حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الطبية :: واحة التنمية البشرية و تطوير الذات

كاتب الموضوع منارة الاسلام مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :17 - 12 - 2016
منارة الاسلام
Admin
Admin
تواصل معى
البيانات
عدد المساهمات : 2909
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 14/08/2016
فن التعامل مع الهموم  Emptyموضوع: فن التعامل مع الهموم

فن التعامل مع الهموم
فن التعامل مع الهموم 
د. خالد المنيف

ما عودَتْنا الحياة أن تتعاهدنا باللين والدلال، وما كان من أخلاقها العطف والرقة، ومع لحظات الضيق وساعات الألم وأوقات الانكسار التي لا تفتأ الحياة تهديها لنا يتباين البشر في طباعهم وأساليبهم لمواجهة هذه المواقف، فتجد بعضهم يدمن الشكوى، ويمتهن اللوم، ويتقمص دور الضحية عند القاصي والداني، ويتسول العطف من الجميع, فبمجرد ما يُسأل عن حاله تجده ينظم القصائد الطوال في رثاء نفسه (جاوز فيها رثاء أبي ذؤيب لأولاده والخنساء لأخيها)، كثير التسخط، دائم العويل، يستجلب لك كل أوجاع العالم، ويصب عليك كميات لا حصر لها من الأسى، ولا تجده إلا متوجعًا، ناقما على الدنيا، وكيف أنها هدّت أركانه، وقصمت ظهره، وعبثت به كما يعبث الريح السموم بالوردة النضرة! وحاله الآن كنجم هوى، وقصر خوى, ينشر الكآبة أينما حل، قد رسم للحياة (ماضيًا ومستقبلًا وحاضرًا) أبشع اللوحات، ونسي أن شكوى واحدة ستتبعها ألف شكوى, وخوفًا سيطلق ألف خوف معه، والمفارقة العجيبة أن هؤلاء بقدر نجاحهم في كسب عطف الآخرين بقدر ما يفقدون شيئًا ليس بالقليل من احترامهم وتقديرهم! والنتيجة المتوقعة هي انفضاض الناس من حولهم، وزهدهم فيهم, لأن الجلوس معهم استنزاف للطاقة، وهدر للوقت، ومجلبة للكدر والضيق، ناهيك عما يقومون به من فضح لأنفسهم، وتشهير بزلاتهم، وهتك لأسرارهم.

وهناك نمط آخر قد كلف نفسه ما لا تطيق، حمل همه وحده، وبقي حبيسًا لغوائل الأيام وعاديات الليالي، لا صديقًا يُشتكى له، ولا صدرًا حنونًا يختبئ فيه، ولا عقلًا حكيمًا ينير له ما أظلم في طريقه، قد كظم مشاعره ليحمل ثقله بنفسه، حتى لا يكدر صفاء من حوله، وعندها ستتراكم الهموم، وتتكثف الأحزان، فتضحي كالرواسي الجاثمة على صدره!
وفريق ثالث يتعامل مع الأزمات بحنكة وهدوء، يمارس تقنية (الإفضاء النفسي) أو (تنفيس العواطف) عند الحاجة، وعند تجاوز الحزام الطبيين، وهي كما قرر علماء النفس وسيلة مثلى للتخلص من الكثير من الضغوط النفسية، وقد أطلق الدكتور كارل مننجر -أحد البارزين في علم النفس- عليها مصطلح (انطقها وتخلص منها) (Talk it out) وجعلها أحد أهم أدوات العلاج النفسي، وهي طريقة فعالة للسيطرة على القلق والتوقف عن أكل النفس، وذلك بالجهر بالأفكار، وتنفيس العواطف، والتخلص منها بطردها خارج الجهاز العصبي قبل أن يفور بخارها من الأذنين، وقبل الوصول للنقطة الحرجة التي سننفجر معها بمئات الأشكال المدمرة والكارثية.

وللإفضاء النفسي صور متعددة، منها:

1 - اللجوء للبكاء عندما يعصف الحزن.. فالبكاء يخفف الضغط النفسي الكبير، وكذلك يقوّي جهاز المناعة، ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض المتعلقة بالضغوط النفسية.
2 - ومن أروع طرق الفضفضة اللجوء إلى إنسان ثقة ذي حكمة ونظر وكاتم للسر، تبث له الآلام والآمال والاعترافات والتطلعات والأحلام؛ طلبًا للإحساس بالمشاركة الوجدانية، التي يشير لها الشعار المتحضر: (قلبي معك)، تيمنًا بقول الشاعر:

ولابد من شكوى إلى ذي مروءة
يسليك أو يواسيك أو يتوجع

ولأن كلًا منا يرى الموضوع من زاوية واحدة، تصبح إحدى أهم فوائد الفضفضة للثقات هي مشاركتهم لنا برؤاهم المختلفة، وآرائهم المتعددة، وقد فعل هذا قدوتنا وقرة أعيننا، عندما اشتد عليه الأمر في الغار، فأباح بسره، وأفضى بهمه لأمنا خديجة، اللهم صلِّ وسلم عليه، وكذلك فعل مع أم سلمة، رضي الله عنها، في الحديبية. ويُذكر عن القائد العجيب نابليون بونابرت، الرجل الذي ساد أوربا، وقد كان يلهو بتيجانها كما يلهو لاعب الشطرنج بالقطع، قال ذات يوم عن نفسه: (إنه أضعف من أن يقدر على كتمان متاعبه وهمومه، وأن يحتفظ بها وحده)، وعليك الانتباه لقضية هامة، وهي أنك عندما تشرع في إفراغ حمولة الألم، عليك أن تتأكد من إفراغها كاملة، والتخلص منها دفعة واحدة، ثم بعد ذلك انْسَ الأمر تمامًا!.

3 - ومن الوسائل الجيدة للتنفيس عن المشاعر، كما أكدت بعض الدراسات النفسية، التعبير عن المشاعر السلبية بالكتابة، وهو يخفف عنا الأحمال، ويزيح الكثير من الهموم، ويساعد على اندمال الجراحات النفسية، ويدفع شرور مرض الاكتئاب، ويجعلنا في حالة نفسية جيدة، تمكّن من التعامل مع مشكلاتنا بشكل أفضل.

4 - ومن أروع الطرق، وأعظمها أثرًا، وأضمنها نتيجة، وأيسرها ممارسة، تقنية (الإفضاء النفسي) مع العزيز العظيم، فقد جاء في الحديث أن الحبيب، اللهم صلِّ وسلم عليه، كان إذا حزبه أمر فزع للصلاة، وفيها ينطرح تحت عتبة الرحيم، يجأر إليه، ويغبر جبهته على بابه، شاكيًا إليه الهم، وطالبًا العون، وبعده سيذهب الوجوم، ويتشرد الأسف، وتسكن اللوعة.


الموضوع الأصلي : فن التعامل مع الهموم // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: منارة الاسلام
التوقيع: منارة الاسلام



فن التعامل مع الهموم  635061411


السبت ديسمبر 17, 2016 7:50 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية

ابواحمد

البيانات
عدد المساهمات : 525
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 29/06/1966
تاريخ التسجيل : 20/11/2016
العمر : 57
العمل/الترفيه : طبيب بيطرى

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.alanwar10.com

مُساهمةموضوع: رد: فن التعامل مع الهموم


موضوع رائع



واختيار موفق



شكرا على الابداع



فى انتظار المزيد



تحياتى










الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير