حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام التاريخية :: واحة الأخبار المحلية و العالمية ::  فلسطين القلب النازف

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :16 - 12 - 2017
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني Emptyموضوع: الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني

الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني
سعيد أبو معلا






رغم أن الحديث عن الزيتون في فلسطين "مستنفذ؛ متصل ومكشوف تم تدويره عبر أجيال متلاحقة" كما يقول الشاعر الفلسطيني "غسان زقطان" كما سنوات مواسمه، إلا أنه يكتب له كل عام أن يكون أكثر حضورا؛ ووهجا وألما.فحالة الإمعان في ذبح الشجرة كما صاحبها تتضاعف في موسم جني ثمارها..
إنه تماما كالسر المتوالد من ذاته، والذي كلما انكشف جزء منه بدا لنا أنه يخفي أسرارا أعظم تسكن قريبة وبعيدة، مستترة وبائنة بوجل وخجل ثمار خضراء/ وسوداء من الإنسان الفلسطيني الذي يرتبط بالشجرة وثمارها كما ترتبط جذورها بأراضٍ ممتدة ارتوت بعرق ودم أصحابها أبا عن جد.
فأصبحت العلاقة بينهما علاقة متجاوزة، وتشكل بتفاعلاتها وما تستولد من إرهاصات وتداعيات حالة ثقافية وحياتية، تمنح الشجرة المقدسة أصحابها بحب وسخاء أقصى قدراتها على الأداء والعطاء، وأصحابها بدورهم يحولونها إلى أقصى شيء يمكن أن تصله، فتكون قابلة للأكل من ناحية، والتذكر والاستحضار والارتباط بالأرض من ناحية أخرى؛ بما يتلاءم مع مقتضيات الحياة وواقع الاقتلاع والنفي.
جذور
والشجرة في كل ذلك تجذرت في الحياة اليومية بعفوية، كما حب الناس المنتظرين لها، ودون أي تخطيط مسبق، إنما هي منحة وعطاء الطبيعة والرومان، واصلت قيامها بدورها إلى أقصاه، وهي تستمر في ذلك، فأصبحت مكونا محوريا من مكونات الهوية الذي لا يمكن أن تتشكل بدونه، ورمزًا من رموز حضورها وثباتها وترسخها، ومعادلا موضوعيا للفلسطيني الذي يقاوم النفي والقتل، وهي بذلك تعتبر الأكثر حضورا والأشد دهشة في واقع الفلسطيني.
والفهم السابق يساعد على تخفيف حدة حالة استغراب المشاهدين عبر شاشات الفضائيات عندما يشاهدون الفلسطيني الذي يحتضن جذع شجرة قائلا لمن يريد اقتلاعها أو بترها: "اقتلوني قبل أن تقتلعوها"، أو عندما يقبلون على بساتينهم في صباحات حالمة برغم أن خطر الموت يتهددهم لقربها من المستوطنات الإسرائيلية، ومع ذلك يصرون على الذهاب وجني الثمار.
إن الفلسطيني هنا يمارس ثقافته في الحفاظ على شيء يتجاوز الشجرة ككتلة مادية، وصولا إلى تاريخ وتراث وتفاصيل حياة وأسرار وذكريات آباء وأحلام أجداد لم يكتب لها النور، وهو الأمر الذي يبتغيه "الإسرائيلي/ المحتل" على الجاهز مستكملا دائرة النفي، حيث يعمد مثلا إلى شراء كثير من الأشجار بعد أن يتم اقتلاعها من أراضي بعض الفلسطينيين الذين تضطرهم حاجة السكن أمام كثرة أوامر الممنوعات والمصادرات إلى اقتلاع بعض من شجراتهم كي يضمنون بناء يسكنون فيه.
يشتري الإسرائيلي الأشجار بمبالغ خرافية عبر وسطاء عرب، ويقوم بزرعها أمام متاحفه ومؤسساته الثقافية وفنادقه وساحاته العامة، معتقدا أنه في ذلك يمكن أن يزرع / أو يحقق حالة سطو أكبر على التاريخ والتراث الذي لم يمتلكه لحظة واحدة.
ذلك الإلغاء الذي تجاوز فكرة الاقتلاع والتدمير، ووصل إلى حدود التماهي مع الفلسطيني، وتحديدا في حبه لهذه الشجرة، في تناقض الاحتلال مع ذاته، وهو بالذات ما دفع إسرائيل على سبيل المثال إلى اختيار شجرة الزيتون إلى جانب زهرة "قرن الغزال" الفلسطينية لتمثيلها في حديقة الورود التي افتتحت في الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية مؤخرا، برغم أنه وبأفواه "جرافاته" أمعن، وما زال، في اقتلاع ملايين الأشجار منذ ستين عاما ويزيد.
قبل ذلك طال السطو الثوب الذي يحمل أغصان الزيتون وحباته على شكل تطريزات خلابة؛ فصار الزي الرسمي لمضيفات الطيران الإسرائيلي، تماما كما التطريزات الأخرى على الأثواب، والأواني الفخارية والنحاسية والأغاني التراثية، وصولا إلى الأكلات من مفتول ومقلوبة ومسخّن وفلافل وحمص، وكلها مكونات حياة أساسية لشجرة الزيتون يد طولى في وجودها وتحققها.
علاقة جاهزة
وما يحاول الإسرائيلي فعله هو تصنيع علاقة جاهزة، علاقة تعتمد على القوة والسطو والسرقة من ناحية والقتل والتدمير من ناحية أخرى، علاقة تتجاوز شكل وأوراق وحبات الشجرة وصولا إلى ما تعني وإلى ما تشير إليه من دلالات، فهي لا تعنيه بذاتها كونه يعجز عن منحها ما يفتقده ويعيش الفلسطيني عليه.
وبذا لن نعجب من استهداف شجرة كهذه منذ أزل بعيد من احتلال اقترن فعل "عقابه" للفلسطيني باقتلاع أشجاره وتدمير محصوله أو منعه من قطفه أو التواصل مع أرضه.
كل تلك الأمور وأخرى ترتبط بالكتاب الكريم تجعل من موسم الزيتون موسما متجاوزا لمواسم أخرى يفترض بها أن تماثله (كمواسم حصاد القمح، وقطف العنب، والبرتقال... إلخ)، ليكون من أكثر المواسم قدرة على التخاطر بين المكان وأصحابه.
موسم الزيتون يدهش منتظريه في قدراته على منح الحياة الحقيقية في بلد تقطعه الحواجز وتلتهم أراضيه، مثلما يندهش الفلسطيني لذلك الشعور الذي يجعله يقبل على الحياة بحب وشوق وتحدٍّ؛ وهو ما يجعل علاقة الفلسطيني بشجرة الزيتون تتعدى الجانب الاقتصادي البحت، تماما كما تتجاوز الجانب الديني، مع أنها تأخذ منه الكثير ليضيف إليها، إنها علاقة لا نظير لها مع أشجار أخرى مهما كان خيرها وظلها.
وبمقدار واقعية هذه العلاقة نجدها تتغذى من أسرار وخرافات وأساطير وحكايا وقصص وأغانٍ وقصص وشعر وأحلام.. يغذيه جانب واقعي حقيقي ومعاش له علاقة بالهوية والجذور والرغبة بالبقاء والارتباط بالنضال والمقاومة، إنها علاقة تأخذ من الشجرة وعراقتها وتُمنح الكثير من عراقة ذات الشعب.
فالشجرة التي تقدم للاقتصاد الفلسطيني ما نسبته 20% بالمقاييس المادية نجدها تعبر عن حيوات وتفاعلات وشوق ووجد وأحلام، فالذهاب لـ"جد الزيتون" بالتعبير العامي أي قطافه يكتنفه الكثير، سواء في استيقاظ أصحاب الحقول في السادسة صباحا، منطلقين صوب حقولهم في زيارات يومية، أو في بداية ملامسة الأيدي للثمرات، أو في شرب كئوس الشاي المصنوع من نار حطب ذات الشجرة في فترات الراحة، أو رحلة العودة بالمحصول والغلال الوثيرة وصولا إلى بوابات "المعاصر" (أماكن استخراج الزيت) منتظرين الزيت الذي يحمل مرارا لذيذا، ومن ثم صفقات البيع وامتلاء الجيوب بالأموال.
ومن المؤكد هنا أن الإسرائيلي سيبقى عاجزًا على منح الحياة لشجرة الزيتون بمفهومها الشاسع، وبالنسبة للفلسطيني فإنه يمنحها كل المعاني المرادفة لذلك؛ فهي مربوطة بكل تفاصيل الحياة اليومية، بالغناء الشعبي، والأكلات، والأمثال الشعبية، والكثير من الطقوس الاحتفالية الكرنفالية... إلخ.
وبذا ستبقى كل محاولات الإسرائيلي عاجزة عن إقامة علاقة انتماء مع زيتون الأرض، وتراثها وتاريخها من خلال التماهي مع كل التفاصيل اليومية لأهل تلك الأرض، فشتان ما بين علاقة التماهي وبين العلاقة التي تتغذى على قدسية راسخة في الكتاب والوعي والثقافة، وتفاصيل الموسم المر، حيث يمتلئ بالدم والدموع تارة، والفرح والبهجة والحياة تارة ثانية، ما هي إلا دليل على ذلك.
فالزيتون يستمر في تأدية مهمته بصبر وثقة، فيما الفلسطيني يحاول محاكاة ذلك دوما.
________________________________________
ناقد فني


الموضوع الأصلي : الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني 2410


السبت فبراير 03, 2018 3:42 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

ريمان

البيانات
عدد المساهمات : 200
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/02/2018

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني


جزاك الله خيرا يا أختى على الموضوع ...
اخوتي لا تنسوا اخواننا في فلسطين من الدعاء









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير