إن هذا الكون الفسيح وما فيه من مخلوقات ومعجزات أكبر شاهد على عِظم قدرة الله تعالى وكمال إبداعه، وإن دلَّت على شيء فإنما تدل على وحدانية الله عز وجل، وأنه لا رب سواه، ولا إله غيره.
تسخيرا وتكريماً للإنسان
حرر الله الإنسان من العبودية للأشياء والماديات؛ فجعل كل شيء في هذا الوجود وجميع ما في السماوات والأرض مذللًا للإنسان ومسخرًا له فضلًا وكرمًا من الله وحده؛ بغية تحقيق عمارة الأرض وتمام خلافته فيها، وبالأحرى كمال عبوديته فيها، والتسخير هنا بمعنيين: تسخير للتعريف بالله وكرمه وفضله وجلاله، وتسخير بمعنى التكريم للإنسان ورفع لقدره عن الأشياء المسخرة له.
حتى نوقن بلقاء الله
إن في خلق السماوات والأرض ـ ناهيك عن خلق بني الإنسان ـ دلالة واضحة على قضية البعث والنشور بعد الموت، أوَليس إعادة الخلق أسهل وأهون من الخلق أول مرة؟!......