هنا صورتان متقابلتان صورة للكافرين وحياتهم جحيم وتطويق شديد بحيث ﻻمفر من العذاب . . وفي قباله صورة الذين اتقوا فلهم غرف تجري من تحتها الأنهار. فكل أسّس لنفسه مستقبله ، وهذا وعد من الله ووعد الله آت. والماء ينزل من السماء بتقدير ووزن ووراء هذا تكوين وحكمة . . وهو إما ان يجد أرضا صلبة ﻻ منفذ فيها ، وقد تكون الأرض على مستوى واحد من الرخاوة فتتسرب إلى الأرض فيصعب إخراجها ويذهب للأعماق . . الحكمة اﻻلهية أوجدت القشرة في اﻻرض وفيها طبقات تحتفظ بالماء وطبقات ﻻينفد منها الماء ليكون خزان للحياة ، وكل هذا تخطيط من حكمة وعلم ورحمة ورأفة ونظر مستقبلي ﻻ يحجب عنه شيء . . ومن هذا الماء يخرج الله زرعاً مختلفاً الوانه من ماء ﻻ لون له ، فيعطي ألواناً مختلفة تستوقف نظر اﻻنسان ، وهذه البقعة التي جرى فيها الماء تغنى بأنواع الزرع . . والزرع بذلك يمر بمرحلة وﻻدة وشباب ، وهرم وشيخوخة وحالة ذبول ، لينتهي دوره في هذه الحياة ، ويخرج من هذه الحياة . . وهذا الزرع يشهد على عظمة الخلق وحكمته ، وهذه الصورة والدورة مثل ما يحصل للإنسان .