تفريغ خطبة الضمير للشيخ محمد عابدين على-حصريا على منتدى واحة الإسلام
تفريغ خطبة الضمير للشيخ محمد عابدين على
اللهم علمنا ما ينفعنا ، و أنفعنا بما علمتنا ، ارزقنا علما ينفعنا و عملا يرفعنا
إهدى قلوبنا ، فرج همومنا ، يسر أمورنا
عجز الطبيب فداونا ، قلت حيلتنا فتولنا
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأ شهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا الى يوم الدين
ثم اما بعد
فمرحبا بكم أيها الفضلاء و طبتم و طاب ممشاكم و الله أسأل ان يجمعنا و إياكم فى داركرامته و فى مستقر رحمته انه على كل شئ قدير
يقول الله تبارك و تعالى فى كتابه العزيز ؛
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)
أمرنا الله تبارك و تعالى بالعمل و رغبنا فيه لان العمل قيمة إنسانية و حضارية و إقتصادية و إجتماعية
فالعمل سلوك حضارى للامم جميعا و هو مطلب غالى نفيس دعى اليه الاسلام و رغب فيه
لا يكون العمل صحيحا الا اذا كان متقنا بالاخلاص سواء كان عملا دنيويا او اخروي
فالعمل وسيلة جليلة فى حياة المسلم
العمل وسيلة لإعمار الارض التى استخلفنا الله فيها
بل ان العمل هو أساس نهضة الامم و الشعوب ولا يعلو شأن الامم إلا بالعمل ،لان الله سبحانه و تعالى أمر العباد بالسعى فى مناكبها و إعمارها وأوجب عليهم الاحسان
الاحسان بالعمل فى هذه الحياة و عدم الافساد فيها ، فالله سبحانه و تعالى رقيب على كل عامل
فالله هو الصانع الذى أتقن صنعته ، فحرى بالمسلم أن يتقن ما كلف به من أعمال..
فالشارع الحكيم رغب فى إتقان العمل
فالاتقان لا يكون فى شئ الا زانه ولا ينزع من شئ الا شانه
فالمتقن للعمل يراقب ربه و يخافه و يخشى عذابه و يرجو ثوابه
المتقن فى العمل حريص على حقوق الله تبارك و تعالى
المتقن فى العمل حريص على حقوق الناس أن يؤديها على أكمل وجه
و النبى صلى الله عليه و سلم أرشد الامة أن تؤدى ما عليها من واجبات بإخلاص
يقول النبى صلى الله عليه و سلم ( " أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ") " أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ "رواه ابن داود )
فإتقان العمل و اخلاصه لا ينبع الامن شئ داخل الانسان فهو الذى يحركه و يرشده ويوجهه و يأمره بل وهو الذى يراقبه الا و هو الضمير
الا و هو
الضمير
ذلك الشعور الانسانى الداخلى فى القلب الذى يجعل الانسان رقيبا على نفسه فى حركاته و سكناته و سلوكه و أقواله و أفعاله و أفكاره
ذلك الشعور يجعلك تستحسن الحسن و تستقبح القبيح و لا يظهر هذا كله الا من خلال الضمير لانه
حينما يموت الضمير
,حينما يموت الضمير
تصبح الانسانية كلمة لا معنى لها
حينما يموت الضمير
يصبح الانسان لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
حينما يموت الضمير
,,يصبح الانسان لا يعرف الحق من الباطل
حينما يموت الضمير
..تعم الفوضى و يصبح الناس اشباحا بلا روح
حينما يموت الضمير
..تعم الفواحش من الاقوال و الافعال
عندما ينعدم الضمير
يعلو الظلم و يخبو العدل
عندما يموت الضمير
يعلو الظلم و يخبو العدل
و يكثر الشح و يموت الاحساس داخل قلب الانسان
عندما ينعدم الضمير
يصبح كل شئ مباح بل تهون علينا انفسنا ولا يكن هناك رادعا يحاسبنا
عندما ينعدم الضمير
لا تجد إخلاصا فى العمل فينتشر الغش و التدليس فى جودة العمل أو فى سلوك العمل
عندما ينعدم الضمير
تكثر الخيانة و يخرص الحق
عندما ينعدم الضمير
يصبح الحلال حرام و يصبح الحرام حلال..
عندما ينعدم الضمير
يستأسد الحمل ويستنوق الجمل
عندما ينعدم الضمير
تغفو العقول و تغلف القلوب و يصبح الضمير يباع و يشترى بين الخلائق
فلماذا لماذا نطفئ ضمائرنا
لماذا نطفئ ضمائرنا
ذلك السراج الوهاج فى قلب المؤمن ؟
عندما ينعدم الضمير
لا تستقيم الامة فالامة لا تستقيم الا اذا استقامت ضمائرها
الامة لا تستقيم الا اذا استقامت ضمائرها فى قلوبها
اذ كيف يستقيم الظل و العود معوج؟
كيف يستقيم الظل و العود معوج؟
فلو حاسب كل منا ضميره الآن لعلم أن شجرة ضميره الغافل لا تثمر ابدا
الضمير هو رحى الحياة
الضمير
هو ثمرة العمل نجاح العمل و تقدمه و تطوره يعود الى الضمير
و الناس تنقسم الى أصناف من حيث الضمير
و هذا ما سنكمله بعد جلسة الاستراحة باذن الله
التائب من الذنب كمن لا ذنب له
أقول ما تسمعون و استغفر الله العظيم الجليل لى و لكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبى المصطفى أمرنا الله بالاحسان فقال فى كتابه العزيز و احسنوا ان الله يحب المحسنين
هذا امر الهى هذا نفير عام للامة كلها بالاحسان فى جميع المعاملات باتقان و جودة عالية
و الناظر فى عالمنا يجد ان كثيرا من الدول قد تقدمت و ارتقت مع انها لا تدين بدين الاسلام فما سر ارتقائها ؟
سر ارتقائها :
هو اتقان العمل و ظبط مواعيده و الصدق فى التنفيذ
فإلإسلام أمرنا بإتقان العمل و تسليمه فى وقته ليعود النفع على الامة و أفرادها ، لكن غياب الضمير و الوازع الدينى فى نفوس البشر هو سبب رئيسى فى انقسام ضمائر الناس
فبعض الناس ضميره حى يعرف المعروف و ينكر المنكر يشارك الامة فى همومها و أحزانها و أفراحها و اتراحها يعمل فى حقل عمله بجد و اخلاص من أجل نفسه و من أجل اسرته و من أجل مجتمعه ينزل حقل عمله ولا رقيب عليه غير الله
لا رقيب عليه الا ضميره
و هذا الصنف و لله الحمد كثيرون و على خير عظيم
و صنف اخر ضميره مستتر ليس له إعراب.. مع التيار ان احسن الناس احسنوا ..و ان اساء أساءوا.. بين بين.. نفسى نفسى..
و كأنه خلق لهواه بعيدا عن الامة و أمراضها و عللها
فمثل هذا ان لم يتعاهد ضميره سيصبح فى تعداد موتى الضمير عافانا الله وإياكم
و صنف ثالث و هذا أشد صنف :
هو الضمير الميت الذى يغلب شره خيره
هو الضمير الميت الذى يغلب شره خيره
إنسان أذى لا خير فيه لا يشاطر الناس الا فى المصايب لا يشاطر الناس الا فى الشر
و لا تراه الا فى دوائر القبح و الفساد كذابا غشاشا يفرح فى المصايب فهو كالذباب لا يقع الا على القيح. يستعيذ المجتمع منه و من أمثاله
لا يعمل الا بمراعاة الاخرين فإن شاهدوه الناس شمرعن ساعديه رياءا وسمعة
عبوس الوجه فى وجه من يفهمه
عبوس الوجه فى وجه من يفهمه
و ليس فى وجهه مزعة لحم
الا فليراجع كل منا ضميره واعلموا أن الضمير الحى
هو مضخة الايمان و به يعلو الانسان
و لقد جاءت الشريعة السمحة بسد باب الضمير الميت و ضعفه حتى يعلو المجتمع و يثمر على أفراده ولا يستسلم المسلم الى ما يملى له ضميره
إن خيرا فخيرا.. و ان شرا فشرا
لان الضمير الصامت شيطان أخرس كذلك الضمير الناطق بالشر و الشرور شيطان ناطق..
و لذلك يرشدنا النبى الله صلى الله عليه و سلم.. قائلا (، لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا - التقوى هاهنا ويشير إلى صدره صل الله عليه و سلم
) ذلك هو الضمير التقوى ها هنا ذلك هو الضمير الحى ثم يقول النبى صلى الله عليه و سلم... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه
يا عباد الله اعملوا بجد و اخلاص وصحوا ضمائركم قبل ان تشهد عليكم و اعلموا ان الله ضمن لكم الرزق..الله ضمن لك يا عبد الله الرزق و لم يضمن لك الجنة
فاعمل!!!
الله تبارك و تعالى ضمن لك الرزق.. لآاخر نفس فى حياتك و لم يضمن لك الجنة
فاعدوا لها من العمل الصالح المفعم بالاخلاص و الضمير
هذا
و صلوا وسلموا على الهادى البشير و السراج المنير..محمد بن عبد الله كما أمركم الله فى محكم التنزيل..فقال عز من قائل عليم ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما
اللهم صل و سلم و زد و بارك على النبى المصطفى و الرسول المجتبى محمد بن عبد الله و اعرض صلاتنا عليه يا أرحم الراحمين و يا اكرم الاكرمين..
اللهم.. اعزالاسلام و المسلمين ، و ازل الشرك و المشركين..و دمر اعداء الدين و احفظ بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا ووفق أأمتنا وولاة أمورنا
اللهم صب علينا الرزق صبا..و لا تجعل معيشتنا ضنكا و انزل علينا رحماتك و بركاتك..
يا ذا الجلال و الاكرام يا ذا القول و الانعام اللهم اشف مرضانا اللهم اشف مرضانا اللهم اشف مرضانا و ارحم موتانا و ارحم موتانا و اهدى قلوبنا..و فرج همومنا و يسر أمورنا يا ذا الجلال و الاكرام
عباد الله ان الله..يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغى..
يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل ..يذكركم..