- بنو جهينة - بضم الجيم وفتح الهاء وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون بعدها، حي من قضاعة من القحطانية، وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة، وقضاعة يأتي نسبه عند ذكره في حرف القاف، وفي المثل وعند جهينة الخبر اليقين قال ابوعبيد في كتابه الأمثال وكان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من بني جهينة يقال له الأخنس فنزلا منلا فقام الجهني إلى الكلابي فقتله وأخذ ماله وكانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم فقال الأخنس:
تسائل عن حصينٍ كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين
قال الحمداني: ويقال أن جهينة كان يخدم ملكاً يمانياً وكان له وزير اسمه نجدة اذا غاب الملك خلفه على حظاياه فبعث جهينة يوماً من غير أن يشعر به واختبى حتى جلس الوزير في مجلس الملك وغلبه السكر وغنى بهذا البيت:
إذا غاب المليك خلوت ليلي ... أضاجع عنده ليلي الطويل
فقام جهينة فقتل الوزير ودفن رأسه تحت وسادة الملك، فلما حضر الملك، فقد الوزير فسأل عنه فلم يقف له على أثر خبر فسكر جهينة ليلة عنده فقال:
نسائل عن نجيدة كل ركبٍ ... وعند جهينة الخبر اليقين
فسأله الملك فأوقفه على الخبر فقربه واحسن في عطاياه. قال أبو عبيد والأصمعي: يرويه وعند جفينة الخب راليقين - بالفاء بدل الهاء - ونقل الجوهري مثله عن ابن الأعرابي وابن السكيت السكن. قال ابن السكيت وجفينة هذا احتمال. قال أبوعبيد: وكان ابن الكلبي بهذا النوع من العلم أكثر من الأصمعي، والنسبة إلى جهينة جهني بحذف الياء وزيادة ياء النسبة، ومن جهينة زيد بن خالد الجهني الصحابي قال الحمداني وهم أكثر عرب الصعيد في الديار المصرين، ولهم بلاد منفلوط واسيوط. قال: وكانت مساكنهم في بلاد قريش يعني الأشمونيين فأخرجتهم قريش بمساعة الخلفاء الفاطميين فصاروا إلى بلاد اخميم اعلاها واسفلها، قال: ويروى أن بليا وبطونها كانت بهذه الديار، وجهينة بالأشمونيين جيراناً بمصر كما هم بالحجاز، فوقع بينهم واقع أدى إلى دوام الفتنة فلما أتى العسكر المصري لإنجاد قريش على جهينة خافت بلي فانهزمت إلى أعلى الصعيد إلى أن اديلت قريش ببلاد الأشمونيين وجهينة ببلاد اخميم فزالت الشحناء من بينهم، قال في مسالك الأبصار: وبمنفلوط واسيوط قوم منهم. قال وبحلب وبلادها من البلاد الشامية قوم منهم أيضاً.
(1/76)(نهاية الارب فى معرفة انساب العرب للقلقشندى)