرفع الغني مستوى معيشة الفقير بعض الشيء . ويترتب على هذا الأمر خلق روح التعاون بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد. الفوائد الصحية لصوم رمضان : بعد أن وضحنا لكم الفوائد الاجتماعية لصوم رمضان يجب أن نوضح لكم أيضًا الفوائد الصحية التي تعود على الجسم أثناء صيام هذا الشهر، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي: تحسين الحالة الصحية للجهاز الهضمي للصيام دور هام في التأثير بشكل إيجابي على المعدة والجهاز الهضمي . حيث إنه يساعد في تجديد الخلايا المتواجدة في هذه المناطق . بالإضافة إلى المساهمة في القيام بعملية التمثيل الغذائي . ولكل تلك الأمور تأثيرها الرائع على تنشيط الجهاز الهضمي وقيامه بأداء جميع مهامه بشكل جيد . كما أنه يساهم في تخلص المعدة من السموم المتراكمة بها ومن الدهون أيضًا . الحفاظ على الحالة الصحية للقلب يساهم الصيام في المحافظة على صحة القلب وتحسين قدرته على أداء وظائفه الأساسية، كما أنه يقلل نسبة الإصابة بالنوبات القلبية أو تصلب الشرايين . وهو يقوم بهذه المهمة نتيجة لتأثيره على خفض معدل الهوموسيستين الذي يعد من الأسباب الهامة والرئيسية التي تؤدي إلى حدوث النوبات القلبية . بالإضافة إلى هذا فإن الصيام يحمي القلب أيضًا من الإصابة بفشل القلب . ويعمل على ضبط ضربات القلب وحمايته من الأمراض التي يمكن التعرض لها نتيجة لارتفاع مستوى ضغط الدم . تحسين الحالة الصحية للدماغ أثبتت بعض الدراسات العلمية التي تم القيام بها في الولايات المتحدة الأمريكية أن: . مستوى التركيز وقوة الانتباه التي يتمتع بها الإنسان الصائم في شهر رمضان . يزيد عن مستوى التركيز خلال الأيام العادية التي يقوم فيها الفرد بتناول الأطعمة طوال اليوم . حيث يؤدي الصيام إلى حدوث عدد من التغيرات الكيميائية في العقل بشكل يساهم في المحافظة على الحالة الصحية له . والعمل على تنشيط وتحفيز الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ . بالإضافة إلى هذا فإن الصيام يساهم في إفراز مادة الكيتونات التي تعد من مصادر الطاقة الرئيسة للأعصاب . والتي تقوم بدور هام في حماية الدماغ من التعرض للإصابة بالكثير من الأمراض مثل الزهايمر.