بصمات و تحدى بصمات عبر التاريخ رغم الاحتياجات الخاصة يحفظ التاريخ أسماءَ أشخاصٍ ((( من ذوي الإحتياجات الخاصة ))), تركوا بصمات واضحة على جداره, فمنهم : العلماء والشعراء والاْدباء المفكرون والاْطباء وغيرهم الكثير من المبدعين وضعوا بصمتهم واضحة في مسيرة الفكر والحضارة بل و فاقوا غيرهم (من الأصحاء) بمراحل كثيرة وما ذلك إلا دليل واضح على أن الإعاقة لا تشكلحاجزا فعليا أمام العقل والفكر والهمم العالية وسوف نذكر البصمات العطرة لبعض منهم لتكون حافزا يوقظ الهمم و يبعث الأمل و التفاؤل
ابان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة الراشد رضي الله عنه كان به صمم وحول وبرص ثم أصابه الفالج وهو شلل يصيب أحد جهتي الجسم طولا .. كان ابان من فقهاء التابعين وعلمائهم في الحديث والفقه عينه عبد الملك ابن مروان واليا على المدينه عام 76 هـ كما كان يقضي بين الناس وأصيب بالفالج ، فكان يؤتى به إلى المسجد، محمولا في ما يشبه العربة الصغيرة توفي سنة 85 هـ
الامام الترمذي هو الامام الحافظ المتحدث محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهورة وأحد أصحاب الكتب الست المشهوره في الحديث كان رحمه الله ...أعمى ... ولكنه أوتى من المواهب والأخلاق ماجعله من كبار العلماء برع في علم الحديث وصنف عددا من الكتب النافعه المفيده من أهمها : (سنن الترمذي) (الشمائل المحمديه) (العلل المفرد) (الزهد) توفي عام 279 هــ
الأحنف بن قيس الصحابي الجليل أسلم وحسن إسلامه ودعا له النبي بقوله (اللهم اغفر للاْحنف) هو الذي ضرب به الحلم (أحلم من قيس) كان في رجليه إعوجاج وكان ملتصق الفخذين فشق مابينهما وكان أعرجا قصير القامة ومع هذا كله فقد جمع خصال الشرف والسيادة والمروءة والحنكة والحزم قيل عنه إذا غضب غضب له مائة ألف سيف لا يساْلونه فيما غضب توفي في الكوفة سنة 67 هــ
أبو العلاء المعري هو شاعر عباسي أصيب بالعمى وهو بالرابعه من عمره كان فيلسوفا ومفكرا وشاعرا له كتاب اللزوميات في الفلسفة و...رسالة الغفران... و... سقط الزند وهو القائل أبكت تلكم الحمامة***أم غنت على فرعها المياد ولايخفى على مثقف مدى التاْثير الكبير الذي أحدثه المعري في تطوير الحركة الشعرية والأدبية توفي (رهين المحبسين) سنة 441هــ
موسى بن نصير موسى بن نصير من قبيلة بكر بن وائل كان من كبار الفاتحين المسلمين قاوم الروم وفتح الأندلس و أفريقيا كما فتح مدنا كثيره في أوروبا وكان هذا القائد أعرجا و رغم ذلك فقد بلغ النهايه في القوه والشجاعه وعلو الهمه تـــوفي سنة 96 هــ
طه حسين فقد بصره منذ الثالثة من عمره ولكن ذلك لم ينقص و لو قلامة ظفر من فكره و معارفه التي خولت له كتابة مؤلفات رائعة و كذا تقلد أكبر المناصب المعرفية و الأدبية في مصر. بل و لقب بعميد الأدب العربي.
عبد الحميد محمد كشك الشيخ الجليل و الداعية الاسلامي المثقف كان كفيفا و لكن ما شاء الله كان من أنبغ الطلبة الذين تخرجوا بالأزهر الشريف و بمعدلات دراسية مدهشة.. حفظ القرآن الكريم و السيرة النبوية و الأحاديث والشعر الاسلامي بل و تفوق في اللغة الانجليزية.. كل هذا و الشيخ كفيف..
الأديب مصطفى الرافعي أديب مصري مشهور أصيب بالصمم في الثلاثين من عمره ولم تقف إعاقته حاجزا في وجهه فقد حقق شهرة أدبية واسعة له كتاب المعركة تحت راية القرآن وكتاب المساكين و كتاب السحاب الأحمر والكثير من المقالات الأدبية ويُعد الرافعي من الأدباء الإسلاميين الذين خدموا الإسلام باْدبهم وشعرهم توفي الرافعي سنة 1937 م لويس برايل الذي لايزال المكفوفون يشعرون بالامتنان له لأنه أضاء ظلام حياتهم بابتكاره الطريقة المعروفة باسمه للقراءة بالحروف البارزة لغير المبصرين وذلك رغم أنه كان كفيف البصر.
لويس باستور الكيميائي الفرنسي فقد خدم العالم باكتشافه للجراثيم ونجح في التوصل إلى البسترة والتطعيم ضد داء الكلب حتى يسهم في حماية الانسان من المرض في حين أنه كان مشلولا.
إسحق نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية و قوانين الحركة و السرعة.. كان هزيلا جدا و عليل الصحة..
وهناك الكثير و الكثير من الشخصيات الإسلامية والأجنبية من المعاقين الذين وضعوا بصماتهم في كتاب التاريخ البشري و كما قلت في البدايه ماهذه إلا أمثله لاْبراز دورالمعاقين و بصماتهم المضيئة في الحياة وإنهم ليسوا عاجزين كما يظن البعض بل هم قادرون ومبدعون وعظماء وما الإعاقـــه إلا إعاقة الجهل والكسل وتنويم العقل والذهن والتكاسل و التواكل إن فقدان جزء من الجسم ليس نهاية الحياة .. بل بداية للإصرار والتواصل و الإيثار إن فقدان حاسة ليست نهاية مطاف.. بل بداية إبداع والهام إن الإعاقة هى النظرة الضيقة التى تجعل صاحبها مكبل الأغلال هى تعسف الفكر وإنغلاقه وعدم الاستجابة لكل المؤثرات فانعم يامن فقدت .. وعوضت فنبغت .. وبعاهتك تألقت.