وقفات في التعاملـــ مع النّـــاس
وقفات في التعاملـــ مع النّـــاس
لا يوجد في هذه الدنيا من هو بغنىً عن التعامل مع الغير،،،
كل منا بحاجة الى أشياء بوسع الآحرين القيام بها وتوفيرها،،، كما أننا نحن أيضا لدينا أشياء يحتاجها الآخرون،،، وشتى تعاملاتنا مع النّاس إنمّا تستند إلى هذه الإحتياجات،،، وحتّى نلبّيها تتوفر أمامنا ثلاثة طرائق مختلفة :
* بوسعنا أخذ مانريد من الغير عن طريق القوّة أو التّهديد أو الترغيبــ أو الخداع والمكر،، ورغم أنّ المجرمين هم من يصّنفون ضمن هاته الفئة من البشرإلاّ أنّه وللأسف الكثير من النّاس المحترمين يلجؤون إلى استخدام هاته الطّريق بأساليب كلّها دهاء ومكر .
* بوسعنا أن نصبــ ح متسوّلين للعلاقات الإنسانية، وأن نتوسّلمن الآخرين أن يمنحونا تلكـ الأشياء التّي نحتاجها،،، هذا النّوع المذعن من الشّخصّيات يجري معاملاته مع الغير تحت أساس هذا المبدأ "إننّي لن أفرض نفسي عليكـم أو أسبّب لكــم المتاعب وعليكــم في المقابلـ أن تكونوا لطفاء معي "
*يمكن لنــا ان نعملـ منطلقاً من قاعدة عنوانها: "التبادلـ العادل" أو "خذ وهات"،، وهنا يكون عملنا هو ان نعطي الآخرين ما يطلبونه ويحتاجونـ إليه،،، وهم في المقابلـ لا بدّ ان يردّوا لنا الصّنيع ويمنحوننا تلكـ الأمور التّي نحتاج إليها.
وإنّ مجرّد الإلمام بكيفية مسايرة الناس لا يشكّل ضماناً للنجاح أو للسعادة، فالأشخاص الذين يتمتّعون بخجل العذارى ويهابون الاصطدام بخيالهم تراهم في الحياة وقد تعلّموا الطريقة التّي يسايرون بها النّاس من أجل أن يتفادوا المشاكل ويتخطّوها، أمّا الخجول المنسحب من النّوع الذي يقبل المهانة بخنوع، فقد تعلّم طريقة وحيدة لمسايرة النّاس وهي ببساطة أن يسمح لهم بأن يمشوا فوقه.
إنّنا لم نعد بحاجة إلى التّعلم عن كيفية مسايرة النّاس، ذلك لأنّ لكلٍ منا نظامه الخاص الذي أثمر معه بالنسبة اليه، فحتّى العصبيّ منا له طريقته الخاصة في تحقيق ذلك.
انّ ما يهم هي الطريقة التي نتعامل بها مع النّاس، والتّي تجلب لنا رضاءنا الشخصي ولا تصطدم في الوقت نفسه بذوات أولئك الذين نتعامل معهم، فالعلاقات الإنسانية عبارة عن علم يسمّى التعامل مع الناس بطريقة لا يتمّ فيها المساس بذواتهم أو ذاتنا،،، وهذه الطريقة الوحيدة لمسايرة النّاس التي تجلب على الدوام أي نجاح أو سعادة.
ويتضاعف مع الإنسان السّعيد احتمال نشره للسّعادة على من حوله أكثر مما يحدث مع الإنسان التّعس،،، والشّخص الذي يشبع رغباته بطريقة معقولة يكون أكثر كرماً وأكثر ميلاً للأخذ بالاعتبار رغبات الغير أكثر من ذلك الفرد الذي لم تصادف كلّ رغبة سوى الإحباط والفشل.
إننا لن نستطيع أن نفهم أي انسان آخر ما لم نكن راغبين في الإنصات إليه بعناية وتعاطف وصبر.
وهذا النوع من الانصات من شأنه أن يجعلنا أغنياء،،، أغنياء بالأصدقاء و أغنياء بالرضا على ما نحققه وأغنياء بالسعادة.
