من وراء ذاك الشُبَّاك المُتهالك وقفت والحنين إليه يجتاحُها .. جالت بناظريها إلى الشارع المُطل والذي تكاد أن تبتلعهُ العتمة ويُغلفه السكون .. خُيل إليها لوهلة بأنه سيعبر الشارع، سيعلم بأنها هُناك تنتظرهُ، ســ … سُرعان ما أفاقت من خيالها فبين مكانيّ سكنهما بونٌ شاسع !!
أطلقت تنهيدة استياء بالغ وهي تستدير مُتجهة إلى تلك الأريكة .. ألقت بجسدها النحيل عليها .. تسللت يدها إلى شعرها لتقطف زهرة القرنفل الحمراء التي تضعها لأجله !
بتململ .. راحت تقطف بتلات القرنفل مُتسائلة .. أيُحبني كما كان ؟.. أيشتاق إليّ ؟.. أتُرافق مسامعهُ ضحكاتي ؟.. أيغفو على طيفي ؟.. أيراني بمنامه ؟.. أيتذكر قسمات وجهي ؟!!! تساؤلات كثيرة تزاحمت بأفكارها مُكرهة .. فقد باتت على يقين بأنهُ لن يعود ..
أحبَّته بمشاعر مُفرطة .. أغدقت عليه سيلاً من العواطف .. فرحل عنها .. رحل تاركاً إياها على رفٍ من رفوف النسيان .. رحل مُسدياً إليها جرح لا ينطق وحفنة من الذكريات !