من الأسواق القديمة : سوق مَجنّة
سوق مَجنّة
اشتق اسم سوق مجنة من الجن أو الجنون ،
أو الجنة وهي البستان الجميل الممتلئ بالمياه.
وكان يُعقد في مرالظهران أسفل مكة ، ومر
الظهران يُعرف اليوم باسم وادي فاطمة ،
وكان الناس يعبرون إلى سوق مجنة بعد
انتهائهم من سوق عكاظ ليقضوا فيه العشر
أيام المتبقية من ذي القعدة إلى أن يروا هلال
ذي القعدة ، وسوق مجنة يعتبر لأهل كنانة
وأرض السوق هي أرض كنانة ، وكان لسوق
مجنة مكانةً واحتراماً في نظر العرب كما لسوق
عكاظ ، وذي المجاز، حتى إن قريشاً كانت تقول:
(لا تحضروا سوق عكاظ ومجنة وذي المجاز إلا
محرمين بالحج).
ولم يكن سوق مجنة مكاناً للأدباء والشعراء والبيع
والتجارة ، وإنما كان يجتمع فيه العرب للتنظير
الفكري والسياسي ، كما كان الرسول صلى عليه
وآله وسلم يذهب إليه لدعوة القبائل العربية للدخول
في الإسلام ، وفي تخصيص الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم هذا السوق دون غيره من الأسواق إشارةٌ
إلى طبيعة السوق وطبيعة من يرتاده من الناس
وإشارة إلى ما كان يقوم عليه السوق من تنظيرٍ دينيٍ
وتبادل آراءٍ سياسية ، وقد كان أهل كنانة يقومون
على تدبير وإدارة أمور السوق تماماً كإدارة قريش
لسوق عُكاظ.