من الأسواق القديمة : سوق عكاظ
سوق عكاظ
سُمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يجتمعون
فيه فيعكظ بعضهم بعضاً ، أي يغلبه ويقهره
في التباهي والمفاخرة.. ويُعدّ واحداً من أهم
أسواق العرب الكبرى قبل الإسلام ، وكان
العرب يرتادونه عشرين يوماً في السنة ،
وتحديداً أول عشرين يوماً من شهر ذي القعدة ،
ويرجع سوق عكاظ في أصله إلى قبيلتي هوازن ،
وعدوان ، أما موقعه فهو بين مكة والطائف ،
وقد كان العرب يتبادلون السلع فيه كما يتبادلون
الشعر والأدب ويُعرض فيه الحرير، والزيوت ،
والمعادن ، وكان التجار يجيئون إليه من مختلف
أنحاء الجزيرة العربية وبلاد فارس ، كما كان
المحكّمون يأتون إليه من مختلف الأنحاء للفصل
بين المتنافسين في الشعر، والأدب ، ومن أشهرهم
النابغة الذيباني ، وأغلب المحكّمين كانوا من بني
تميم وكانوا يحتكرون سوق الأدب والمنافسة لهم.
وسوق عُكاظ من الأسواق العامة غير المقتصرة
على أشخاص معينين ، فقد كانت تحضره قريش ،
وخزاعة وغطفان وهوازن والأحابيش ، وطوائف
أخرى من العرب يأتون من العراق والبحرين
واليمامة وعُمان واليمن وغيرها من الأنحاء.
وموقع سوق عكاظ كان وادياً متسعاً وفسيحاً
تقيم فيه العديد من القوافل العربية ، وتتخذ كل
قبيلة فيه مكاناً معيناً لها ، ويمتاز بوفرة أشجار
النخيل والمياه فيه ، ومما جعله موقعاً جغرافياً
متميزاً كما أن انعقاد السوق في الأشهر الحرم
يجعل التجار يشعرون بالأمان على أموالهم
وممتلكاتهم وأنفسهم من العبث ، وكان سوقاً
يجتمع فيه الشعراء والأدباء ويتنافسون في الشعر
ويعرضون شعرهم فيه فمن أشادوا به اشتُهر بشعره
في جميع الأنحاء ، كما كان الشعراء القادمين من
مختلف أنحاء الجزيرة يُلقون الشعر بلهجة قريش
الأمر الذي منحها صفة السيادة بين القبائل العربية
الأخرى وقد امتدت هذه السيادة للهجة قريش في
الإسلام عندما نزل القرآن الكريم باللغة العربية
الفصحى وهي لغة قريش ، كما كان العرب
يفتدون أسراهم عند القبائل الأخرى فيه ، وكان
الرجال والنساء يجتمعون فيه لعقد الزاوج في كثيرٍ
من الأحيان ، كما كان المبشّرون للديانات الأخرى
يرتادونه للدعوة إلى دياناتهم.