حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام المرأة المسلمة :: واحة المرأة المسلمة

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :24 - 01 - 2018
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 55
العمل/الترفيه : ربة منزل
إمرأة تحت الإنشاء Emptyموضوع: إمرأة تحت الإنشاء

إمرأة تحت الإنشاء
امراة تحت الانشاء 


عندما وضعت زوجتى ابنتنا العزيزة .. قالت لى من فوق سريرها وهى لا تزال تحت تأثير المخدر ، قولاً لا زلت أتذكره حتى تلك اللحظة التي تخطو فيها ابنتي على عتبات الجامعة : ألف مبروك يازوجي .. لقد أصبح لديك الآن امرأتان .. واحدة جاهزة .. وأخرى تحت الإنشاء !!!

لم الق بالاً ساعتها لقولها .. والتفت عما قالت إلى الاهتمام بها ورعايتها لتتمكن من العودة في أسرع وقت إلى بيتى .. الذى رأيته أظلم منذ لحظة مغادرتها له !!!

فلما جاء يوم ميلاد أبنتنا الأول .. كررت قولها لي بشكل أخر ، عندما قالت .. لقد أتممت لك اليوم وضع حجر الأساس لامرأتك التى تحت الإنشاء !!!

استوقفتها .. وسألتها : وماذا تقصدين يا حبيبتي بامرأة تحت الإنشاء .. ؟

قالت لي وقد اعتدلت فى جلستها واتخذت جلسة الحكيم المتمكن :
أن صناعة المرأة السوية تبدأ منذ اللحظة الأولى التى تولد فيها .. والأم العاقلة هى التى تعتبر طفلتها هى مشروع امرأة ناضجة ولكن تحت الإنشاء .. مشروع يحتاج - مثل كل مشروع - إلى رسم هندسى ومعمارى وهندسة ديكور وتجميل وصناعة وزراعة ، قبل أن يأتى يوم التجارة الرابحة .. حيث أوان التباهى بما صنعنا وزرعنا وهندسنا .. وهو بنيان كما ترى يستحق ما يبذل من أجله من جهد وعرق وسهر ليال .. فالمهندس الذي يخطيء في بناء عمارة سوف تنهار بسبب خطئه ، ثم يصدر قرار بوقفه عن ممارسة المهنة .. بينما المرأة التي تخطيء في بناء مشروعها الأنثوي ، سوف تفسد امرأة .. وتتعس زوجاً .. وتشقي أبناء .. وقد يطال الفساد مجتمعها بأسره . والمرأة الغبية هى التى تفترض أن صناعة المرأة لا تبدأ إلا عندما تظهر على جسدها دلائل الأنوثة .. حيث هي لا تعرف أن كل شئ له أوانه .. وأنه من يزرع فى غير الأوان قد لا يحصد إلا هشيماً .. وكما يقول المثل الإنجليزي الشائع " It is better because it is in time " .. فلكل سلوك أوان لتعلمه ، لو تأخر عنه ما أمكن التعلم .. فالأسبوع الأول من الميلاد مثلاً هو للتعلق بالروح .. والأسبوع الثانى للتعلق بالأيدي .. والأسبوع الثالث للتعلق بالعينين .. والسنة الأولى هي للتعلق باللفظ .. والسنة الثانية للتعلق بالحركة .. والسنة الثالثة للتعلق بالتفاعل مع الآخرين .. والعشر سنوات الأولى هي للتعلق بالفكر .. والعشر الثانية للتعلق بالعواطف .. وبين كل تلك السنوات أيام وساعات لا تمر منها لحظة إلا وتتعلم المرأة " الطفلة " شيئاً .. تتعلم أن تحفظ نفسها وأن تحافظ عليها .. تتعلم ان تقترب من الآخرين بحذر وأن تبتعد عنهم بدلال .. أن تتجمل دون أدني حاجة لأن تتعرى .. أن تحب جنسها وتتصالح معه ولا تعاديه .. أن تسمو باختلافها عن الذكر فلا تعاقر مشاعر النقص مبكراً .. أن تغلق باب حمامها من عمر عامين إلا على أمها .. أن تقرأ مبكراً نهم الغرباء إلى أنوثة الطفلة فيها .. أن ترفع شعرها عن عينيها فى خجل .. أن تبكى للخارج مرة وللداخل مرتين .. أن تتعلم كيف تحب نفسها أكثر مما يحبها الآخرون .. وأن تحب الآخرين ربما أكثر مما يحبون هم أنفسهم .. !!
عند هذا الحد شعرت برعشة قوية تسرى في أوصالي .. وسألت نفسي في عجالة : أكل هذا علينا أن نفعله مع أبنتنا .. ؟؟ أتكون صناعة المرأة بكل تلك الصعوبة وتستغرق كل هذا الزمن .. ؟؟ وهل لاقت امرأتي من والديها مثل هذا الاهتمام .. حتى أصبحت على تلك الروعة التي أحسد نفسي على " امتلاكها " فى بيتى .. ؟