وإنّ من أجمل المجاملات التي يمكن لنا تقديمها الى شخص آخر هي ببساطة أن نحسن الانصات اليه، فبإنصاتنا الصبور اليه إنّما نقول له إنّك جدير بالانصات والاهتمام وتستحق ذلك..، واننا بذلك نزيده اعتزازاً بنفسه ذلك لأنّ كل انسانيحبّ أن يعتقد أن لديه مايقول وأنه جدير بأن يحكـ ي... وفي المقابل إن من اكثر الأشياء التي يمكن لنا بها ان نقلل من ذات الطرف الآخر هو أن نصدّه عنّا قبل أن ينطق بما كان عليه أن يقول...! وعلينا بأن نتذكر دائما بأنّ النّــاس تحب أن تحظى بالاهتمام، وان الكثير من المشاكل والأزماتوالفشل يحدث في عالمنا هذا لذلك السبب البسيط"أن هناك من لا ينصت إلينا ويسمعنا".
فالانصات هو الطريقة الأمثل و الأوحد لمعرفة مايريده الناس فاذا أردنا أن نتعامل معهم بطريقة مثلى علينا أن نتعلّم هذا الفنّ"فنّ الانصات"؛والذييتميز بأهمية بالغة مما يقتضي منا عدم اهماله ووضعه موضع التطبيقــ والممارسـة الجديّــة.
وعمومــاً هناكـ سبعة طرائق لممارسة انصات ناجــ ح:
1. النظر إلى الشخص الذي يتحدّث؛ وهذا يساعد على التركيز على مايقوله ويعطيه انطباعاً بأننا مهتمّين بما يقول.
2. ان نظهر بمظهر المهتمّ بعمق لما يقول؛ إن اتفقنا معه فعلينا الإيماء برؤوسنا مثلا وإن قصَّ حكاية نبتسم ونتجاوب معه ونساعده في التعبير.
3. فلنعمل على الميل الى الشخص الذي يتحدّث؛ فلنلاحظ مثلا الميل الذي يتملكّنا تجاه ممتع الحديث ونفورنا من صاحب الحديث الممل السخيف...!!!
4. فلنقم بتوجيه الأسئلة؛ وهذا مايتيح للشخص المتحدث التيقن بأننا مواصلون الانصات إليـ ه.
5. لانقاطعه أثناء حديثه أبدا بل نطلب منه أن يحكي أكثر وأكثر؛ يشعر معظم الناس بالمجاملة ان لم نقم بمقاطعة حديثهم أثناء استرسالهم فيه،،، الا انهم يشعرون بالمجاملة أكثر عندما نسحبهم منه لندور حوله من جديد،،، كأن نقول هل بإمكانك أن تعرض لنا هاته النقطة بتفصيل أكثر؟.... أو أودّ أن أعرف أكثر حول الأمر الذي تتكلم فيه.... الخ.
6. لا يجب أن ننحرف عن موضوع المتحدث أبداً؛ ليس محببا أن نغيّر الموضوعات التي يطرحها المتحدّث إلى أن يفرغ منها،،، ومهما كان قلقنا وتلهفنا للبدأ بموضوع جديد...
7. استخدام كلمات المتحدث في وجهة نظرنا التي نريد ايصالها اليه؛ عندما يفرغ الطرف الآخر من الكلام،، كرر بعض الأسئلة التي كان قد قالها وردّدها وأعدها الى مسامعه،،، أن هذا لا يبرهن اننا كنا منصتين اليه وحسب بل أنه يقدم أيضا طريقة جيدة لتقديم أفكارك دون أن تلقى اعتراضاً.
في النهاية العلاقات الانسانية تجلب الينا أكثر من النجاح والسعادة وعلينا أن ننظر اليها على أنها مهارة وأننا دائما بصدد القيام باكتسابها وتعلمها،،، وهي مهارة مجزية فعلا علينا أن نتطلّع دائما الى الأمام للحصول على احساس حقيقي بالرضا والاكتفاء عن طريق تحسيننا لعلاقاتنا الانسانية والارتقاء بها ومثل هذه النظرة الايجابية تقدم لنا الدافع للوصول الى أهدافنا.
彡♥彡 تحياتي彡♥彡
وقفات في التعاملـــ مع النّـــاس
موضوع: وقفات في التعاملـــ مع النّـــاس
