عرضت محاضرة على هامش فعاليات معرض الكتاب في مدينة طرابلس اللبنانية أسسا ممنهجة لعلم التغذية والطاقة في القرآن الكريم، وقدمت أدلة على تطابق أسس التغذية فيه مع العلوم الحديثة.
وعرض الدكتور الأردني جميل القدسي الدويك مساء أمس ما اعتبره "مكتشفه الجديد" بدعوة من الجمعية الطبية الإسلامية، واستمع لمشاكل صحية للعديد من المواطنين الذين اكتظت بهم الصالة الكبرى لمعرض رشيد كرامي الدولي.
كلوا ولا تطغوا وتحدث الدويك للجزيرة نت عن رؤيته لعالم التغذية في القرآن الكريم، منطلقا من الآية الكريمة "كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي"، قائلا إن "الطغيان يعني تجاوز الحد".
وأوضح الطبيب الأردني أن هناك أربعة متغيرات بالنسبة لمجاوزة الحد في الغذاء، أولا في الكمّ، وثانيا في النوع، ومنها المحلل ومنها المحرم كلحم الخنزير والخمر، وثالثا في كيفية الأكل ووضع الأفضل في المقدمة، ورابعا الوقت، والمقصود أفضل توقيت للطعام وهو أوقات الصلاة.
ويشرح الدويك الأسلوب الذي اتبعه توصلا لاكتشافه حيث درس كل الأطعمة والأغذية والمأكولات والأشربة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، من خلال كتب الطب النبوي، وبحث في كل منها، واستطاع استنباط الآيات التي تتحدث عن كل مادة.
وذكر أنه تابع إصدارات الكتب العلمية العربية أو الإنجليزية التي تناولت أي طعام أو شراب ذكر في القرآن الكريم، ودرس تفسير الآيات التي تتعلق بكل مادة منها من خلال كتب التفسير المعتمدة في العالم الإسلامي.
وأشار إلى أن ما أدهشه هو التطابق التام بين ما جاء به القرآن وتفاسيره، وكذلك أمهات كتب الأحاديث وتفاسيرها، وأحدث ما جاء به العلم الحديث من علم التغذية وعلم الطاقة.
وصايا غذائية إسلامية من جهته قارن نقيب الأطباء السابق الدكتور نبيل فتال أسس التغذية في الإسلام مع أسس الطب الحديثة بقوله "استنبط المسلمون كثيرا من الطرق في مجال التغذية خصوصا لاعتبارهم أن الله سخر كل شيء لخدمة الإنسان، مثلما أولى الطب صحة الإنسان الاهتمام الكبير، وخصص فروعا بالتغذية".
وقال فتال للجزيرة نت إن القرآن تناول موضوع التغذية من ضمن المجالات الدنيوية المتعددة، فصنف الأطعمة بترتيب معين مقدما الفاكهة والحلويات على المآكل الأخرى خصوصا اللحوم، وهناك دليل علمي أنه من الأفضل لعملية الهضم، وتفاديا للتخمة، تناول الفاكهة قبل الطعام.
وأشار إلى أن الإسلام أوصى بالتقيد بالاعتدال والوسطية في كل الأمور، ومنها الطعام، وذلك أيضا من ضمن إرشادات الطب الحديث.
كتيب وتطبيقات وذكر كتيب وزع في المحاضرة، أن الدويك قدم مكتشفاته في برامج تلفزيونية منها "الغذاء الموزون"، و"أشربة القرآن الكريم"، و"سحر الخل والريحان"، و"معجزات الزيت والريحان".
كما قدم نظامه الغذائي في دراسة مطولة من عشرة آلاف صفحة، وطبق تجاربه الغذائية على حوالي مائتي مريض، باستخدام العلاج عن طريق نظام "الغذاء الميزان"، ويقوم حاليا بدراسة على ألفي مصاب بأمراض مزمنة، وستنتهي الدراسة ونتائجها أواخر العام 2009.
أما الأمراض التي تمكن من شفائها فهي أمراض الجهاز التنفسي، والغدد، والكلية، والقلب والشرايين، والدم، والمفاصل، والجهاز الهضمي، والعيون، وأمراض أخرى.
وصدر من سلسلة "الغذاء الميزان" كتب "اللبأ" وهي مادة علاجية وغذائية هامة، و"الزنجبيل شراب ودواء ووقاية وشفاء"، و"القمح والشعير غذاء ودواء وشفاء"، و"أسرار القمح"، وعشرات المؤلفات الموضوعة لم تنشر بعد.