استطردت زوجتى .. غاضة الطرف عن لحظة التفكير التى أخذتني من حديثها لبرهة : وهل تظن أن المرأة الجميلة المثقفة العاقلة المتزنة الودود المشبعة لزوجها ، يمكن أن تكون صناعة تلك الشهور التى تلى خطبتها وتسبق زفافها وحسب .. ؟

ألا تعرف أن اشباع المرأة لزوجها هو سلوك له جذوره فى طفولة رضاعتها .. وأن حسن رأيها وجرأة مشورتها لهما أصول فى اجتماعيات طفولتها المبكرة .. وأن صمتها حين حديث زوجها وحديثها حين صمته هو أدب لا يصلح تعلمه بعد سن السادسة .. وأن صبرها على مطالب زوجها المتزيّدة هو سلوك لا تتعلمه إلا إلى جوار أمها فى المطبخ ، في تلك الساعات الطويلة التي يقضيانها يلفان ورق العنب أو ينظفان الطيور بعد ذبحها .. على أنغام دروس أمها التعليمية والتربوية !!!

أتستكثر يا زوجى بعد كل ذلك أن تكون طفلتنا هى مشروع " امرأة تحت الإنشاء " لايحين وقت تسليمه لمن " سيسكنه " إلا بعد عشرين عاماً من البناء والتشييد والتجميل والتزيين والتأثيث .. ؟

ألا تسعد عندما يصبح حفل التسليم مناسبة للشد على اليد وتقديم آيات العرفان لتلك " المهندسة " التى أشرفت على الإنشاء .. ولذلك
" المقاول " الذى تابع صناعة المنشأة خطوة خطوة .. ؟


ألست مقاولاً تمول الإنفاق وتتابع تنفيذ التوجيهات .. بينما أنا مهندسة تنفيذ " العملية " على النحو الذي أراده لها المقاول الناجح الشاطر .. ؟!
تركتني زوجتي نهباً للتفكير في إجابة لسؤال أحسبه عويصاً :


هل مثل تلك الصعوبة التي تعانيها الأم والأب في صناعة الابنِ أو الاِبْنَة هو الذى جعل الرّسُول ﷺ يَقُول أُمّك ثُمَّ أُمَّكَ ثُمَّ أُمَّك .. ؟ 

[مَنْقُول مِنْ مقال لِلدكتور يَحْيَي الأحْمَدِي رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه]


الموضوع الأصلي : إمرأة تحت الإنشاء // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



إمرأة تحت الإنشاء 2410


السبت يناير 27, 2018 10:14 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

حميد الطائي

البيانات
عدد المساهمات : 400
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/01/2018

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: إمرأة تحت الإنشاء


موضوع رائع
وطرح جميل
أحسنت بارك الله بك
بانتظار جديدك









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير