كان الغرب يرسلون أبناءهم الى الأندلس لينالوا من العلم وعند عودتهم تجد الكثير منهم يخلط كلامه بالعربية ليبين لمن حوله أنه مثقف ! واليوم للأسف صار الناس (خاصة الطبقة المخملية) يسخرون ممّن يتحدث بالفصحى و يرون أن من الثقافة والاتيكيت تخليط الكلام العربي باللغات الأخرى ! وااحسرتاه
نقلت المستشرقة الألمانية ( زغريد هونكه ) كلمة لأﺳﻘﻒ ﻗﺮﻃﺒﺔ ( أﻟﻔﺎﺭﻭ ) في سنة ( 240هج/854م) قال فيها إن كثيرين من أبناء دينى يقرأون أساطير العرب، ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفة وعلماء الدين، ليس ليدحضوها، وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسب التعبير القويم والذوق السليم، وأين نقع اليوم على النصراني – من غير المتخصصين – الذى يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل؟ بل من ذا الذي يدرس منهم حتى الأناجيل الأربعة، والأنبياء ورسائل الرسل؟ واحسرتاه إن الشبان النصارى جميعهم اليوم الذين لمعوا وبزوا أقرانهم بمواهبهم، لا يعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي! إنهم يتعمقون في دراسة المراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ما في وسعهم من طاقة، منفقين المبالغ الطائلة في اقتناء الكتب العربية وإنشاء مكتبات ضخمة خاصة، ويذيعون جهرًا في كل مكان أن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب، ولئن حاول أحد إقناعهم بالاحتجاج بكتب النصارى، فإنهم يردون باستخفاف، ذاكرين أن تلك الكتب لا تحظى باهتمامهم … وامصيبتاه، إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم فلا تكاد تجد اليوم واحدًا في الألف يستطيع أن يدبج رسالة بسيطة باللاتينية البسيطة، بينما العكس من ذلك، لا تستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية تعبيرًا وكتابة وتحبيرًا، بل إن منهم من يقرضون الشعر بالعربية، حتى لقد حذقوه، وبزوا في ذلك العرب أنفسهم.