من أجل لعب آمن للطفل
من أجل لعب آمن للطفل
- يميل الأولاد إلى الحركة واللعب في جميع الأوقات، وفي كل مكان، ومن المتعذر منعهم من ذلك، فاللعب في مرحلة الطفولة هو مهنة الطفل التي يعبر بها عن نفسه، وكيانه، ويفهم عن طريقها الوجود والبيئة من حوله، لهذا لا ينبغي أن يمل الأب من كثرة حركة ولده ونشاطه، فهي ضرورة لنموه، وطبيعة في أصل خلقته وتكوينه.
ولا يعني هذا ترك الولد بلا توجيه وإرشاد في اختيار مكان ووقت اللعب، فإن هذه مسؤولية الأب يحددها مع الولد دون إفراط.
أما وهذه أحوال المدن اليوم، فإن لعب الأولاد في الطريق يعد مخاطرة بحياتهم، لوجود السيارات والعربات، والدراجات النارية التي تغدو وتروح.
والمستحسن، توفير أماكن مأمونة للعب الأولاد في داخل أحياء المدن المزدحمة، وتسويرها، لضمان حمايتهم من خطر السيارات، كما يمكن تأمين أندية خاصة بالأطفال، أو فروع خاصة بالأطفال داخل الأندية الرياضية الكبيرة ليمارس الأولاد فيها لعبهم.
وإن لم يتمكن الأب من كل هذا، ولم تتوفر هذه الإمكانات، خصص لأولاده مكانا في فناء المنزل، أو على سطحه، أو على الأقل خصص غرفة في البيت يمارس فيها الأولاد بعضا من لعبهم، ورياضتهم السهلة، ويكمل هذا النقص الحاصل من ممارستهم للرياضة في البيت بأخذهم، من وقت لآخر، خارج المدينة في نزهة حيث الهواء الطلق، والمكان المأمون لممارسة بعض النشاطات الرياضية الأخرى.
أما إن كان السكن خارج المدينة، في قرية من القرى البعيدة عن صخب المدن، وازدحام السيارات، فإن لعب الأولاد في الطريق لا بأس به، مع مراعاة الحقوق العامة، وآداب الطريق.
ويتخير الأب لأولاده وقت اللعب حين اعتدال الجو، ويحذرهم من اللعب في الشمس أثناء شدة حرارتها في الظهيرة، وقد يصاب الولد بضربة شمس لطول مكوثه تحت أشعتها الحارة، فيراعي الأب هذه القضية الصحية، خاصة إن كان في بلاد حارة، فيتخذ مظلة في فناء الدار، تقي الأولاد أشعة الشمس، أو يلزمهم باللعب وقت اعتدال الجو، ويشغلهم في غير ذلك الوقت باللعب داخل المنزل.
ويحفظ الأب أولاده أيضا من اللعب في المطر، خاصة أثناء الصواعق والبرق، فأفضل أوقات ممارسة الرياضة عند الصباح، قبل تناول الإفطار، وتنظيم ذلك يكون بعد استيقاظ الولد من نومه، فيوجه للاستحمام، ثم يعطى فرصة للعب بعض الوقت، ثم يطعم شيئا يسيرا من الأكل، ثم يعطى فرصة أطول للعب والاستمتاع، ثم يستحم ويأكل.
وينبغي الحذر من اللعب والرياضة أثناء امتلاء البطن، وقبل هضم الطعام، فإن أفضل وقت لممارسة الرياضة، عندما لا تكون المعدة ممتلئة ولا خاوية، وذلك لأن الغذاء يحتاج في اثناء الهضم إلى السكون والنوم، والحركة لا تساعد على حسن الهضم.
إن مراعاة الأب لهذه القضايا الصحية، يعود على أولاده بالفائدة وحسن الاستمتاع باللعب والرياضة، ويحميهم من الأمراض والحوادث، والمشاكل، والآلام المتنوعة التي تحصل عادة من مخالفة القواعد والآداب الصحية
منقول