المنتقى من فتاوى الفوزان
[( المنتقى من فتاوى الفوزان )]

س 158 :
رجل متزوج وقد حصل ذات مرة سوء تفاهم بيني وبين زوجتي فضربتها ضربًا شديدًا، ومن شدة غضبها قد مزقت ثيابها التي كانت عليها، وقد سمعت أن من يشق ثوبه فإنه يخرج من الدين، ويجب عليه أن يذهب إلى شيخ ليقرأ عليه آيات من القرآن وأحاديث نبوية وهو يردد خلفه وبذلك يكون أعاده الشيخ إلى دينه، فهل هذا صحيح ؟ وهل عليَّ إثم في ضرب لها ضربًا شديدًا أم لا‏ ؟‏

أولاً‏:‏ أنت أخطأت في تصرفك في ضربها ؛ لأنه لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته إلا بمبرر شرعي ، وبالحد الذي أذن فيه الشرع كما إذا نشزت وامتنعت من طاعته، فإن الله جل وعلا يقول‏:‏ ‏
{‏ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏}‏ ‏
[‏النساء‏:‏24‏]‌‏.‏

أما بالنسبة لما فعلته هي من شق ثيابها فهذا خطأ منها، لأن المسلم لا يجوز له أن يشق ثيابه عند الجزع، وهذا من أفعال الجاهلية .
والواجب على المسلم الصبر والاحتساب، فما عملته هذه المرأة لا يجوز، لأنه ينبئ عن الجزع، ولكن لا تخرج بذلك من الدين، ولكن هذا أمر لا يجوز وحرام عليها .

وأما الذهاب إلى شيخ ليعمل كذا وكذا فهذا خطأ كبير، وهذا ليس من دين الإسلام .
فالمذنب إذا حصل منه ذنب فإنه يتوب إلى الله عز وجل بدون أن يذهب إلى شيخ، وإنما هذا من فعل النصارى فهم الذين يذهبون إلى رهبانهم وكنائسهم ليخلصوهم من المعصية كما يزعمون.

أما المسلم فإن الله أمره بالتوبة بينه وبينه، والله جل وعلا يقبل التوبة ممن تاب ولا يحتاج أن يذهب إلى شيخ، والله أعلم‏.‏

[ المنتقى من فتاوى الفوزان (جزء 1 ، 174)].