الزهد هو أحد المراتب الإيمانية العالية ؛ حيث أنه يدفع صاحبه إلى النظر بعين الزوال إلى الحياة الدنيا ، وبذلك يمضي الزاهد طالبًا رضا الله تعالى دون أي شيء آخر ؛ فهو ليس حريصًا على الدنيا بكل ما فيها من متع ، ولكن حرصه الأكبر هو النجاة في الآخرة ، و دور الزهد عظيم في حياة الناس ؛ فهو يجعل القناعة دائمًا مضيئة داخل الإنسان الزاهد ، ولكن من المفترض أن يتذكر الإنسان نصيبه الذي قسمه له الله من الدنيا ، كما قال المولى عزّ وجل ”وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”. هناك العديد من القصص المذكورة عن الزهد والزاهدين في الحياة الدنيا؛ حيث ارتفع المؤمنون بأنفسهم درجات عند ربهم نتيجة لزهدهم وقوة إيمانهم، ومن هذه القصة: قصة جائزة الفضيل ورد أن بعض الخلفاء كانوا يرسلون إلى الفقهاء جوائز ؛ فكانوا يقبلونها ، بينما أُرسلت جائزة مقدارها عشرة آلاف إلى الفضيل بن عياض، ولكنه لم يقبلها؛ فسأله بنوه:”لقد قبل الفقهاء ؛ بينما ترد أنت على حالتك هذه”، حينها بكى الفضيل قائلًا:“أتدرون ما مثلي ومثلكم؟!.. كمثل قوم كانت لهم بقرة يحرثون عليها؛ فلما هرمت ذبحوها لأجل أن ينتفعوا بجلدها، كذلك أنتم أردتم ذبحي على كبر سني ، موتوا يا أهلي جوعًا خير لكم من أن تذبحوا فُضيلًا”.