وقعت المعركة عام 15 للهجرة بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص ، وبين الفرس بقيادة رستم فرخاذ ، وحصلت هذه المعركة في العراق في منطقة القادسية ، وانتهت بهزيمة الفرس ، ومقتل رستم . ان الصدام العسكري الذي حدث بين المسلمين والفرس في جبهة العراق خلال خلافة أبي بكر الصديق ، وبداية خلافة عمر بن الخطاب كان قد قطع شوطاً كبيراً ، إلا أنه لم يصل إلى مرحلة اللقاء العسكري الحاسم بين كلا الطرفين ، فهزيمة الفرس في معركة البويب لم يُخرجهم من العراق ، فبقيت الفرس مُسيطرة على البلاد سياسياً وعسكرياً ، فكان لا بد من حدوث لقاء عسكري نهائي وحاسم بين كلا الطرفين لإنهاء الحكم العسكري ، والسياسي للفرس في بلاد العراق ، ونشر الدعوة الإسلامية بسلام . حدثت مفاوضات بين المسلمين ، وبين قيادة الفرس السياسية والعسكرية ، إلا أنّ هذه المفاوضات باءت بالفشل وعلى الرغم من ذلك فقد نجح رسل المسلمين في إيصال الدعوة الإسلامية إلى قادة الفرس وتهديدهم ، وإقامة الحجة عليهم بإيصال الدعوة لهم . عبر رستم بالجيش الفارسي نهر العتيق ، حيث نزل مقابل المسلمين على شفير العتيق ، فكان معسكر الجيشين ما بين الخندق والعتيق ، واستعد سعد بن أبي وقاص لمواجهة الفرس ، وفي السابع والعشرين من شوال من العام الخامس عشر للهجرة صلى سعد بالجموع صلاة الظهر، وبعدها طلب من القرّاء قراءة سورة الأنفال ، وعندما تمت قراءتها نزلت الطمأنينة ، والسكينة في قلوب الناس ، وتشجعت نفوسهم للقتال ، أقام سعد بن أبي وقاص في قصر قديم بين الصفيْن ، وكان يُشرف منه على جموع الناس ، حيث لم يستطع سعد المشاركة في المعركة بسبب العديد من الجروح التي أصابته في مناطق من جسده ، إلا أنه بقي يُخطط ويُشرف على المعركة ، فأدار المعركة من فوق القصر، وجعل خالد بن عرفطة العذري قائداً للجيش ، وهناك من اعترض على قيادة خالد ، مما دفع سعداً إلى القبض على هذه الفئة التي كان يقودهم أبو محجن الثقفي ، واحتجزهم في القصر، ومنعهم من المشاركة في المعركة خوفاً من إحداث أي خلل بها .