تعريف العلوم العربية
العلوم العربية علم العربية المسمى بعلم الأدب علم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة، وينقسم على ما صرحوا به إلى اثني عشر قسما، منها أصول هي العمدة في ذلك الاحتراز، ومنها فروع.[1]
الأصول
أما الأصول فالبحث فيها إما عن المفردات من حيث جواهرها وموادها فعلم اللغة، أو من حيث صورها وهيئاتها فعلم الصرف، أو من حيث انتساب بعضها إلى بعض بالأصلية والفرعية فعلم الاشتقاق، وإما عن المركبات على الإطلاق، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية فعلم النحو، وإما باعتبار إفادتها لمعان زائدة على أصل المعنى فعلم المعاني، أو باعتبار كيفية تلك الفائدة في مراتب الوضوح فعلم البيان، وإما عن المركبات الموزونة، فإما من حيث وزنها فعلم العروض، أو من حيث أواخر أبياتها فعلم القافية.
الفروع
وأما الفروع فالبحث فيها إما أن يتعلق بنقوش الكتابة فعلم الخط، أو يختص بالمنظوم فعلم عروض الشعراء، أو بالمنثور فعلم إنشاء النثر من الرسائل، أو من الخطب، أو لا يختص بشيء منهما فعلم المحاضرات ومنه التواريخ؛ وأما البديع فقد جعلوه ذيلا لعلمي البلاغة لا قسما برأسه.
بيانه
التعريف
الأدب وهو علم يتعرف منه التفاهم عما في الضمائر بأدلة الألفاظ والكتابة، وموضوعه اللفظ والخط من جهة دلالتهما على المعاني، ومنفعته إظهار ما في نفس الإنسان من المقاصد وإيصاله إلى شخص آخر من النوع الإنساني، حاضرا كان أو غائبا، وهو حلية اللسان والبنان، وبه تميز ظاهر الإنسان على سائر أنواع الحيوان. وإنما ابتدأت به لأنه أول أدوات الكمال. ولذلك من عري عنه لم يتم بغيره من الكمالات الإنسانية.
المقاصد
وتنحصر مقاصده في عشرة علوم وهي: علم اللغة وعلم التصريف وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم العروض وعلم القوافي وعلم النحو وعلم قوانين الكتابة وعلم قوانين القراءة، وذلك لأن نظره إما في اللفظ أو الخط، والأول فإما في اللفظ المفرد أو المركب، أو ما يعمهما.
وأما نظره في المفرد فاعتماده إما على السماع وهو اللغة أو على الحجة وهو التصريف، وأما نظره في المركب فإما مطلقا أن مختصا بوزن، والأول إن تعلق بخواص تراكيب الكلام وأحكامه الإسنادية فعلم المعاني، وإلا فعلم البيان، والمختص بالوزن فنظره إما في الصورة أو في المادة، الثاني علم البديع، والأول إن كان بمجرد الوزن فهو علم العروض، وإلا فعلم القوافي؛ وما يعم المفرد والمركب فهو علم النحو، والثاني فإن تعلق بصور الحروف فهو علم قوانين الكتابة، وإن تعلق بالعلامات فعلم قوانين القراءة. وهذه العلوم لا تختص بالعربية بل توجد في سائر لغات الأمم الفاضلة من اليونان وغيرهم
المآخذ
هذه العلوم في العربية لم تؤخذ عن العرب قاطبة بل عن الفصحاء البلغاء منهم، وهم الذين لم يخالطوا غيرهم، كهذيل وكنانة وبعض تميم وقيس عيلان ومن يضاهيهم من عرب الحجاز وأوساط نجد؛ فأما الذين صابوا العجم في الأطراف فلم تعتبر لغاتهم وأحوالها في أصول هذه العلوم، وهؤلاء كحمير وهمدان وخولان والأزد لمقاربتهم الحبشة والزنج، وطيوغسان لمخالطتهم الروم بالشام، وعبد القيس لمجاورتهم أهل الجزيرة وفارس، ثم أتى ذوو العقول السليمة والأذهان المستقيمة ورتبوا أصولها وهذبوا فصولها حتى تقررت على غاية لا يمكن المزيد عليها.[1]